الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مختار مرزوق لـ«صدى البلد»: إباحة التطاول على المسيحيين فتوى مغرضة.. ومواقع التواصل سبب انتشار الفتاوى المغلوطة

الدكتور مختار مرزوق
الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم

الدكتور مختار مرزوق: 

  • ينبغي للداعية تعلم لغة الإعلام
  • منابر التواصل الاجتماعي أسرع إلى الناس
  • زكريا بطرس يريد إيقاظ نار العداوة

 

انتشرت الفتاوى المغلوطة الصادرة من غير المتخصصين في الإفتاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الفترات الأخيرة، سواء كان ذلك للشهرة أو زيادة اللايكات، حيث إنها أسرع وسيلة لانتشار الأخبار أو الفتاوى بين الناس.

 

وفي هذا السياق، أجرى "صدى البلد" حوارا مع الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط السابق، عضو لجنة المحكمين لترقية الأساتذة بجامعة الأزهر الشريف؛ لمعرفة أسباب انتشار هذه الفتاوى المغلوطة، وكيف يمكن ضبطها، وماذا يفتقد الداعية وأهم المهارات التى ينبغي له أن يمتلكها في الفترة الحالية.. وإليكم نص الحوار.

 

ما سبب انتشار الفتاوى المغلوطة على شبكات التواصل الاجتماعي؟

لا شك أن انتشار أنواع الفتاوى المغلوطة يرجع إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وقد صدرت هذه الفتاوى أحيانا من بعض الدعاة وأحيانا ممن يتصدرون للكلام عن الدين وهم غير مؤهلين لذلك.

ومن الفتاوى المغلوطة التى انتشرت فى الفترة الأخيرة، قول البعض إنه يجوز للمرأة أن تكشف شعرها وذراعيها وما إلى ذلك ولا تلتزم بالحجاب، فكيف ذلك وأن المقصود بالحجاب هو ستر المرأة جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين، ومن المعلوم أنه واجب من الواجبات كما ذكرت دار الإفتاء المصرية وخلاف ذلك يعد من الفتاوى المغلوطة.

 

ومن الفتاوى المغلوطة أيضا هذه الأيام وجود ما يفعله بعض الناس من إباحة السب والشتم والتطاول على المسيحيين، بسبب تناول القس زكريا بطرس سيدنا محمد بأسلوب بذيء، ومن المعلوم أن هذا الشخص يعيش فى الغرب ويريد إيقاظ نار العداوة بين أبناء الوطن الواحد.

وكل من يريد إيقاظ نار العداوة بين أبناء الوطن الوحد سواء زكريا أو غيره من الذين فى الداخل إنما يريدون الفتاوى المغرضة التى لا أساس لها من الصحة، ويكفى ان نقرأ قوله تعالى “لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”.

ضبط الفتوى يكون بالرجوع إلى المذاهب الأربعة وليس إلى أنصاف المتعلمين.

 

كيف يمكن ضبط الفتاوى ومواجهة غير المتخصصين؟

 

وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلى أنه بالنسبة لضبط الفتاوى ومواجهة غير المتخصصين، إذا كان الإنسان من رجال الأزهر فعليه أن يضبط  الفتوى بالرجوع إلى المذاهب الأربعة وإلى أقوال العلماء الراسخون وهم كثيرون، وليس إلى أنصاف المتعلمين الذين يتصدرون المشاهد هذه الأيام ويفتون الفتوى التى لا توافق الحق، ومعظمها تكون للشهرة أو لجلب الأنظار وإن كانت على مواقع التواصل تكون من أجل اللايكات. 

على الداعية أن ينشئ صفحة على مواقع التواصل ويتعلم لغة الإعلام 

 

ماذا يفتقد الداعية في الفترة الحالية؟ 

هذه الفترة وخلال هذه السنوات الأخيرة وبعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، نطلب من كثير من الدعاة الذين يدعون إلى الله عز وجل أن ينشئوا صفحات على مواقع التواصل، وأن يكتب الإمام اسمه ونبذة عنه ويضع صورته، فيكتب مثلا الشيخ فلان واعظ كذا أو عميد كذا أو إمام مسجد كذا و نحو ذلك، وأن يضع صورته، حتى يأخذ الناس من عن إنسان معروف أو معلوم ولا يأخذون عن إنسان مجهول، لأن المجهولين لا يؤخذ عنهم العلم.

  

وأحب أن أقول لكثير من الدعاة أن هذه المنابر وهى منابر التواصل الاجتماعي هى أسرع إلى الناس من الأشياء الأخرى التى كان الناس قديما يجتمعون فيها، سواء كانت المساجد أو الجامعات أو الندوات وما إلى ذلك، ووسائل التواصل الاجتماعي الآن كما هو معلوم هى المركز الأول فى أخذ الأخبار والعلم والفتاوى.

 

ما أهم المهارات التي ينبغي للداعية امتلاكها في الفترة الحالية؟

يجب على الداعية أن يتعلم لغة الإعلام وأن يكوم محيطا بالأحوال التى تنتشر بين الناس ومحيطا بالسياسة العامة.

فمثلا موضوع القس زكريا بطرس أخذه بعض الناس وظلوا ينفعلون و يشتمون ويسبون وما إلى ذلك، على الرغم أن القس معرف لأهل العلم ورجال السياسية أنه شخص يريد إيقاظ نار العداوة وغيرها بين أبناء الوطن الواحد، فعلى الداعية أن يكون عنده المهارة الإعلامية والدعوية الناجحة حتى لا ينخرط فى الأمور التى تجلب المشاكل له أو للناس.