الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاد صاحب "المشرط السحري".. إنسانيات السير مجدي يعقوب تحيي القلوب

السير مجدي يعقوب
السير مجدي يعقوب

مشرط طبي صغير يحمله بين يديه بمثابة "عصا سحرية" يمحو بها آلام القلوب الموجوعة ويعيد إليها النبض المتناقص منها لتعود لعملها الطبيعي مانحة حياة جديدة لصاحبها.. السير مجدي يعقوب أو كما يلقب ب "ملك القلوب" الطبيب الانسان.

امتلأت صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك منذ لأمس واليوم بمنشورات التهنئة للجراح العالمي بحلول عيد ميلاده، معبرة عن فخر عظيم بمسيرة ذلك الساحر وإنجازاته الطبية التي يقف لها العالم أجمع احتراما، وتسابق ناشري التهاني في ذكر مواقف إنسانية مرت في حياة "السير" لتنتهي جميعها الى نتيجة واحدة بأنه "إنسان".


استدعاء ملكي


من بين تلك المواقف على سبيل المثال وليس الحصر استدعاء إليزابيث ملكة بريطانيا للجراح العالمي لإنقاذ طفلة وإجراء عملية جراحية جديدة من نوعها، وهي استئصال وليس زراعة قلب، وروى مجدي يعقوب تفاصيل الاستدعاء الملكي في لقاء له عام 2017 مع الإعلامية إسعاد يونس ببرنامج "صاحبة السعادة".

وقال "يعقوب": "البنت كان عمرها 7 أشهر وتم زراعة قلب صغير بجوار قلبها لمساعدتها على الحياة لتصاب بعد ذلك بالسرطان، فتدخل لاستئصال القلب الجديد للطفلة بعد استدعاء ملكة بريطانيا بشكل شخصي له، مؤكدا حينها أن الطفلة الصغيرة كبرت وبات عمرها 22 عاما وبصحة جيدة وأصبح لديها أطفال صغار.

 

حكاية صورة ملك القلوب على تاكسي

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قصة رواها شخص شاهد صورة لمجدي يعقوب، معلقة على التاكسي الذي كان يستقله، وسرد الحديث الذي دار بينه وبين السائق، حيث قال له السائق أن ابنه وُلد بمرض نادر في القلب، وكان علاجه يحتاج إلى تكاليف باهظة للعمليات الجراحية التي يجب أن تجرى له في أسرع وقت وإلا يصبح مصيره الوفاة.
وحينما توجه السائق بابنه إلى مركز مجدي يعقوب للقلب، وأصر على مقابلته لفهم وضع ابنه، التقى به الطبيب بالفعل، وتعهد بعلاج نجله على نفقته الخاصة، حتى شفي ابنه وأصبح الطبيب سببًا في حياة أخرى كتبت للصغير بلا مقابل ولذلك يعلق صورته على التاكسي عرفانا بجميله.


جبر الخواطر


استجاب الدكتور مجدي يعقوب إلى رغبة الطبيب محمود سامي الذي فقد بصره أثناء العمل في أحد المستشفيات التي تعالج مرضى فيروس كورونا.

وكان "سامي" قد أعلن رغبته في لقاء الدكتور مجدي يعقوب، الجراح العالمي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر مقدم برنامج "يحدث في مصر"، وعقب انتهاء المكالمة، أعلن شريف عامر، أن فريق عمل الطبيب مجدي يعقوب، تواصل مع فريق إعداد برنامجه، وأبلغه أنه يريد الحصول على رقم الطبيب محمود سامي، لتلبية رغبته.

وقام شريف عامر، بإجراء مداخلة هاتفية أخرى مع الطبيب محمود سامي، حيث أعرب الأخير عن سعادته الغامرة بهذا الأمر، وقال: "الخبر ده أسعدني، وأنا بحبه من زمان جدا وهو مثلي الأعلى في الحياة بإنسانيته واللي قدمه لمصر والعالم كله"، مضيفا: "كان بيصيبني نوع من الغيرة الإيجابية من اللي بيقدمه وكان نفسي أكون تلميذه أو في فريق العمل بتاعه".

يعقوب والإرهابى
 


فى قصة اخرى اشتهرت عن مجدي يعقوب، قيل أن إرهابيا فى التسعينيات، أدين بقتل أقباط وسرقة محلاتهم، وعقب صدور حكم بإعدامه، اكتشفت وزارة الداخلية إصابة الإرهابى بمرض فى القلب، تزامن ذلك مع زيارة مجدى يعقوب لمصر وقتها، وطلبت الداخلية من الدكتور مجدى يعقوب، علاج الإرهابى المدان، مع توضيح التهمة المدان فيها وهى قتل أقباط وسرقة ممتلكاتهم، مع تأكيدها تحمل تكاليف العلاج كاملة، وتفهم رغبته كاملة إذا رفض أن يعالج المريض، إلا أن يعقوب أصر على علاج الإرهابى على نفقته الشخصية.

وقال يعقوب حينها: «أنا رجل علم أعالج الناس جميعًا لا أحاسبهم على ما فعلوا أو ما سيفعلون مهامى فى الحياة أن أعمل على شفاء الناس ولا يوجد مثل هذا الكلام فى العلم.. وأنا رجل علم وطبيب لست قاضيا وسأعالج الرجل على نفقتى الشخصية».

وبالفعل عالجه على نفقته وأعطاه أدوية تكفي علاجه لمدة 6 أشهر، وخففت محكمة الاستئناف حكم الإعدام إلى خمسة عشر عامًا.

جدارية بصورة السير يعقوب


قبل عام ونصفْ تلقى الشاب الأسواني محمد أحمد بسطاوي، خبر احتياجه لعملية قلب مفتوح لتغيير 3 صممات بالقلب، كان وقع الخبر صادما على الشاب وأقاربه، لكنه عندما علم أن العملية سيجريها الدكتور مجدي يعقوب اطمئن فؤاده.
دخل "بسطاوي"، مركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب بعد أن تم تحويله من أحد الأطباء في أسوان، وقال: بعد شهر تقريبا تم تحديد العملية، وقبلها شعرت بتعب شديد وإرهاق، وبعد عمل الفحوصات اللازمة علمت بأنني أواجه أزمة كبيرة ومشكلات في القلب، تخيلت أنها نهاية الحياة، وكنت أدعى دوما أن يقوم الدكتور مجدي يعقوب بعمل الجراحة.

يحكي "بسطاوي": عندما علِمت بأن الدكتور مجدي يعقوب هو من سيقوم بإجراء الجراحة ارتحت، وذهب الخوف تماما من قلبي فقد تلقيت الدعم الكامل من المركز، كل الأطقم على أعلى مستوى، رحماء بمعنى الكلمة، ويستطيعون بثّ بداخلك طاقة وراحة طوال الوقت كنت دائم الحمد على استجابة الله لدعائي أن العملية تمت في وسط هذا هؤلاء الملائكة".

استمر "بسطاوي" في المستشفى يتلقى العلاج والرعاية الطبية طيلة 22 يومًا، قبل أن يخرج ويعود لمنزله وتراوده فكرة لـ"رد الجميل"، قائلًا: "كان لازم بعد المعاملة العظيمة اللي شوفتها أعمل أي حاجة أشكر بيها كل الناس اللي وقفت جنبي، وأولهم الدكتور مجدي يعقوب".

لم يجد "بسطاوي" أي طريقة للتعبير عن امتنانه وحبه لأمير القلوب الدكتور العالمي مجدي يعقوب أكثر من رسم جدارية له تزيّن مشروعه الصغير قائلًا، "الجدارية تبقى قدامي طوال الوقت علشان أفتكرهم بيها، وأشكرهم دايمًا وأعرف الناس أهمية الدور اللي عملوه معايا
وتابع "بسطاوي": قمت باستدعاء أحد الرسامين المميزين في أسوان يدعى رمضان الذي أعجب بالفكرة واستغرق ما يقرب من 4 ساعات لتجهيز الجدارية بعد الحصول على الألوان المناسبة والجذابة التي تجعل المارة ينظرون إليها"


تبنى طفل إثيوبى

تبنى يعقوب طفلا إثيوبيا يتيما بعد أن أجرى له عملية جراحية بالقلب فى مركز القلب فى أسوان، ولكنه لم يجد له أهلا ليسلمه لهم، فأخذه معه وأصبح يعيش معه فى منزله بإنجلترا، كما تولى تعليمه والإنفاق عليه.


قلب طفلة في حقيبة ظهرها

 

فرح أحمد طفلة صغيرة كانت مريضة بالقلب وتبحث والدتها عن طبيب أطفال ذات كفاءة وخبرة لتفسير حالتها، ومن تخصص لآخر أجمع الأطباء على ضرورة خضوعها لعملية استئصال «الزائدة»، إلا أن جسدها الصغير رفض البنج لينقذها من التشخيص الخاطئ الذى كاد أن يتسبب فى استئصال جزء من جسدها ثم طلب الطبيب «أشعة على القلب»، وقال لها إنها تحتاج لعملية زراعة قلب صناعى، وهى لا تجرى فى مصر، ثم اقترح أحد الأطباء على الأم أن تذهب لملك القلوب مجدى يعقوب.
 


وفى 11 يناير 2018 التقت فرح بالدكتور مجدى يعقوب، وطمأن الأم وقال لها «متخافيش»، وأجرى للفتاة عملية جراحية دقيقة، وأنقذ حياتها بقلب صناعى تحمله على ظهرها فى حقيبة، وهو متصل بأسلاك تخرج متصلة بجسمها.
 

الملكة تمنحه لقب سير

باعتباره من أمهر الجراحين على مستوى العالم منحت الملكة اليزابيث الثانية ملك القلوب مجدي يعقول لقب "سير" من المملكة المتحدة، في عام 1991.. ولقب "سير" هو أعلى الألقاب شأنًا، وأرفعها سموًا، وتمنحه ملكة بريطانيا للشخصيات الهامة ذات التأثير على مستوى العالم في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية.

وعن الالقاب والأوسمة التي تزين تاريخ الجراح المصري العالمي اعتاد يعقوب أن يقول: "انا انسان بسيط، الجوايز والالقاب مش فارقين معايا، اللي بيفرق معايا بجد لما يجيلي واحد يسلم عليا ويقولي انا موجود النهاردة بسبب حضرتك لما عملتلي عملية في القلب وانا عندي تلات ايام، مفيش حاجة بتدي سعادة اكتر من كدة".