الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الغيبة .. خطورتها وكيف أقي نفسي منها

الغيبة ..خطورتها
الغيبة ..خطورتها وكيف أقي نفسي منها

الغيبة ..الغيبة من أكثر الأشياء التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى، وأكد ان عقابها شديد جداً، لذا يجب ان نعرف ما هي الغيبة وأنواع الغيبة، وعقوبة الغيبة، والفرق بين الغيبة والنميمة.

الغيبة

الغيبة منكرة وكبيرة من كبائر الذنوب، والنميمة كذلك، يقول الله -جل وعلا «وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ» صدق الله العظيم

 ويقول النبى ﷺ: لا يدخل الجنة نمام.

 ويقولﷺ أنه رأى شخصين يعذبان في قبورهما أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة.

أنواع الغيبة

1-الغيبة المحرمة 

هي ذكرك لأخاك المسلم بما يكرهه لو سمعه، وذلك في غيبته، بذكر الصفات الغير حسنة أو المذمومة في المسلم.

الغيبة المحرمة هي الغيبة التي ذمها الله- سبحانه وتعالى – في كتابه الكريم وشبه فاعلها بمن يأكل لحم أخيه الميت.

أن الصفات التي يذكرها المسلم في غيبة أخيه إن كانت فيه فيكون بذلك قد اغتابه.

أما إذا لم تكن فيه فيكون قد كذب عليه وبهته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2- الغيبة الواجبة 

لغيبة الواجبة هي تلك الغيبة التي بها يتم حماية المسلم من الوقوع في مصيبة، أو تحذيره من أمر فيه عطبه وهلاكه. ولا يكون ذلك إلا بذكر العيوب في شخص آخر.

فعلى سبيل المثال للغيبة الواجبة التي بها نجاة المسلم من الشر، تحذيره من أحد قطاع الطرق في مكان معين.

أو نهيه عن الذهاب إلى مكان معين لأن فلان بنتظرك هناك ليعتدي عليك.

ومن الغيبة الواجبة لحماية المسلم من أمر فيه عطبه، التحذير مثلًا من تزويج فلان لأن به من الصفات المخلة والمعيبة التي لا يصلح معها كزوج.

ومن أمثلة ذلك ما ورد في السنة النبوية أن إحدى الصحابيات استشارت النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج .

فنصحها الرسول عليه الصلاة والسلام بعدم التزوج من أحد الصحابة لأنه فقير لا مال له.

كما نصحها من عدم الزواج من صحابي آخر لأنه لا يضع العصى عن عاتقه، والتي جاء في تفسيرها أنها كناية عن كثرة الضرب للزوجة، أو كثر السفر والترحال.

3- الغيبة المباحة 

1- التظلم

حيث يجوز للمسلم أن يقوم بشكاية المسلم والتظلم من فعله.

فيقول المظلوم للقاضي أو من بيده حل المظلمة، ظلمني فلان، أو تعدى علي فلان وأخذ حقي مني.

2- الاستعانة على تغيير المنكر

وهي أن يذكر الصفات السيئة المذمومة في المسلم للإستعانة على تغيير منكر يقوم به.

على سبيل المثال يقول المسلم لمن يرجو مساعدته إن فلان يفعل كذا وكذا من أنواع المنكرات التي يرغب في تغييرها.

3- الاستفتاء

مثل أن يقول المستفتي للمفتي ظلمني أبي، أو ظلمني أخي وفعل كذا وكذا، من المشاكل التي تقع بين المسلم وأخيه.

4- تحذير المسلم من الوقوع في الشر.

عقوبة الغيبة 

قال الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي أن عقوبة الغيبة وردت فيما قال الله تعالى: « وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا »، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بِقومٍ لهُمْ أَظْفَارٌ من نُحاسٍ ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وصُدُورَهُمْ ، فقُلْتُ : مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ ؟ قال : هؤلاءِ الذينَ يأكلونَ لُحُومَ الناسِ ، ويَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ ».

وأضاف: أنه يحرم على المسلم أن يأذن بالغيبة عنده وكذا الاستماع لها أو إقرارها بل الواجب الإنكار المغتاب، فقال تعالى : «إِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ . وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ».

واستشهد: بما قال –صلى الله عليه وسلم-: «من رد عن عرض أخيه في الغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة », مؤكدًا أن الغيبة تباح للضرورة لغرض صحيح شرعي فيما لايمكن الوصول إليه إلا بها، وحث على المبادرة بالتوبة لله تعالى, مبينًا أن التوبة من الغيبة تستلزم التحلل ممن اغتبته مجابهةً أو دعاءً فمن صدق نيته في التوبة يسر له أسبابها.

الفرق بين الغيبة والنميمة 

 قال الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الغيبة هي ذكر الإنسان لأخيه الإنسان بالسّوء بظهر الغيب، فإذا ذكرت إنسانًا بكلام لو وصله لساءه لكنت بذلك قد اغتبته، النميمة هي نقل الكلام بين الناس على سبيل الإفساد .

دعاء كفارة الغيبة والنميمة

  نصح الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابة والأمة الإسلامية أن من تحدث في مجلس ونم واغتاب أحدًا وكثر لغطه فيه، فيقل دعاء كفارة المجلس.وروى أبوهريرة رضي الله عنه دعاء كفارة الغيبة والنميمة، قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.


وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي في شرحه دعاء كفارة الغيبة والنميمة: وقول صلى الله عليه وسلم في الحديث "فكثر" بضم الثاء، لغطه بفتحتين أي تكلم بما فيه إثم لقوله غفر له، وقال الطيبي: اللغط بالتحريك الصوت والمراد به الهزء من القول وما لا طائل تحته فكأنه مجرد الصوت العري عن المعنى فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: «سبحانك اللهم وبحمدك» ولعله مقتبس من قوله تعالى: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ» (الطور: 48 ).


ويشير الحديث إلى أن الإنسان إذا جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فإنه يكفره أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك قبل أن يقوم من مجلسه فإذا قال ذلك فإن هذا يمحو ما كان منه من لغط وعليه فيستحب أن يختم المجلس الذي كثر فيه اللغط بهذا الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


ومما ينبغي في المجالس أيضًا أن تكون واسعة فإن سعة المجالس من خير المجالس كما قال صلى الله عليه وسلم: خير المجالس أوسعها لأنها إذا كانت واسعة حملت أناسا كثيرين وصار فيها انشراح وسعة صدر وهذا على حسب الحال قد يكون بعض الناس حجر بيته ضيقة لكن إذا أمكنت السعة فهو أحسن لأنه يحمل أناسا كثيرين ولأنه أشرح للصدر. 

هل الفضفضة نميمة؟ 

أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، عبر صفحة دار الإفتاء، عبر فيديو الإفتاء عبر موقع «يوتيوب»، أن النميمة هي السعي للوقيعة بين الناس، بأن تنقل لشخص أن فلان يتحدث عنه بسوء، وهذا غير موجود في الفضفضة.
 

وأوضح أن الفضفضة قد تحتوي على غيبة، وهي 3 حالات، إما طلبًا للنصيحة، أو الحديث عن الآخر لتشويه صورته، لافتًا إلى أن الأولى مسموح بها والثانية محرمة.
 

وأشار «شلبي» إلى أن الغيبة تجوز في 3 حالات، هي طلب النصح، أو الاستفتاء من الشيوخ، أو عند التقاضي، أما مجرد إظهار الآخر بمظهر سيء فهي محرمة.