الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس خريجي الأزهر بالنيجر لـ «صدى البلد»: هدفنا دعوة الناس إلى الوسطية والاعتدال.. ونحصن المجتمع من التطرف عبر القوافل والندوات

الدكتور سالو الحسن
الدكتور سالو الحسن رئيس خريجي الأزهر بالنيجر
  • الدكتور سالو الحسن: 
  • منهجنا دعوة الناس إلى الوسطية والاعتدال والمحبة
  • نستهدف الشباب لأنهم يشكلون الأغلبية العظمى من السكان
  • نوعي التلاميذ في الكتاتيب كي لا يصبحوا فريسة في أيدي الجماعات المتطرفة
  • التوعية واجب كل داعية لإيقاف المد المتطرف
  • نتصدى لعمليات غسيل المخ التي يعمل عليها المتطرفون
  • ندرك دور الآباء وأولياء الأمور في توجيه الأبناء إلى سواء السبيل

 

تعد دولة النيجر واحدة من الدول الأفريقية ذات الأغلبية الإسلامية السنية، حيث يشكل المسلمون نحو 50.4% من جملة سكانها، وتشكل اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للبلاد، بينما تشكل اللغة العربية لغة العبادة ويقتصر استخدامها على أداء الشعائر الدينية مقارنة بالإنجليزية المستخدمة في التدريس في المدارس والجامعات، بينما تظل اللغات المحلية كـ "الهوسا، اليوروبا، والإيبو" أكثر اللغات استخداماً بين أفراد الشعب.

وفي ظل دور عناية الأزهر الشريف بالقارة الأفريقية وتحصين أبنائها من خطر التطرف والإرهاب ونشر الفكر الصحيح والمذهب المعتدل، يحرص فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالنيجر على تكثيف نشاطاته والتوسع بشتى الطرق من أجل الوصول إلى جميع مناطق البلاد، وهذا ما كشفه الدكتور سالو الحسن، رئيس الفرع، في حواره لـ "صدى البلد".

"الحسن" أشار إلى أن أولويات المنظمة في بلاده تظل في المقام الأول منصبة نحو العمل في المدارس التقليدية غير الحكومية لتوعية التلاميذ الذين يدرسون في الكتاتيب وبعد تخرجهم لا يجدون ما يعملونه ويصبحون فريسة في أيدي الجماعات المتطرفة والتي تقوم بعملية غسيل المخ، وإلى نص الحوار..

الدكتور سالو الحسن

مظاهر الغلو والتطرف

- في البداية.. أطلعنا على دور المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالنيجر.

رابطة خريجي الأزهر هي أحد روافد الأزهر الشريف في ربوع العالم، وتعمل على التصدي للأفكار المنحرفة ودعوة الناس إلى الوسطية والاعتدال والمحبة والتعايش السلمي وفق ما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين، ونحن كفرع للمنظمة في النيجر ندعو أبناء وطننا إلى العودة نحو الفكر الوسطي والابتعاد عن أي مظهر من مظاهر الغلو والتطرف الذي يرفضه الدين الإسلامي وتأباه جميع الشرائع السماوية.

- وما آلية نشر هذا الفكر في بلادكم؟

نشر الفكر الأزهري الداعي إلى الوسطية والاعتدال في بلادنا يقوم عبر عدد من القنوات منها: تنظيم القوافل الدعوية التي تجوب جميع المناطق النيجرية، إضافة إلى تنظيم الندوات والورش في الجامعات النيجرية وثيقة الصلة بالموضوع؛ ويمكن أيضاً نشر بعض الكتيبات في هذا الصدد أو القيام بالحلقات في الإذاعات والتلفاز بهدف نشر الفكر الأزهري الوسطي المعتدل.

- ماذا عن التطرف وأفكاره؟

الحديث عن التطرف والجماعات التي تدعي كذبا انتسابها للدين الإسلامي، فإننا حريصون على أن نظهر للمواطن النيجري كيف أن الإسلام هو دين يقوم على الرحمة وحقن الدماء ويتعامل مع الآخر بحب وألفة وتعايش وفق مبدأ "لا إكراه في الدين"، وهذا التعايش هو قوام مجتمع المدينة وما عرفته الدولة الإسلامية عبر تاريخها الطويل.

رئيس خريجي الأزهر بالنيجر

 - ماذا عن الأولويات الفكرية في تنفيذ أهداف المنظمة من نشر الوسطية ونبذ التطرف؟

من أولويات المنظمة نشر الفكر الوسطي في ربوع البلاد وبين جميع الشرائح والطبقات، وأيضاً العمل في المدارس التقليدية غير الحكومية لتوعية التلاميذ الذين يدرسون في الكتاتيب وبعد تخرجهم لا يجدون ما يعملونه ويصبحون فريسة في أيدي الجماعات المتطرفة والتي تقوم بعملية غسيل المخ لهؤلاء الشباب، ولا ننسى في ذلك أيضاً دور الآباء وأولياء الأمور في توجيه الأبناء إلى سواء السبيل.

- ماذا عن الشباب على وجه التحديد؟ وما سبل تحصينهم؟

المستهدفون بالأساس هم الشباب لأنهم يشكلون الأغلبية العظمى من سكان النيجر، كما أن القيام بالتوعية في أوساط الشباب يقلل المخاطر التي نشهدها الآن من الانحراف الفكري.

ونحن نقوم بالتقرب منهم واتباع الحوار ومناقشتهم في جميع المسائل التي تدور في أذهانهم، وبيان الحكم الشرعي وما ينبغي أن يكون عليه المسلم من وسطية واعتدال، وكيف يكون عنصراً نافعاً لدينه ومجتمعه، وكيف ينبذ التعصب والتطرف بكافة الأوجه، فالقيام بتلك التوعية هو واجب كل داعية وكل فرد من أبناء المنظمة، وذلك لإيقاف المد المتطرف.

- كيف تجد المرأة النيجرية نفسها من موقع خطاب المنظمة؟

موقف المنظمة هو ذاته موقف الأزهر في التعريف بحق المرأة وما تضمنته الشريعة الإسلامية من تكريم لها، وجعلها عنصراً مهماً يدعم بناء الفرد والمجتمع، فنبين لها كيفية القيام بواجبها في تربية الأبناء تربية دينية صحيحة على منهج الوسطية والاعتدال، وتوجيههم نحو الطريق الصحيح البعيد عن التشدد والتطرف، وحمايتهم من الانخراط في الجماعات المتطرفة.

رئيس فرع المنظمة بالنيجر في سطور

الدكتور سالو الحسن من مواليد سنة 1968 م بجمهورية النيجر، حصل على الشهادة الثانوية والإجازة العالمية من الأزهر الشريف سنة 1996م بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، ونال درجة الماجستير في التاريخ والحضارة بجامعة عثمان فودي بجمهورية نيجيريا الاتحادية عام 2009م، ثم الدكتوراه في التاريخ والحضارة بجامعة التضامن الفرنسية العربية بجمهورية النيجر.

نشرت له عدة مقالات في المجلات المحكمة على المستوى الأفريقي والعربي، كما نشرت عدة كتب منها: تحقيق كتاب بعنوان "ضياء الحكام فيما لهم وعليهم من الأحكام" 2020م، وكتاب "منطقة أزواغ بالنيجر" سنة 2018م، وكتاب آخر بعنوان "فتح الحنان المنان بجمع تاريخ بلاد السودان سنة 2021م، وكتاب آخر بعنوان "المخطوطات العربية في النيجر: كنوز الأمة في طي النسيان". 

وهو عضو "موسوعة الحج والحجاج في النيجر"، بالإضافة إلى الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه في مجال تخصصه.