الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عين شمس مدينة عائمة على الآثار.. قامت على أقدم عواصم العالم.. اعرف حكايتها!

آثار عين شمس
آثار عين شمس

قال الدكتور أيمن عشماوى، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن شرق القاهرة يضم واحدة من أهم المناطق الأثرية فى الحضارة المصرية، وبالتحديد منطقة عين شمس، وهذه المنطقة هى التى تم ابتكار التقويم الشمسي بها على يد القدماء المصريين، بالإضافة للجزء الرئيسي لمعبد الشمس.     

وأضاف عشماوي لمصادر إعلامية أن معبد عين شمس يضم مسلة الملك سنوسرت وهي أقدم مسلة قائمة فى التاريخ، وتلك المنطقة كانت عبارة عن صحراء، وكانت المقابر أو الجبانة الخاصة بمدينة عين شمس".

 

وقال: "كانت تلك المنطقة تضم مقابر الكهنة ورجال الدولة المهمين، وكانت بقعة مقدسة، ولم تتخذ كعاصمة بسبب قدسيتها وتضم معبد أكبر من معبد الكرنك".

 

اقدم عواصم العالم 

ومن جانبه قال الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أن مدينة عين شمس  أقيمت على أطلال مدينة إيونو القديمة، أقدم عواصم العالم، حيث أطلق عليها اليونانيون اسم "هليوبوليس"،"هيليوس" (الشمس) و"بوليس" (المدينة)، أي مدينة الشمس أو مدينة النور، وذلك لأن مدينة أون كانت تشتهر بعبادة الإله رع إله الشمس، ويقابله الرب هيليوس لدى اليونان. 

 

وأوضح عبد البصير في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن معبد عين شمس من أهم ثلاث مدن مصرية قديمة، وقد أقيمت مسلات عديدة بالمنطقة، حتى أنه يقال إن نحو نصف المسلات التي تم نقلها إلى روما وأقيمت في مقار الأباطرة والباباوات جاءت من مدينة الشمس، وكانت بها جامعة تدرس بها كافة العلوم وهي المدرسة التي تعلم بها الفلاسفة اليونان مثل الفيلسوف أفلاطون.

وتابع: تعرضت المدينة للحرق والتدمير خلال الغزو الفارسي، حين قام قمبيز بحرقها، وقد ذكر المؤرخ اليوناني سترابون قصة تدميرها، كذلك فإن المدينة شهدت اضمحلالًا منذ العصر الروماني، وكانت الكوارث الطبيعية، بالإضافة للزحف العمراني منذ إنشاء القاهرة سببا رئيسا في اندثار معالمها.

 

وأكد أنه لا يبقى من المدينة القديمة أو معابدها إلا النذر اليسير، ولا تزال أعمال البعثات الأثرية جارية في المنطقة حتى اليوم، بجانب وجود مقابر تعود إلى الدولة القديمة، وخاصة مقبرتي بانحسي وخنسو عنخ، بالإضافة إلى مسلة الملك سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشرة التي لا تزال قائمة في موقعها، ولا يستبعد أن يكون معبد المدينة، الذي لم يعد قائما اليوم، مماثلا في ضخامته وأهميته لمعبد الكرنك في الأقصر، وقد كان كهنته مسئولون عن تسجيل التقويم المصري الشمسي.

 

وأضاف عبد البصير أن العالم عرف مكانة أون الدينية والسياسية المؤثرة في مصر القديمة بعد العثور على العديد من النصوص ذات الصلة بالديانة التي كانت مزدهرة بها،  وارتبط رع إله الشمس بواحدة من أقدم نظريات الخلق لدى المصريين. 

 

واختتم: ولدت تلك النظرية في مدرسة مدينة أون، وعرفت بنظرية التاسوع (أي تشمل تسعة آلهة)، ومفادها أن العالم قبل وجود الأرباب كان عبارة عن محيط أزلي لا نهائي من المياه "نون"، ومن هذا المحيط ظهرت روح الإله آتوم (رع) إله الشمس في صورته الكاملة، وكان يستقر على تل فوق تلك المياه،  وعندما استشعر الوحدة قام بخلق رفقاء آخرين، ليخرج إله الهواء "شو" والرطوبة "تفنوت"، ثم تزوجا وأنجبا إله الأرض "جب" وإلهة السماء "نوت"، ومن ثم توالى الخلق.

حي عين شمس 

عين شمس حى تاريخي أسسه الفراعنة ينقسم إلى عين شمس الشرقية وعين شمس الغربية يفصل بينهما خط سكك حديد القاهرة السويس وخط مترو الأنفاق (المرج - حلوان) وتقع منطقة عين شمس في شرق القاهرة وتطل على مصر الجديدة والمطرية ومدينة السلام وتتبع «عين شمس الغربية» حي المطرية.

حي عين شمس من أعرق أحياء القاهرة ويشكل جزءا من مدينة هليوبوليس القديمة أون ويوجد به العديد من الآثار المدفونة.  

 

مزرعة عالمية

وكان الحي مليئا بالقصور وبه قصر الأمير يوسف كمال الذي صور به عبد الحليم حافظ إحدى أغاني فيلم الخطايا، وهو مذكور في شعر الشاعر أحمد شوقي الذي ألفه أثناء نفيه في أسبانيا، وكذلك يوجد منزل الإمام المجدد محمد عبده الذي أوصى بتحويله إلى مدرسة تحمل اسمه.،  كما يوجد بشارع الشهيد أحمد عصمت مزرعة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة وهي مزرعة عالمية كانت من أملاك الملك فاروق.

من جانب آخر حدث منذ يومين القبض على عصابة تنقيب عن الآثار أسفل أحد العقارات السكنية في منطقة عين شمس من ضمن أهم الأحداث التي حظيت باهتمام الرأي العام، وزادت التساؤلات عن محتويات مقبرة عين شمس التي تم استخراجها يوم الخميس الماضي.

 

آثار عين شمس 

وتضم مقبرة عين شمس تابوت من العصر المتأخر مصنوع من البازلت الأسود، حيث يتجاوز طوله 2 متر، كما أنه محفور عليه نص جنائزي مأخوذ من كتاب الموتى، ومن المرجح أن يكون لكاهن كان في العصر المتأخر ويدعى «بخر- اف».

ونقش على جانبي التابوت آلهة الحماية وهم إيزيس ونفتيس، وايضا نقش أسماء وألقاب الكاهن، مع اسم أبيه، وخلال الفترة الحالية تجرى دراسات للنقوش.

 وبجوار الكشف الأثري عثر على ما يقرب من 300 قطعة أثرية، وتنقسم المحتويات إلى أواني فخارية، مع تماثيل أوشبتي، بالإضافة إلى أواني كانوبية من أجل حفظ الأحشاء، وتلك هي محتويات مقبرة الكاهن بالكامل.

 

أن عين شمس منطقة تتميز بأنها منطقة رملية، ولذلك كان يفضل دفن الموتى بهذه المنطقة حتى لا تتسبب كل من المياه والرطوبة في تحلل المومياوات، وهو ما يمنع انتقالها للعالم الآخر.

كما تم نقل التابوت وجميع القطع الأثرية التي عثر عليها داخل الكشف الأثري بمنطقة عين شمس إلى منطقة المسلة في المطرية، من أجل ترميمها، إلى جانب التعامل معها حتى يتم اتخاذ قرار يتعلق بعرضها في أحد المتاحف.