الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إفريقيا.. وعالم ما بعد الجائحة

ماريان جرجس
ماريان جرجس

يحاول العالم أجمع رسم ملامح لشكل الحياة ما بعد الجائحة ، ما بين التحديات والآمال ، ما بين الخسائر الاقتصادية والتحديات الصحية والأمنية  والكوارث المناخية،  ولعل كل ما سبق مرتبط بعضه البعض ، وخاصة قارتنا الأم التي تعانى تداعيات كل هذا.

 هذا ما تناوله مؤتمر داكار للسلم والأمن في السنغال وشارك فيه الوزير سامح شكري ممثلا ومتحدثا عن الرؤية المصرية وملامح إفريقيا في عالم ما بعد الجائحة، مؤكدًا على أهمية الاستثمار في البني الصحية في إفريقيا وتحقيق السلم والأمان .

فباتت التحديات التي تواجهها قارتنا الأم كثيرة ومتشابكة وتتزايد يومًا بعد يومٍ وذلك يرجع لعدة عوامل ، فمع استقرار دول الشرق الأوسط وانتهاء موجات الربيع العربي – كما يطلقون عليه – وهزيمة تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في الرقة والموصل ، أصبحت إفريقيا الملاذ الآمن لعناصر داعشية كثيرة ، بل قالت بعض المنظمات إنها قد تكون أفغانستان الجديدة  أو أرض الجيل الثالث للإرهاب ، خاصة مع عودة بعض من هؤلاء المسلحين إلى بعض من البلدان الإفريقية ، فأوروبا لا تقبل بعودة عناصرها الأجنبية التي انضمت لداعش والقاعدة وبالتالي لا يجد هؤلاء  ملاذا آمنا أو ممرات آمنة مثل البلدان الإفريقية ، خاصة إذا ما توافر لديهم التمويل تحت مسميات ومؤسسات اغاثية وهمية ، ليس هذا فحسب فالغرب الإفريقي  أكثر خطورة ، فالحدود بين دول الايكواس الأربع عشرة تسمح بالمرور السهل والسريع لرؤوس الأموال والأشخاص .

إن تزايد رقعة الإرهاب داخل القارة وزيادة عدد العمليات الإرهابية  يجعل بلدان القارة غنيمة للتدخل الأجنبي بهدف مكافحة الإرهاب والاستيلاء على موارد القارة الخام ، ولا سيما في ظل التوعك الاقتصادي الذي تعاني منه أغلب دول الغرب بعد خسائر الجائحة  مما يجعل تلك الموارد غنيمة بالفعل .

أمّا عن المنُاخ فحدث ولا حرج ،  فإفريقيا لا تشارك سوى بـ 3 % من اجمالى الانبعاثات الكربونية على مستوي العالم ولكن هي الأكثر تضررًا حيث تزيد درجات الحرارة بأكثر من 3-4 درجات مئوية مما يزيد من التصحر و اضطراب الساعة الزراعية في القارة ما يهدد الأمن الغذائي أكثر وأكثر ويتسبب في مزيد من التوترات العرقية والطائفية نتيجة تغير توزيع السكان ونزوح البعض منهم اثر التغير المُناخي .

وعلى اثر ذلك، من تزايد للإرهاب وتغير مُناخي، تتأثر البني الصحية  وتقل الاستثمارات ويزيد التدخل الأجنبي وتعجز القارة عن التقدم صحيًا وتعليميًا ، ولكن تظل الرؤية المصرية هي "مسبار الأمل " لقارتنا السمراء ، من تنمية ومكافحة الإرهاب والاستثمار في البنية التحتية والحفاظ على الموارد ، تظل أجندة افريقية 2063 في تلك القارة .