EN 
عاش الصعيد سنوات طوال من التجاهل والإهمال وغابت عنه عين الدولة ولم تتاح له أية فرص للتنمية بما يكفل لأهله حياة كريمة ويساهم في الارتقاء بأحوالهم المعيشية ويعينهم على متطلبات حياتهم ويكون عامل مساعد في وقف الزحف من الريف إلى الحضر واستغلال ما ينعم به الصعيد من ثروات تكمن في البشر قبل الحجر.
وجه جديد مشرق وسنوات من العمل الذي لا يتوقف ليل نهار بدأت مع قدوم الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم في مصر "يونيو 2014"، من أجل انتشال الصعيد من عثرته والارتقاء به وبأوضاع أهله الذين عانوا لسنوات طوال من الإهمال وغابت عنهم أية فرص للحياة.
وخلال زيارة قام بها الرئيس السيسي إلى قلب الجنوب حيث منبع الخير والنماء وأول شاهد على جريان شريان النيل قرر الرئيس رفع المعاناة عن أهل الصعيد وإظهار الوجه المشرق لـ محافظاته واستغلال ما بها من طاقات بشرية وثروات طبيعية من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية وكفل بهذه المهمة لكافة أجهزة الدولة ومن بينها هيئة تنمية الصعيد.
هيئة تنمية الصعيد التي أمر الرئيس بإنشائها خلال مؤتمر الشباب المقام على أرض أسوان في العام 2017، جرى إنشاؤها خصيصا لتكون عين من عيون الدولة على ما يتم تنفيذه من مشروعات تنموية ولعبت على مدار 3 سنوات دورا مهما، وكان لها أثرا فيما تشهده محافظات الصعيد من طفرة بجانب كافة أجهزة الدولة التنفيذية.
موقع "صدى البلد"، التقى اللواء أركان حرب شريف صالح، رئيس هيئة تنمية الصعيد، الذي أطلعنا على الدور الكبير الذي لعبته هيئة تنمية الصعيد فيما تنفذه الدولة من مشروعات تنموية بمحافظات الجنوب إضافة إلى ما تم إنجازه من خطة الدولة للارتقاء بأوضاع اهلنا في الجنوب وإلى نص الحوار:
متى أنشئت هيئة تنمية الصعيد وما دورها فيما تنفذه الدولة من مشروعات تنموية؟
الهيئة بدأت عملها التنفيذي في العام 2019، بناء على قرار رئيس الجمهورية الصادر في العام 2018، وخلال الفترة السابقة كنا نقيم الدعائم والأركان الرئيسية للهيئة، مع تشكيل الكيانات والتخصصات المطلوبة والمعاونة، ووضع مخطط عمل للأعوام المقبلة.
تسعى هيئة تنمية الصعيد إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع محافظات الصعيد، في ظل رؤية مصر 2030، وأهدافها تتمثل في تخطيط مشروعات تنموية شاملة في جميع المجالات، وتنفيذ مشروعات تحقق أكبر فرص عمل ممكنة لأبناء الصعيد، مع العمل على جذب استثمارات محلية ودولية لتنفيذ مشروعات كبيرة، وإشراك القطاع الخاص مع الدولة في تنفيذ هذه المشروعات.
كيف يجرى اختيار المشروعات المنفذة فى الصعيد؟
علينا أولًا أن نعي أن الصعيد يمثل 60% من مساحة مصر، ويضم 53% من إجمالي سكانها، ما يعنى أننا أمام مساحة كبيرة جدًا ونسبة عالية من السكان، وبالطبع فإن تخطيط مشروعات لمثل تلك المساحة وهذا العدد من السكان ليس أمرًا سهلًا، لكن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى والمسئولين بتنمية الصعيد وسد الفجوة التنموية بين المحافظات والمدن والقرى والنجوع له أثر كبير فى تخطيط المشروعات وترتيب الأولويات.
ومن أهداف الهيئة الرئيسية العمل على تنفيذ مشروعات تنموية وخلق فرص عمل، لذا فإن اختيار المشروعات يأتي بناءً على الاحتياجات والتحديات ولقاء الأهالي والتواصل المستمر معهم للتعرف على مشكلاتهم وبحث الإمكانيات، لبناء الخطط والمشروعات، وهناك تواصل مستمر مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في ذلك، حتى لا يتم بناء مشروعات لا علاقة لها بالواقع، كما أننا نأخذ برأى الوزراء والمسئولين وأصحاب الخبرات السابقة حتى يرتبط التخطيط بالتنفيذ، وهو ما تحرص عليه الدولة حاليًا.
وإلى جانب ذلك، يتم تحديد محاور العمل والمجالات الرئيسية للحاق بركب التنمية، وهي مجالات الزراعة والصناعة والسياحة والعمران والمجالات اللوجستية، وتتم إدارة كل ذلك عبر مكتب تابع للهيئة فى كل محافظة، ليعني بتنفيذ المشروعات التنموية، سواءً بالإشراف أو التخطيط أو الموافاة بالبيانات التفصيلية والإحصائية، من خلال التواصل مع المحافظة والزيارات الميدانية.
كيف توفر الهيئة الأموال والاستثمارات اللازمة لهذه المشروعات؟
الهيئة واحدة من أجهزة الدولة، وهي هيئة خدمية، مبنية على خدمة مواطني الصعيد وتنفيذ مشروعات تنموية، وتتبع رئاسة مجلس الوزراء، وتعرض عليه كل فترة مشروعاتها المخططة للمستقبل، مع استعراض ما تم إنجازه فى المشروعات الجارى تنفيذها، مع تلقى التوجيهات بالعمل فى اتجاهات معينة أو التنسيق مع جهات ما أو غير ذلك.
لذلك، فإن المخصصات المالية يجرى تخصيصها كل عام مالى، وفقًا للمشروعات والخطط التى تقدمها، وبما يكفى للتنفيذ فى المدد المحددة، كما أننا نعمل على التعاون مع مستثمرين من القطاع الخاص، بعد توضيح رؤيتنا لهم.
ولدينا في الهيئة إدارة متخصصة لخدمة المواطنين وتلقي المقترحات، ويمكن لأي مستثمر يرغب في التعاون معنا أن يتقدم بما لديه من مقترحات لـ ندرسها، كما أننا نستقبل مستشارين وكوادر وخبرات، يقترحون علينا رؤاهم في تنمية الصعيد، مع تنفيذ ورش عمل تخرج باستنتاجات وتوصيات نضعها بعد ذلك في خططنا التنفيذية.
ما أهم مشروعات نفذتها الهيئة على أرض الواقع؟
هناك عدد كبير من المشاريع الخاصة بالهيئة والتي تم تنفيذها على أرض الواقع ومن الإنجازات التي حققتها الهيئة الفترة الماضية داخل محافظات الصعيد المختلفة:
1- محافظة الفيوم:
- مشروع رفع كفاءة وتطوير الدواجن التكاملي بالعزب.
- مشروع رفع كفاءة وتطوير موقف الحواتم للسيارات.
- مشروع الحفاظ على الحرف التراثية (السجاد) بقرية دسيا.
2- محافظة المنيا:
- مشروع تطوير وإدارة مزرعة الدواجن والمجزر الآلى بالمطاهرة.
- تطوير وإدارة مزرعة الدواجن بشوشه.
- تطوير مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية لـ صناعة العسل الأسود.
3- محافظة الوادي الجديد:
- مشروع إستصلاح وإستزراع مساحة 19 ألف فدان بمنطقة أبو طرطور.
- تطوير وتشغيل ورفع كفاءة مصنع تعبئة وتغليف البلح.
4- محافظة سوهاج:
- تطوير ورفع كفاءة الوحدات البيطرية.
5- محافظة أسوان:
- مشروع الدواجن التكاملي ببنبان على مساحة 100 فدان.
- مشروع تطوير ورفع كفاءة زراعة القصب (ري مطور).
- مشروع تنمية قرى وادي كركر.
6- محافظة البحر الأحمر:
- مشروع زراعة الجوجوبا على مياه محطات الصرف الصحي مساحة 1000 فدان.
هل الهيئة لديها قاعدة بيانات موحدة تتضمن جميع المشروعات؟
تتم إدارة كل ذلك عبر مكتب تابع للهيئة في كل محافظة، ليعني بتنفيذ المشروعات التنموية، سواءً بالإشراف أو التخطيط أو الموافاة بالبيانات التفصيلية والإحصائية، من خلال التواصل مع المحافظة والزيارات الميدانية.
وتنتشر مشروعات الهيئة حاليًا في محافظات الصعيد، ونكمل في كل عام مشروعات لم يكن ممكنًا تنفيذها من قبل في تلك المناطق، حتى يمكن تقليل الفجوة التنموية بين المحافظات.
كل محافظة في الصعيد لها طبيعة خاصة من حيث النشاط هل راعيتم ذلك عند التخطيط للتنمية؟
بالتأكيد، فمثلا محافظة الوادي الجديد في إطار بروتوكول التعاون المشترك المنعقد بتاريخ 28 مارس 2021، بين هيئة تنمية الصعيد ومحافظة الوادي الجديد، قمنا بالمشاركة في مشروع تشغيل وإدارة ورفع كفاءة مصنع التمور بمحافظة الوادي الجديد، تبلغ السعة التخزينية الحالية 1650 طن للمجمع.
كان من ضمن أهداف المشروع التي تسعى الهيئة لتحقيقها:
- تعظيم الاستفادة من المنتج الرئيسي وأصول محافظة الوادي الجديد (التمر).
- التواجد على خريطة مصنعي التمور في الداخل والخارج.
- يمثل المشروع فرصة كبيرة لتوفير فرص عمل، حيث أن عدد الموظفين بالمجمع 72 عامل 35 معين ومتعاقد، 37 عامل باليومية.
- استخدام التمور منخفضة الجودة في تصنيع منتجات ذات قيمة مضافة وتحتوي على العناصر الغذائية الضرورية.
- تقليل الفاقد من أصناف التمر سريعة التلف أثناء ذروة موسم الحصاد بتحويلها إلى منتجات (مسحوق وعجينة التمر) ذات فترات صلاحية أطول.
- إعداد أغذية تساهم في حل بعض المشاكل الصحية مثل أنيميا نقص الحديد وحساسية الجلوتين لبعض الأطفال.
أما بالنسبة لمحافظة الفيوم، فقد أشار الرئيس السيسي في يونيو 2017 إلى إمكانية تشكيل مجموعة من الشباب ليتولوا مهمة الاهتمام بالصناعات اليدوية والتراثية بمختلف المحافظات، وقامت الهيئة بالعمل على:
- مشروع الحفاظ على الحرف التراثية (السجاد)- قرية دسيا محافظة الفيوم.
يوجد تنسيق مع محافظة البحر الأحمر لزراعة نبات الجوجوبا هل سيتم التوسع في زراعته؟
جرى افتتاح المرحلة الأولى من مشروع زراعة نباتات الجوجوبا على مساحة 1000 فدان يوم 15 ديسمبر الجاري، وهذا المشروع العملاق يأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية لدعم خطة التنمية الشاملة في محافظات الصعيد بمشروعات عملاقة تعتمد على الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة وتحقق نمواً يستفيد منه كافة المواطنين.
وتعد الجوجوبا من المشاريع الاقتصادية الكبيرة التي تدر دخلًا كبيرًا للدولة، وتساهم في توفير حياة كريمة وتنمية مستدامة وتعمل على إتاحة وخلق فرص عمل متعددة لتشغيل نسب عالية من سكان الحاليين، نظرًا لكثافة العمالة المطلوبة لزراعة الجوجوبا وتنفيذ مصنع عصر لـ الزيوت لزيادة القيمة المضافة من المحصول المنزرع وتحقيق عائد اقتصادي من بيع زيت الجوجوبا، واستخدام الزيت الناتج كوقود حيوي صديق للبيئة، كما تتمثل الفوائد البيئية لأشجار الجوجوبا في أنها تقاوم شدة الرياح وزحف الكثبان الرملية ومتحملة لـ الإجهادات المختلفة ومصدر جديد ومتجدد للطاقة النظيفة.
في الوقت الراهن جرى زراعة نبات الجوجوبا على مساحة ألف فدان والمستهدف الوصول إلى زراعة 3000 فدان باستخدام 25,000 متر مكعب يوميا من مياه الصرف المعالجة ثلاثيا؛ وتزداد وتقل حسب احتياجات المشروع مما يضمن استمراريته وفقا للشروط الفنية والتعاقد المتفق عليها، والتي تكفي لإقامة المشروع وصيانة وتشغيل شبكة الري الرئيسية، مع مراعاة كافة اشتراطات وزارة الموارد المائية والري في شأن ضوابط استخدام المياه وإقامة المرافق الداخلية للمشروع.
ويهدف المشروع إلى:
- تعظيم الاستفادة من مياه الصرف الصحي لزراعة النبات وتوفير غطاء اخضر لمد الجو بالاكسجين النقي.
- توفير فرص عمل نظرا لكثافة العمالة المطلوبة لزراعة الجوجوبا و جمعها يدويا.
- تحقيق عائد اقتصادي من بيع زيت الجوجوبا، استخدام الزيت الناتج كوقود حيوي صديق للبيئة.
- الحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة من خلال الإنتاج المحلي وإمكانية التصدير للخارج.
- خلق مجمعات زراعية متكاملة.
ما هي أبرز مشاريع الصناعات التحويلية تقوم هيئة تنمية الصعيد بتنفيذها؟
توجد عدة مشروعات منها مشروع تدوير المخلفات الزراعية، حيث تعتمد فكرة إنشاء هذا المشروع على مضاعفة الاهتمام بالأبعاد البيئية بالإضافة إلى الاهتمام بمصادر طاقة جديدة، فقد أصبح تحويل النفايات الى مصدر للطاقة أمرا ضروريا، ومن خلال هذا المشروع سوف يتم تحويل المخلفات الزراعية الناتجة عن عملية عصر قصب السكر بمصنع العسل الأسود بتونة الجبل بملوى (50) طن يوميا إلى صورة وسيطة لإنتاج الطاقة الحرارية.
ويعمل هذا المشروع على تحقيق:
- أعلى طاقة متجددة من النفايات.
- خفض المخلفات المطلوب التخلص منها بالدفن.
- توفير بيئة نظيفة وصحية.
- رفع الجدوى الاقتصادية للمخلفات الزراعية.
علاقة الهيئة بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة؟
الهيئة تشارك في المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» من خلال إنشاء المجمعات الصناعية، وإدارة المشروعات المنفذة من البداية للنهاية، بمعنى أننا قد ننشئ ورشة حرفية، ثم ندرب من سيعملون بها بطريقة عملية، كما نوفر الآلات والعدد والخامات المطلوبة، ولا يتوقف دورنا عند هذا الحد، بل يتعداه للتسويق من أجل ضمان تحقيق الاستدامة وتوفير عائد مادى للعاملين بالمشروع، بما يضمن حياة كريمة للعامل وأسرته، وهو أمر يعرف بتسلسل التنمية.
كما تنفذ الهيئة أيضًا مشروعات صناعية قائمة على الزراعات التي تشتهر بها محافظات الصعيد، ما يعزز القيمة المضافة، ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى أن بعض المشروعات يراعى عادات وتقاليد الأهالي، ويسمح مثلًا بعمل المرأة من داخل المنزل، على أن يتم تجميع المنتج كخامة أولية أو بدائية أو تجهيزية لتقام عليها صناعة أكبر، ما يسمح بتشغيل أكبر عدد ممكن من مواطني الصعيد فى كل المجالات.
ماذا عن أسبوع الصعيد وجولة الرئيس السيسي هناك؟
جولة الرئيس السيسي في الصعيد تبعث برسائل الدعم والحب لأهلنا في الصعيد، وأن القيادة السياسية مع المواطن الصعيدي جنبا إلى جنب، لتحقيق التنمية، وبالمناسبة هو أسبوع عيد الصعيد وليس أسبوع الافتتاحات فقط، فتشريف الرئيس لأهلنا في الصعيد وهذا الكم من الافتتاحات والمشروعات التنموية بمثابة عيد كما كل الأعياد الوطنية .
ما أهمية مجمع إنتاج البنزين عالي الأوكتين بأسيوط افتتحه الرئيس السيسي؟
محافظة أسيوط تشرفت بزيارة الرئيس السيسي، وخلال الزيارة تم افتتاح 20 مشروعا لخدمة أهالينا في الصعيد لتشغيل أكبر عدد من شبابنا وتحقيق التنمية والحياة الكريمة وإقامة مستقبل واعد لهم.
وكانت محافظات الصعيد، تعاني من عدم توافر مشتقات البترول والبنزين، حيث كان يتم دعمها بهذه المنتجات من معامل التكرير في الإسكندرية والسويس، وكان النقل وتكلفته وزمنه يتسبب في مشاكل نقص إمداد الصعيد بمشتقات البترول، ولكن افتتاح الرئيس السيسي مجمع تكرير البترول والبنزين في أسيوط، سيساعد في القضاء على هذه المشكلات.
ماذا عن باقي المشروعات المقرر افتتاحها؟
بداية من غدا السبت، سوف نستكمل باقي افتتاحات المشروعات التنموية بحضور وتشريف الرئيس السيسي في كل من قنا وأسوان، ويعد هذا الأسبوع عيدا للصعيد، والذي بدأ في 22 ديسمبر الجاري ومستمر، ويعد أسبوعا للنهوض بالصعيد وتعويضه عن الإهمال لسنوات.
ما حجم الإنفاق على المشروعات التنموية؟
الرئيس السيسي، أوضح نقطة هامة في حفل افتتاح مجمع إنتاج البنزين عالي الأوكتين بأسيوط، أن موازنة الدولة سنويا خلال الـ 30 عاما الماضية، كانت 30 مليار جنيه في العام الواحد، ما يعني أن الدولة صرفت خلال الـ30 عاما الماضية تريليون جنيه".
لكن هذا الوضع اختلف تماما منذ تولي الرئيس السيسي الحكم في مصر "يونيو 2014"، حيث أنفقت الدولة تريليون جنيه وأكثر على مشروعات التنمية، أي أننا أنفقنا ما تم إنفاقه على مدار 30 عاما في 7 سنوات فقط.
وللعلم، لا يوجد اقتصاد دولة في العالم يمكن أن يتحمل هذا في ظل كورونا وتدهور الاقتصاد العالمي والأسواق العالمية خلال العامين الماضيين، إلا أننا تمكنا من تحقيق المستحيل، ونجحت مصر في زيادة معدلات النمو وإقامة اقتصاد قوي، وتنفيذ شبكات الطرق والمحاور والمشروعات التنموية في كل أنحاء مصر.
ما هي التحديات التي تواجه تنمية الصعيد وتهدف الهيئة للقضاء عليها؟
التحديات التي تواجه خطط التنمية، تتمثل في عدم توافر فرص عمل كثيرة، وهجرة أهالي الصعيد إلى المحافظات الأخرى، أو الخارج، بجانب وجود فجوات تنموية بين أقاليم الصعيد، ولكن كل هذا سيتم التغلب عليه بفضل رؤية الدولة وما يتم تنفيذه من مشروعات كبرى سوف تساهم في توفير فرص عمل في جميع المجالات.
وتم تنفيذ مشروعات تنموية بالاشتراك مع جميع أجهزة الدولة وبتوجيهات الرئيس السيسي، قاربت الـ 4000 مشروع، ما بين بنية أساسية، وطرق ومحاور على النيل، ومحطات تنقية المياه، ومحطات الصرف الصحي، والكهرباء والغاز والاتصالات ومصانع إنتاج السلع الاستراتيجية.
ما هو دور القطاع الخاص في مشروعات التنمية التي تنفذ؟
هيئة تنمية الصعيد ليست وحدها المعنية بالتنمية فى الصعيد، أي أنها ليست الجهة الوحيدة التي تنفذ مشروعات في الصعيد، لأن كل جهات الدولة تفعل ذلك، أما دورنا فهو التنسيق بين كل الوزارات والجهات المختلفة، والتعاون مع الوزراء والمسئولين لتلبية أي مطالب تحتاجها المشروعات التنموية والبنية الاستراتيجية في محافظات الصعيد، وتوفير كل الخدمات والمرافق، مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي والمدن الجديدة وغيرها.
القطاع الخاص هو شريك أساسي مع جميع أجهزة الدولة، ونحن نوفر له معلومات عن الأماكن المخططة تنفيذ المشروعات التنموية بها، وكذلك عقد المؤتمرات مع القطاع الخاص بصفة دورية، وزيارات للأماكن المتاح الاستثمار بها والتي تصلح للمشروعات، بهدف الاستفادة القصوى من المشروعات وتشغيل أكبر نسبة ممكنة من الشباب.
كما أننا نتحرك في إطار رؤية مصر 2030، وجميع المشروعات التنموية، تعمل وفق الرؤية، لبناء الجمهورية الجديدة، وإقامة نقلة حضارية للشعب المصري، في جميع محافظاته وخاصة الصعيد، والذي يعتبر القوة الدافعة للاقتصاد المصري ودخلها القومي.
ماذا عن تحول الصعيد لمركز لوجيستي يربط بين مصر والقارة السمراء؟
بالطبع، إن مصر هي بوابة أفريقيا الشمالية، والصعيد هو الأقرب للتنمية والتصدير للدول الأفريقية، ومن ضمن أوجه التنمية هو إقامة محور لوجيستي، عبر إنشاء الموانئ الجافة في محافظات الصعيد، والتي تجمع منتجات الصناعات من جميع محافظات الجمهورية، ثم تصديرها إلى الدول الإفريقية، ليصبح الصعيد هو بوابة الإتصال بين مصر وأفريقيا.
