الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عدو الإرهاب الأول..لماذا تزوج وحيد حامد زينب سويدان بعد رفضها التعاون معه؟

صدى البلد

ليس في الفجيعة أقسى من الغياب، وليس في الغياب أوجع من رحيل من نحب، ولأن في الغياب شكل من أشكال الحضور، يغيب البعض وهم يشكلون حضورا طاغيا في أذهاننا، وهذا ما حدث في رحيل كبير المؤلفين، وبعبع الإرهابيين في السينما وحيد حامد، الذي غيبه الموت في 2 يناير 2021.


مولد عدو الإرهاب

ولد وحيد حامد بقرية بني قريش مركز منيا القمح محافظة الشرقية، ومنذ أن جاء إلي القاهرة عام 1963 قادما من الشرقية لدراسة الآداب قسم اجتماع، عمل على تثقيف نفسه وظل سنوات مطلعا على الكتب الأدبية والفكرية والثقافية وزائرا للمكتبات والسينما والمسرح، أملا في أن يصبح كاتبا مميزا للقصة القصيرة والمسرح الذي عرفه عن طريق شكسبير. 

وحيد حامد شابا

كتب في العديد من الصحف والمطبوعات، حتى ظهرت له أول مجموعة قصصية من هيئة الكتاب، وكانت تحمل اسم "القمر يقتل عاشقه"، ذهب إلى الكاتب يوسف إدريس الذي يعتبره هو والأديب  نجيب محفوظ والكاتب المفكر عبد الرحمن الشرقاوي، أساتذته الذين صقلوا فيه الموهبة والفكر، إلا أن الكاتب يوسف إدريس، نصحه بالكتابة في مجال الدراما، وهو ما فعله ونجح فيه.


اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية، فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومنها إلى التليفزيون  والسينما، حيث قدم عشرات الأفلام والمسلسلات، أيضا كان كاتبا للمقالات السياسية والاجتماعية في أكثر الصحف انتشارا، ويحظى بجمهور واسع من القراء، وكذلك أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة أربع سنوات متتالية أخرج منها عددا من أفضل كتاب السيناريو الحاليين.

 

زينب سويدان.. رفضت التعاون معه فتزوجها


تزوج حامد من الإعلامية زينب سويدان رئيس التلفزيون المصري سابقًا، وأنجب ولده الوحيد المخرج مروان حامد.

مع زوجته زينب سويدان

وقالت سويدان في حوار صحفي إنها قابلت حامد أثناء عملها في الإذاعة، عندما طلب منها تقديم مسلسله الشهير "طائر الليل الحزين"، فرفضت قائلة: "أنا لا أقدِّم تِتْرات"، لم يقبل حامد رفضها، وأتى لها بأمر من كبيرة المُذيعات وقتها لتُقدِّم التِّتر، فلم تستطع الرَّفض، وقالت سويدان إن كبرياءها جعلها تبكي من هذا الموقف، ومن بعدها نشأت قصة الحب بينهما.

أزمات في مشوار وحيد حامد

تعرض وحيد حامد خلال مشواره لعدد كبير من الأزمات وخاض معارك كثيرة للتعبير عن وجهة نظره.

أزمة فيلم البريء

على الرغم من أن المخرج الراحل عاطف الطيب، مخرج فيلم "البريء" لجأ إلى حيلة للهروب من الرقابة، وهي كتابة تنويه قبل الفيلم قال فيه: "وقائع هذا الفيلم لا تمثل الحاضر"، إلا أن "البريء" واجه حملة كبيرة لمنعه، وروى حامد، أنه تعرض لخديعة كبرى في أزمة فيلم "البريء"، قائلًا: "أجازت نعيمة حمدي، التي كانت الرقيبة السينمائية وقتها، الفيلم تمامًا دون أي حذف".

فيلم البريء

وأضاف حامد: "بدأت الأزمة مع وجود أحد المثقفين ممن يطمعون في منصب كبير بالدولة، وإذا به يقول في العرض الخاص للفيلم كيف يمكن لمجند يحمل سلاحًا أن يفتح النار على الناس، وماذا لو أطلقنا العنان للمجندين بأن يضربوا الجمهور بالنار، ثم تحول هذا الحديث بعد يومين إلى مقالات في الصحف".

وأضاف حامد: "لقد خدعني المنتج أنا وعاطف الطيب، وقال لنا إن موعد لقاء وزيري الدفاع والداخلية، يوم الأربعاء المقبل، وبالفعل أقمنا ورشة عمل ثنائية للرد على كل ما يثار حول الفيلم، فإذا به يقص الكثير من المشاهد المهمة ومنها لقطة النهاية، ويعرض الفيلم على الوزيرين يوم الثلاثاء دون وجودنا".


"الراقصة والسياسي".. أكتبه بصباعي

 

قال حامد، إن نبيلة عبيد اشترت قصة "الراقصة والسياسي" من إحسان عبدالقدوس، لتحويلها إلى فيلم.

وأكد أنه كتب الفيلم "بالعند" في المنتج، مشيرًا إلى أنه رفض كتابة الفيلم في البداية بسبب أنه ذهب لمؤلف آخر قبله، فقال له المنتج إنه لا يمكنه كتابة الفيلم، ليرد عليه حامد: "أنا أكتبه بصباعي".

 

خسائر كبيرة بعد ظهوره كممثل

 

ظهر وحيد حامد كممثل على الشاشة في فيلم وحيد، هو فيلم "اللعب مع الكبار"، عندما جسد شخصية رجل يجلس في المقهى، وقال حامد عن ذلك، إنه كان منتج الفيلم، وأعاد هذا المشهد عشر مرات رغم أنه لا يقول سوى جملة واحدة، ما كبده خسائر كبيرة.


توتر العلاقة مع عادل إمام


خلال مسيرته الطويلة، عاش الكاتب الراحل وحيد حامد صداقة متينة مع الفنان الكوميدي القدير عادل إمام، وقد حققا نجاحات كبيرة في العديد من الأعمال مثل: "الهلفوت"، "الإنسان يعيش مرة واحدة"، "الغول"، "اللعب مع الكبار"، "الإرهاب والكباب"، "المنسي"، "طيور الظلام"، و"النوم في العسل"، ورغم ذلك، فقد برزت العديد من المحطات التي أدت إلى توتر العلاقة بين الرجلين، وكان آخر تعاون لهما في فيلم "عمارة يعقوبيان" عام 2006.

في عام 2009، أرسل وحيد حامد ورق فيلم جديد إلى عادل إمام. وبعد انتظار طويل، ردّ الأخير بالقول: "مش هو ده يا وحيد"، بمعنى أن إمام رفض الفيلم والدور.

يقول وحيد حامد إنه حاول أن يعيد عادل إمام إلى السكة الصحيحة بعد سلسلة من الأعمال التي اعتبرها لا تليق بفنان كإمام، وهي مثل "حسن ومرقص" و "مرجان أحمد مرجان".

من وجهة نظر وحيد حامد، فإن عادل إمام "تجاوز آفاق النجومية فى عالم التمثيل وأصبح الفنان الأكثر ارتباطاً بوجدان الناس، لأنه وعن قناعة أصبح أحد المهمومين بقضايا الناس والوطن، وأعلن عن هويته السياسية والاجتماعية والفنية بوضوح، هو ممثل الجيل بلا شك، يصلح لتأدية جميع الأدوار ما عدا ابن الذوات، ولكنه المثقف ونصف المثقف والحرفى واللص، والتفاف الجمهور حوله بهذه الكثافة لا يعنى إلا صدق الأداء. فالجمهور بمختلف طبقاته يرى فيه نفسه، ولو راجعنا تعليقاته كل ليلة فى مسرحياته سوف نكتشف أنه ينقل الحوادث اليومية إلى النص بذكاء الواعى والمستوعب".

غير أنه بعد رفضه الفيلم الذي طرحه حامد في العام 2009، اتجه إمام إلى فيلم "زهايمر"، وهو الأمر الذي أثار غضب الكاتب الراحل. وبعد ذلك بفترة، لم يعمل الرجلان مع بعضهما البعض.

يشير وحيد حامد في أحد التصريحات السابقة إلى أن من أسباب توتر علاقته مع عادل إمام هو رفض الأخير المشاركة في فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة"، ويقول: "عرضت عليه بطولة الفيلم، لكنه رفض. وبعدها، ذهبت البطولة إلى أحمد زكي".

خلال عام 2020، انتشرت شائعات عن تعاون جديد بين وحيد حامد وعادل إمام. إلا أن الكاتب الراحل رفض التعليق على الأمر.


رحيل وحيد حامد

 

توفي الكاتب الكبير وحيد حامد، يوم السبت 2 يناير 2021 ميلاديّا، الموافق 18 جمادى الأولى 1442 هجريّا، عن عمر ناهز 76 عاما إثر أزمة قلبية.

وكان آخر ظهور للكاتب الكبير وحيد حامد خلال تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ 42، حيث ظهر فى حفل الافتتاح، فضلا عن تواجده فى ندوة فنية أدارها الناقد السينمائى طارق الشناوى، وحضرها عدد كبير من نجوم الفن.