EN 
حسام غنيم هو أحد أبرز النماذج المصرية المشرفة في إنجلترا، حيث يتولى عدة مناصب، أبرزها محاضر باتحاد الكشافين الإنجليز.
تحدث حسام غنيم لـ “ صدى البلد” عن تفاصيل عمله في إنجلترا، ومشروع تطوير الناشئين في مصر، وتألق المحترفين المصريين في البريميرليج، والعديد من الأمور التي تخص الكرة المصرية والإفريقية والعالمية.
إليكم نص الحوار:
في البداية.. حدثنا أكثر عن طبيعة عملك في إنجلترا؟
أعمل كمحاضر باتحاد الكشافين المحترفين الإنجليز وهى الجهة التى يحق لها إعطاء التراخيص للكشافين ومحللى الأداء ليحق لهم العمل فى الأندية الإنجليزية وهو شىء شخصيًا أتمنى رؤيته فى بلادنا العربية بشكل أكبر، كما أننى مدرب معتمد من الاتحاد الإنجليزي وأيضًا أتولى إدارة جروب إنجليزي اسمه "اتش اتش سبورتس جروب" مقره لندن مختص فى إدارة كرة القدم والطب الرياضي، ولدينا شراكات تقريبًا مع كل ما له صلة باللعبة فى بريطانيا وبعض الدول الأوروبية، نعمل مع الأندية والاتحادات والأفراد لتحديد احتياجاتهم بناء على رؤيتنا ونوفر لهم خطة تطوير شاملة والجهات التى تساعدهم على تنفيذ هذه الخطة مستغلين الخبرات الكبيرة الموجودة فى المجموعة لدينا والتى يعمل معظمها فى البريميرليج، أما الناحية الطبية فى الجروب فيقودها طبيب نادى ايفرتون الدكتور "هيثم سالم" الذى يرأس الجهاز الطبى لدينا فى المجموعة.
هل يمكن أن تخبرنا بمزيد من التفاصيل عن إطلاق أول مركز إنجليزي لتطوير الناشئين بمصر؟
المشروع ببساطة يهدف لتطوير الكرة المصرية والعربية عن طريق تطوير اللاعبين الصغار أولا، وإخراج جيل جديد من المدربين بفكر مختلف قادر على تربية أجيال جديدة بشكل علمى وبعيدًا عن العشوائية، فالاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قدم منذ حوالى 11 عاما فلسفة تسمى "فوركورنرز" وهى التى يتم فيها تطوير اللاعبين بناء على الأركان الأربعة وهى البدنية والنفسية والاجتماعية بجانب المهارية والخططية، وهذه الفلسفة أتت بثمارها لنجد منتخبات ناشئي إنجلترا تسيطر على أوروبا والعالم فى الخمس سنوات الأخيرة وظهر تأثيرها على المنتخب الأول، لذا قمنا بدورنا بإحضار القائمين على تنفيذ هذه العناصر فى أرقى الأندية الإنجليزية ليقوموا بتنفيذ البرامج بأنفسهم وتطوير المدربين المصريين ووضع الخطة من أجل تنفيذ هذا الفكر وتطبيقه على اللاعبين المصريين الصغار، ولهذا تمت تسمية مراكز تطوير اللاعبين فى مصر "فوركورنرز"، المشروع بدأ رسميًا مع بداية العام ويقوده فنيًا أسماء كبيرة فى كرة القدم الإنجليزية مثل ديف جونز المدير الفنى الانجليزي الشهير لأندية ولفرهامبتون وساوثهامبتون، وميك كليج مساعد السير اليكس فيرجوسون فى مانشستر يونايتد، وتوم بيتس الأخصائي النفسى لمنتخب بريطانيا الأوليمبي ونادى أرسنال حاليًا، وغيرهم مثل شركات تغذية وتكنولوجيا وخلافه.
هل أنتم قادرون من خلال هذا المشروع على استنساخ تجربة محمد صلاح؟
محمد صلاح حالة خاصة، فهو خرج ووصل لما وصل اليه بدون نظام أو تخطيط محدد، ساعدته بعد العوامل لكنه يظل حالة شاذة وليس قاعدة، تخيل لو أن صلاح حصل على الرعاية والتأسيس التى يحصل عليها الآن منذ أن كان طفلًا!! لقد رأينا كلنا كيف تطور صلاح مع ليفربول عن صلاح الذى أتى إلى تشيلسى منذ سبع سنوات، هدفنا هو نقل النظام الإنجليزي والتجربة الإنجليزية التى أثبتت نجاحها إلى مصر من أجل تغيير بعض المفاهيم الخاطئة التى تعتنقها بعض الأندية والمدربين وربما المشجعين، نعرف أن هناك عقبات كثيرة أولها صعوبة تقبل الجديد والمواريث المتواجدة لسنوات لكننا نعلم أن الكل سيتقبل هذا الفكر بمجرد ظهور النتائج فى الفترة القادمة، حينها سيبدأ العديد فى العمل بنفس الفكر وتصبح القاعدة واحدة وهنا نتمنى أن نرى منظومة تخرج العديد من اللاعبين على شاكلة صلاح.
هل يوجد تعاون مع أي مؤسسة رياضية مصرية في الوقت الحالي؟
التعاون الوحيد حاليًا مع الاتحاد المصرى لكرة القدم بخصوص المجال الطبى فقط، حيث إننا نوفر مجانًا فرصة للاعبين المصريين بأن يتم عرضهم على أكبر الإخصائيين والجراحين فى بريطانيا وأوروبا بمركز "فورتيس كلينيك" والذى يعالج أسماء مثل مبابى ونيمار وغيرهما، الدكتور محمد أبو العلا طبيب المنتخب المصرى الأول رجل متفتح ودائمًا يبحث عن الجديد وحينما جاء لانجلترا للبحث عن شىء مفيد للجهاز الطبى وجد أننا نملك شراكة مع هذا المركز الذى يمتلك مواصفات الفيفا وقمنا بترتيب زيارة له فى المركز ثم أتممنا الاتفاق وكان تريزيجيه هو أحد اللاعبين الذين تم فحصهم وعلاجهم أثناء إصابته الأخيرة ضمن هذه الاتفاقية.. كان هناك أيضًا مشروع خاص بتطوير قطاعات الناشئين وكيفية ربطها بالفريق الأول تم مناقشته مع النادى الأهلى منذ سنتين تقريبًا لكنه لم يرتق للجدية والرسميات وتوقف قبل اتخاذ أى خطوات حقيقية.. نحن نمد أيدينا ونود المساعدة ولكن الأمور يجب أن تتم فقط بطريقة منظمة.
ما رأيك في محاولة أوروبا إلغاء أمم أفريقيا.. هل كان ذلك لمصلحتها.. أم حقا بسبب الخوف على اللاعبين من كورونا؟
كورونا موجودة فى أوروبا بشكل شبه مماثل لما هو فى أفريقيا حاليًا، الموضوع ببساطة أن بطولة أفريقيا هى الوحيدة للمنتخبات التى تتم فى الشتاء وخلال فترة لعب الدوريات الأوروبية، سابقًا لم تكن تلك تمثل أى أزمة لأن اللاعبين الأفارقة لم تكن بمثل هذا التأثير فى أندية القمة الأوروبية وخاصة الإنجليزية، كنت تجد نجمًا مثل دروجبا أو آخر مثل توريه من حين لآخر، الآن ترى ليفربول وحده لديه ثلاثة لاعبين سيفقدهم خلال تلك الفترة أولهم صلاح والذى يعتبر الأفضل فى العالم حاليًا ومتصدر الهدافين بأريحية فى البريميرليج، والثانى لايقل عنه أهمية وهو مانى، ونحن هنا نتحدث عن نادى واحد فقط فما بالك بلاعبين مثل أوباميانج ومحرز ومندي وغيرهم، وكلنا نعرف القوة المالية والسطوة التى تمتلكها تلك الأندية وتأثيرها الكبير على إدارة اللعبة فى العالم وهناك تحريض كبير من الأندية وحرب على الكأس من أجل تأجيلها لكنى أرفع القبعة للاتحاد الكاميرونى وصامويل إيتو على شجاعته وشفافيته فى الحديث ونتمنى رؤية بطولة مشرفة.
هل يتم تأجيل الدوري الإنجليزي او إلغاء حضور الجماهير بسبب فيروس كورونا؟
كان هناك اجتماع الأسبوع الماضى وقررت فيه الأندية عبر الرابطة استمرار المسابقة بشكل طبيعى والنظر لكل مباراة على حدة، نقوم هنا الآن بعمل فحص يومى فورى لكل اللاعبين والعاملين ومسحتين أسبوعيا، ولو هناك فريق لا يستطيع توفير قائمة بها 13 لاعبًا للعب المباراة من ضمنهم حارس مرمى سواء لوجود كوفيد أو إصابات فيتم تأجيل اللقاء ليتم لعبه لاحقًا، لكن الإلغاء أو تأجيل المسابقة غير مطروح، أما بالنسبة للجماهير فلا توجد نية أيضا لمنع الجماهير بل بالعكس توجهات الحكومة البريطانية هى فتح البلاد ورفع المحاذير بشكل أكبر عكس ما تفعله الدول الأخرى نظرًا لأن الموجة الأخيرة أثبتت سرعة انتشار الفيروس لكن فى نفس الوقت أثبتت ضعفه ما ينذر بأنها قد تكون الموجة قبل الأخيرة طبقًا للتوقعات ثم نتمنى انتهاء الكابوس نهائيا، أيضًا عدد التطعيمات فى بريطانيا وصلت إلى ثلاث جرعات حاليًا.
حدثنا عن المحترفين المصريين في إنجلترا.. والحالة التي صنعها النجم المصري محمد صلاح في بلاد الإنجليز؟
لن أتحدث عن صلاح فنيًا أو أرقامه لأننا كلنا نعرفها لكن هو حالة خاصة جدًا كما قلنا، تشعر أن كل شىء يحبه فى إنجلترا، الكرة تحبه والجمهور يحبه والإعلام يحبه، حتى جماهير الخصم تحترمه وتتمناه، صلاح ببساطة مكسب للبطولة الإنجليزية ورابطة الأندية هنا تعلم قيمته لأن لاعبين مثل صلاح هم من يقررون القيمة التسويقية للمسابقة.
تريزيجيه عاد الحمدلله ويتبقى له المشاركة الرسمية وجماهير الفيلانز تحبه وتنتظر عودته من كأس أفريقيا فى حالة جيدة ليعتمد عليه جيرارد، المحمدى ترك إرثا جيدا من حيث الاستمرارية وسنوات اللعب حاله حال الننى الذى لايزال يؤدى بشكل رائع مع أرسنال وثابر واجتهد ليحافظ على مكانه بالفريق وهو شىء فى منتهى الصعوبة، والجميل هنا أن العامل المشترك بين جميع اللاعبين المصريين الذين نجحوا باستثناء تريزيجيه هو عدم خروجهم من أندية جماهيرية مصرية، فاللاعب المصرى الذى يفتقد العقلية الاحترافية سيشعر بالرغبة فى العودة لناديه الجماهيرى فى مصر وتصدر عناوين الصحف والبقاء بجانب أصدقائه وأسرته بمجرد أن يجلس احتياطيًا لمباراة أو يبتعد عن التشكيل الأساسي، لكن الوضع يختلف للاعب لم يلعب للقطبين فتكون الأمور أسهل، كما قلنا نتمنى تغيير هذه المفاهيم الخاطئة مستقبلًا من أجل توسيع قاعدة المحترفين.
هل سيستمر محمد صلاح مع ليفربول أم يرحل.. وما الأفضل من وجهة نظرك؟
الموضوع شبه محسوم، صلاح يحب ليفربول ومستقر فى المدينة، ليفربول سيفعل كل شىء للإبقاء على صلاح، هناك اتفاق شبه مبدئي تم لبقاء صلاح وتتبقى التفاصيل، فعقد لاعب مثل صلاح يختلف عن لاعب عادى، كم التفاصيل التى بداخله لايمكن إنهاؤها فى وقت قصير، أضف على ذلك أن عملاقا اسبانيا يعانون ماديًا ليتبقى باريس سان جيرمان والذى لولا المال ما رغب لاعبوه فى البقاء نظرًا لضعف المسابقة، شخصيًا أتوقع وأتمنى بقاء صلاح حتى يكمل المسيرة ويسيطر على تاريخ ليفربول والدوري بأكمله.
هل يوجد لاعبون بالدوري المصري يستحقون الاحتراف في البريميرليج حاليا؟
للأسف لا أتابع الدورى المصرى بشكل جيد لكن عمومًا حتى يستطيع اللاعب الحصول على تصريح العمل كلاعب فى البريميرليج يجب عليه أن تكون لديه نسبة مشاركة دولية مع المنتخب لا تقل عن ٧٥٪ فى السنتين الأخيرتين، لذا دعنا نشاهد اللاعبين الدوليين فى بطولة الأمم الأفريقية وقد أجيبك بعدها مباشرة.
ما سبب قلة المواهب في مصر “مؤخرا” من وجهة نظرك؟
المواهب لم ولن تقل، المشكلة فى سوء إدارة المواهب، فالطفل الصغير يستطيع تعلم أى شىء تمامًا مثلما يتعلم المشى والتحدث، علينا فقط عدم إرهاقه بالعمل البدنى ولعب بطولات ومباريات رسمية فى عمر صغيرة بغرض المكسب، أنت بهذا تضغط على اللاعب نفسيًا وتقتل بداخله الابتكار واتخاذ القرارات والرغبة فى المحاولة، اللاعب يخشى أن يخطئ فى المباريات حتى لايحبط من حوله ومن ثم لا يملك الشجاعة حتى على التجربة، فى هذه السن يجب السماح بالأخطاء والتعلم منها، حين يمتلك القائمين على التخطيط والمدربين المعرفة وندرك فى مصر أن هذه المرحلة مخصصة فقط للتعلم وأن المباريات يجب أن تكون ترفيهية بغرض التطور وتطبيق ما تعلمه اللاعب بدون ضغوط المنافسة حينها فقط ستجد المواهب مرة أخرى.
هل يوجد لاعب تتوقع أن يكون خليفة محمد صلاح في المستقبل؟
كما قلنا سابقًا للأسف لا أتابع الدورى بشكل جيد لكن عند وضع نظام جيد ستجد العديد من اللاعبين كصلاح وربما أفضل، فمصر بلد كبيرة سكانيًا وعاشقة للكرة ما يوسع قاعدة الاختيار لأى مدرب يبحث عن مواهب.
