الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صكوك الغفران ومفاتيح جهنم

كريمة ابو العينين
كريمة ابو العينين

ساقتني الأقدار لحضور ندوة لمن يطلقون على أنفسهم المصلحين الاجتماعيين، وأعترف أن موافقتي على الحضور جاءت لرغبة قوية بداخلي للتعرف على هذه النوعية من البشر وأيضا لعلمي بأن في الندوة  فنانين ورجال إعلام وسياسيين من الزمن القديم.

 

بدأت الندوة في تمام الساعة السادسة والحضور عن آخره وبدأ نجم شهير في التعريف بالمشاركين والهدف من الندوة وأيضًا التأكيد على انها ستكون حلقة من حلقات متواصلة للتوعية والتنوير لجيل أصبح بعيدا عن الدين كما ذكر المتحدث.

 

ساعات تخطت الثلاثة وشيخنا الجليل يتحدث ويسهب عن الفساد والفاسدين وأن علامات القيامة الكبرى قد ظهرت وتجلت ولابد ان نعود الى الله ونتوب ونكفر عن ذنوبنا وسيئاتنا التي ملأت الدفاتر وأغرقت البحار والأنهار، لم يقاطع الشيخ أحدٌ إلا شابٌ عرف نفسه بأنه اقترف ذنوبا لا حصر لها ولا عد وأضاف بأنه غير مستعد للتوبة حاليا لأنه مازال صغيرا ولم يشبع من ملذات الدنيا وجمالها. 

 

وقبل أن يكمل حديثه هاج الشيخ وماج ووبخه وقال له بصوت مخيف أضمنت عمرك أنك من أهل النار وممن سيعذبون عذابا شنيعا في القبر وبأن الثعبانين الأقرع وأبو شعر سيفعلان بك ما لم يفعله دقلنايوس في أصحاب الأخدود.

 

ردة فعل الفتى كانت غريبة فقد رد بكل هدوء ومن أعطاك حق توزيع صكوك الغفران ومفاتيح الجحيم، هل تعلم ما سأنتهى إليه وهل أنت على يقين من أنني سأموت عاصيا، فقط الله هو من يعلم الغيب وهو وحده الذى يملك هذه الصكوك وتلك المفاتيح وهو جل شأنه من بشرنا بالمغفرة وأكد لنا أن باب التوبة مفتوح.

 

وهنا التقط الشيخ من الشاب الجملة وقال باب التوبة مفتوح لمن أراد ذلك وليس لمن أصبح في آخر نفس من الحياة ويعلن توبته.

 

وبين الشد والجذب تحدثت نجمة شهيرة ودافعت عن علاقتها بربها ولكن الشيخ لم يعقب والتزم الصمت ووسط هذه الأجواء اختتم الشيخ الحديث موضحا أن الحلال بين والحرام بين ولم يكمل الحديث واكتفى بنظرات الاعجاب والإشادة وتركنا نضرب أخماس في أسداس ونقول رحمة ربنا وسعت كل شيء ونحن أشياء فلتسعنا رحمته ويباعد بيننا وبين تجار الدين والمنتفعين والمضللين.