الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلال ندوة بمعرض الكتاب..

الكاتبة اللبنانية هدى بركات: الكتابة عن الاغتراب ضرورة ملحة في ظل الواقع المعاش

الكاتبة هدى بركات
الكاتبة هدى بركات

خلال ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ53 استضاف الصالون الثقافى، الكاتبة والروائية اللبنانية هدى بركات، وذلك ضمن جلسة عامة كانت حول تحربة هدى بركات مع الكتابة، وقد أدار الندوة الكاتب الصحفى سيد محمود.

وقدم الكاتب الصحفي سيد محمود الكاتبة اللبنانية هدى بركات مستعرضا تاريخها في عالم الكتابة بداية من فوزها بجائزة نجيب محفوظ وصولًا إلى جائزة البوكر للرواية العربية وذلك عن روايتها "بريد الليل" الصادرة عن دار الآداب.

ضرورة ملحة

وفي بداية حديثها قالت الروائية الكبيرة هدى بركات، إنها سعدت كثيرًا بتواجدها في مصر، كما أن سعادتها الأكبر بحضورها كانت من خلال صدور كتابها رسائل الغريبة عن الكتب خان، إذ أوضحت بركات أن الكتابة عن الاغتراب هي ضرورة ملحة في ظل الواقع المعاش الآن والذي تتزايد فيه دائمًا معدلات الهجرة والاغتراب، فقد أصبح الكثيرون مغتربين، وأشارت إلى أنه لم يعد يكفي أن يأخذ الإنسان معه ما يذكره بوطنه -في ظل الظروف الحالية- وذلك للبقاء على اتصال مع ذاته، إذ تتصاعد وتتضاعف معدلات الاغتراب وتشظي الهوية داخل نفسه.

رسائل وجدانية
وأضافت: العلاقة بين الكاتب وكتاباته معقدة "اللغة فى رواياتي بلا تصور محدد فإحساسي هو ما يحكم مسألة تعاطيها مع اللغة فى الكتابة الأدبية، فأنا مازلت أتذكر صديقي محمد البساطي وكل الأساتذة الكبار الذين أثروا الرواية العربية، ففي كل مرة مصر تعيد طباعة عمل إبداعي لي أحس بسعادة كبيرة، وبجانب إحساسي بثقل مصر ودورها الثقافي، جاء الاحتفاء عبر دار نشر الكتب خان بنشر "رسائل الغريبة" وإعادة طباعته، إذ إن هذا الكتاب يقول بأن هناك أدب جديد ليس متعلق بمعنى ومفهوم حب الأوطان، هذا أدب فيه حساسية الإحساس بعدم العودة”، فجائزة نجيب محفوظ أهم لدى من جائزة البوكر.
وتحدثت عن الفن مؤكدة أنه هو الشيء الوحيد الذي يمكن من خلاله إيصال رسائل وجدانية لا يمكن تقديمها سوى في الفن.

وأشارت إلى أن اللغة بالنسبة إليها هي روح العمل الأدبي، لافتة إلى أنها عندما تكتب بالفرنسية تنتج شيئا مختلفا تماما عما تكتبه في رواياتها العربية.

ولفتت إلى أنها لا تؤمن بالتنظير النقدي من أجل فهم الأعمال الأدبية، موضحة أن الأهم هو دراسة التجارب الفنية للأديب نفسه.

وفي السياق نفسه، أوضحت أنها لا تحب المدرسة الواقعية، وتعتبر الأدب لعبة سردية عن طريق استخدام اللغة بإحساس شخصي.

وأشارت إلى أن عملها في مجال الصحافة كان له فائدة عن طريق التكثيف في العمل الروائي، مبينة أنها تجيد الفصل بين لغة الكتابة في العمل الصحفي وفي العمل الأدبي.

أما بخصوص عناوين رواياتها فقد أوضحت إنها تعتبر نفسها "فاشلة" في اختيار العناوين، مضيفة أن العنوان الوحيد الذى اختارته ونال رضاها هو "أهل الهوى" وهو عنوان روايتها الشهيرة.

طبيعة النص

وتطرقت بركات لجزئية أخرى تخص حياتها وما تؤمن به إذ أشارت إلى أنها "نسوية أكثر من كل النسويات، لافتة إلى أن الاحتفاء الكبير بروايتها بريد الليل جعلها تنحاز إلى أعمالها الأخرى معنويا خصوصا تلك التى لم تحظ بنفس الحفاوة.

واختتمت هدى بركات حديثها وقالت: إن ظهور اللغة المحكية اللبنانية في بعض رواياتها مثل "ملكوت هذه الأرض" كان له ضرورة فرضتها طبيعة النص "حذفت من روايتي الفائزة بجائزة البوكر نصفها تقريبا" وقد أشارت إلى أن السبب في ذلك هو أنها كان تكتب عن شخصيات هاربة من قدرها وبالتالي لم يكن ممكنا أن يسردوا أكثر مما سردوا وقدموا  في الرواية.