الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة.. وهل يجوز الأمر بالمعروف خلالها؟

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة ، كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأمر المسلمين بالإنصات إلى هذه الخطبة، فلا يتكلم أحدٌ مع أحد، ولا ينصرف أحدٌ بذهنه بعيدًا عن تذكير الخطيب، ولا يقضي أحدٌ وقت الخطبة في نومٍ أو راحةٍ انتظارًا لإقامة الصلاة، ولذلك يسأل الكثير عن حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة.

 

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة


أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجر الإنصات إلى الخطيب هو مغفرة ذنوب عشرة أيام كاملة! فقد روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا".

خطبة الجمعة


حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة خارج المسجد

 

بَيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المطلوب من المؤمن ليس السماع فقط؛ بل الإنصات، وهو إرهاف السمع لتحصيل كل كلمة تخرج من فم الخطيب، وذَكَرَ أن مجرَّد لمس حصى الأرض للتشاغل بها وقطع الوقت يُعَدُّ لغوًا؛ بل إذا نَبَّه أحدُ المصلِّين أخاه إلى السكوت، ولو بأيسر الكلمات، فهذا أيضًا يُعَدُّ لغوًا؛ وذلك حثًّا لكل المسلمين على الصمت التامِّ أثناء الخطبة؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ. وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ".
وبناءً على الإنصات صَنَّفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاضرين في صلاة الجمعة إلى ثلاث طوائف؛ ففي رواية أبي داود -وقال الألباني: حسن- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، رَجُلٌ حَضَرَهَا يَلْغُو وَهُوَ حَظُّهُ مِنْهَا، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا يَدْعُو، فَهُوَ رَجُلٌ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوتٍ، وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا فَهِيَ كَفَّارَةٌ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، وَزِيَادَةِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]".


حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة

 

قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إنه ينبغي على مَنْ حَضر الجُمعة أن ينصت للإمام وهو يخطب، ولا يجوز له الكلام مع غيره.

واستشهد «عبد السميع» في فتوى له، بما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ؛ فَقَدْ لَغَوْتَ»، وقال النووي: اللَّغْو، وَهُوَ الْكَلام الْمَلْغِيّ السَّاقِط الْبَاطِل الْمَرْدُود.

وأكد أن الكلام أثناء الخطبة لا يجوز، ومَنْ يتكلم فصلاته صحيحة ولكن ثوابها ناقص، مستدلًا بما قاله الإمام ابن حجر في كتاب «فتح الباري»: ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «ومن تكلم فلا جمعة له». معناه لا جمعة له كاملة الثواب».

ونبه أمين لجنة الفتوى، على أنه الإسلام شرع الخطبة لتكون درسًا يفهم من خلاله المسلم تعاليم دينه، ولذلك فإنه لا يجوز للمسلم أن يتكلم أثناء خطبة الجمعة، وينبغي عليه أن يصمت وألا يعبث بيده في شيء، لأن ذلك ينقص من ثواب صلاته.

صلاة الجمعة


حكم قراءة القرآن أثناء خطبة الجمعة


قراءة القرآن في المسجد مستحبة، لكن الاستماع إلى خطبة الجمعة أيضًا مطلوب،وللمصلي أن يقرأ القرآن قدر ما شاء ، إلا أنه إذا صعد خطيب الجمعة المنبر، فعليه أن يقطع تلاوته للقرآن، للاستماع إلى خطبة الجمعة، ثم يتابع قراءة القرآن ويُكمل تلاوة السورة التي بدأها بعد انتهاء خطيب الجمعة من إلقاء خطبته، وجمهور الفقهاء اتفقوا على أن سماع الخطبتين واجبة لأنهما قامتا مقام الركعتين فى الظهر، وهنا تكون الصلاة ناقصة لو لم يسمعهما، أما الأحناف فقالوا الإستماع للخطبة الثانية يكمل الصلاة.

حكم تشغل القرآن دون الإنصات إليه


قال الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للطالب أو للدارسين بصفة عامة تشغيل إذاعة القرآن الكريم أو أي من وسائل سماع القرآن أثناء القراءة أو استذكار دروسهم كنوع من التبرك بالقرآن حتى وإذا كان الشخص غير منصت له.

وأضاف أمين الفتوى في فتوى له: أنه لا يجوز للطالب الجمع بين الصلوات لأنه لا يوجد مانع يحول بينك وبين الصلاة لقوله تعالى: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" .

وأوضح أن الجمع بين الصلاة لا يكون إلا في حالات معينة كالطبيب مثلا يجري عملية جراحية لمريض تستغرق عدة ساعات فيجوز له ذلك وقد يجوز للطالب إذا كان في اختبار وليس متمكن من الخروج من اللجنة فهنا يمكنه الجمع ولا حرج.

ويقول ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (2/372): "وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية قوله: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» الأعراف/204: يعني في الصلاة المفروضة.

حكم الحديث أثناء الخطبة

 

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن الكلام أثناء خطبة الجمعة مكروه كراهة شديدة، لأن النبى قال "من قال لأخيه اصمت والإمام يخطب فقد لغى" أما زيادة "ومن لغى فلا جمعة له" فليست واردة.

وأضاف "جمعة"، فى لقائه على فضائية "سى بى سى"، أن اللغو مكروه كراهة شديدة، منوهًا أن المقصود بلفظ ومن لغى فلا جمعة له إن كان صحيحًا فهو أنه لا جمعة كاملة له.

متى يجوز الكلام أثناء خطبة الجمعة ؟

 

قال جمهور الفقهاء إنه لا بأس بالكلام بعد جلوس الإمام على المنبر ما لم يشرع في الخطبة، وذكر ابن قدامة في كتابه «المغني»: ولا يكره الكلام قبل شروعه في الخطبة وبعد فراغه منها، وبهذا قال مالك والشافعي...»

وأكد الفقهاء أنه لا يجوز الكلام أثناء الخطبة، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه، ونقل ابن قدامة في كتابه «المغني»: وإذا سمع الإنسان متكلما لم ينهه بالكلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب فقد لغوت. ولكن يشير إليه»، نص عليه أحمد، فيضع إصبعه على فيه -فمه-، وأما الإشارة أثناء الخطبة فلا بأس بها.

الاستماع إلى خطبة العيد

 

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن السُّنَّةُ إذا فرغ من الصلاة أن يخطب على المنبر خطبتين، يَفْصِل بينهما بجَلْسة.

وأضاف «الجندي» لـ«صدى البلد»، أن المستحب أن يستفتحَ الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبعٍ، ويذكرَ اللَّهَ تعالى فيهما، ويذكرَ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ويوصي الناس بتقوى الله تعالى وقراءة القرآن، ويعلِّمهم صدقة الفطر، ويُسْتَحَبُّ للناس استماعُ الخطبة؛ لما روي عن أبي مسعود رضي الله عنه أنه قال يوم عيد: "أول ما يبدأ به أو يقضى في عهدنا هذه الصلاة ثم الخطبة ثم لا يبرح أحد حتى يخطب".

وأوضح: فإن دخل رجل والإمام يخطب، فإن كان في المصلَّى -لا المسجد، وهو المخصص لصلاة العيد فقط دون بقية الصلوات- استمع الخطبة ولا يشتغل بصلاة العيد؛ لأن الخطبة من سنن العيد ويخشى فواتها، والصلاة لا يخشى فواتها فكان الاشتغال بالخطبة أولى، وإن كان في المسجد ففيه وجهان: أن يصلي تحية المسجد ولا يصلي صلاة العيد؛ لأن الإمام لم يفرغ من سنة العيد فلا يشتغل بالقضاء، والوجه الآخر: أن يصلي العيد، وهو أولى؛ لأنها أهم من تحية المسجد وآكد، وإذا صلاها سقط بها التحية فكان الاشتغال بها أولى كما لو حضر وعليه مكتوبة.

وأشار إلى أن العلماء اختلفوا في حكم الكلام أثناء خطبة العيد، فرأى بعضهم أنه يحرم الكلام والإمام يخطب يوم العيد، وقال آخرون: إنه لا بأس به؛ لأن حضورها ليس بواجب، فاستماعها ليس بواجب، ناصحًا بأنه لا شك أن من الأدب أن لا يتكلم؛ لأنه إذا تكلم أشغل نفسه، وأشغل غيره ممن يخاطبه، أو يسمعه ويشاهده.

خطبة الجمعة

الأمر بالمعروف أثناء خطبة الجمعة

 

قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير ادارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، إن هناك حالة ممنوع فيها الكلام حتى لو كان الحديث خاص بالأمر بالمعروف، وهى أثناء خطبة الجمعة.
وأضاف ممدوح فى لقائه على إحدى الفضائيات، أن النبى قال فى حديثه الشريف "من قال لصاحبه والإمام يخطب انصت فقد لغى"، فالمقصود أن ثواب الجمعة المخصوص يحرم منه من لغى يوم الجمعة، وهو كفارة أسبوع وفى بعض الروايات أن الجمعة كعبادة سنة، ويأخذ ثواب صلاة الظهر فقط.
وأشار إلى أن الحديث الشريف ينهى عن كل مايشغل الإنسان عن ربه أثناء خطبة الجمعة لينال الثواب الكامل.