الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يعود إلى 35 مليون سنة.. هل تعلم سر ارتباط عيد الحب بالورد الأحمر؟

صدى البلد

قبل ساعات من حلول 14 فبراير، تمتلئ المحلات والشوارع بالورود الحمراء، احتفالا بعيد الحب، ومع اقتراب تلك المناسبة يتهافت العشاق على محلات الورد لابتياع الباقات التي يصرون أن تحمل اللون الأحمر مع ظهور قليلة بيضاء تزينها.

الورد قبل 35 مليون سنة

قبل 35 مليون سنة، عرف الورد كرمز للحب والرومانسية، واكتسب شعبيته في الأساطير، حيث إنه في عهد الرومان ارتبط بالحب والتضحية، خاصة أن الوردة الحمراء كانت الوردة المفضلة لـ«فينوس»، رمز الحب والجمال، وعن اللون الأحمر الذي يميّز هذه الوردة بالتحديد، ساد اعتقاد لدى الرومان بأن الورود كانت كلها في الأساس بيضاء، إلى أن تحوّل لونها إلى الأحمر بسبب دماء "فينوس"، التي جُرحت قدماها بأشواك الورد عندما كانت تحمي حبيبها من غضب إله الحرب.

كما تناولت الأساطير أيضًا قصة الوردة الحمراء التي نبتت حين بكت «أفروديت» بعد مقتل عشيقها «أدونيس»، فامتزجت دموعها بدمه، وانبثقت من التراب وردة حمراء جميلة، في حين ابتكرت «جوزفين»، زوجة نابليون، مجموعة واسعة من الورد الأحمر في «شاتو دي مالمايسون» في عام 1800، لتصبح هذه الحديقة فيما بعد المكان الذي يستوحي منه الرسام «بيير جوزيف رودوت» لوحاته عن الورد.

الحب في ديزني

في فيلم "الجميلة والوحش"، الذي أنتجته شركة "ديزني" في عام 1991، تركزت أحداث القصة حول الوردة الحمراء التي وضعها الأمير تحت جرس زجاجي لحمايتها، بعد أن حوّلته الساحرة إلى وحش، وأخبرته بأنه إذا تساقطت أوراق الوردة قبل أن يعثر على حب حياته فلن يعود مطلقاً إلى طبيعته البشرية، وارتبطت الوردة الحمراء "الكلاسيكية" بالحب والشغف والرغبة، ولم تغب عن مشاهد العشق والغرام في الأفلام الأجنبية والعربية، وكانت في تركيا لغة التواصل بين العشاق الذين يكتمون حبهم عن المجتمع.

كليوباترا والورد الأحمر

اكتسبت الوردة الحمراء شعبية كبيرة منذ أيام الفراعنة، إذ كانت رمزاً مقدساً لدى العديد من الآلهة كإيزيس، كما أنها كانت حاضرة في حياة العظماء مثل كليوباترا، التي كانت تملأ غرفتها بالورود الحمراء لاستقبال حببيها مارك أنتوني.

وكانت الوردة الحمراء ملهمة "أهل الفن" من أدباء ورسامين وشعراء، أمثال الرشيد الذي كان يعشق الورود خاصة الحمراء، فسكن بيتا في بستان الورد، وكان أثاثه أحمر بلون الورد، حتى أن "جواريه" كن يلبسن الثياب الموردة ويكللن رؤوسهن بتيجان الورد، وفق ما ورد في كتاب "فيض الخاطر" لأحمد الأمين.

أصل الحكاية

يُعتقد في الثقافة الغربية، أن هذا النوع من الزهور تم إنشاؤه بواسطة إلهة الحب أفروديت، ووفقًا للأسطورة الشهيرة فإنها وعشيقها أدونيس، كانا يسقيان الأرض من حيث نمت الورود الحمراء الذي باتت رمز الحب حتى الموت، وفي الأساطير الرومانية، لوحظ أن الرومان الأثرياء يفضلون الورود الحمراء وربطها بالجمال والحب؛ حيث تحب الآلهة تدليل أجسادهم بحمام مليء بالورود، بينما يملأ البعض غرف نومهم بالزهور وبتلات الورد الأحمر؛ بسبب رائحته اللطيفة وملمسه الناعم.

وهناك أسطورة أخرى لأهميتها الرومانسية، وهي اعتقاد المسيحيين الأوائل بأن هذه الزهرة الحمراء هي فضيلة مريم العذراء، وبسبب الكثير من المعتقدات والأساطير، أصبح الرمز السائد للتعبير عن الحب والرومانسية هو الورود الحمراء.

المعتقدات الثقافية الشرقية

هناك أيضًا العديد من المعتقدات والتقاليد الثقافية الشرقية التي تربط الورود الحمراء بالحب والرومانسية؛ حيث تمت زراعة الورود في الصين منذ آلاف السنين، وكانت لديهم أيضًا أساطير لارتباط الورود الحمراء بالحب والرومانسية، ووفقًا للأساطير الهندوسية؛ تم إنشاء آلهتهم "لاكسمي"، إلهة الثروة والازدهار، باستخدام 1008 بتلات وردة حمراء صغيرة، و108 ورود كبيرة، ومنذ ذلك الحين ربط الهندوس بين الرومانسية والورد الأحمر.

وبالنسبة للعرب القدماء، اعتقدوا أن هذا النوع من الزهور الحمراء كان له تأثير كبير على قلوبهم، وفي إحدى حكاياتهم العربية، رأى طائر العندليب وردة حمراء وعندها بات يغني وبسبب الحب الغامر للزهرة، ضغط العندليب بجسده على الوردة التي اخترقت شوكة قلبه، حتى تدفق دمه إلى الوردة وتحولت إلى اللون الأحمر، واعتبرت هذه الحكاية رمزية للحب الشديد والرومانسية، ومن ثَم باتت الزهرة الحمراء رمزًا لها.

العصر الفيكتوري

كانت الأزهار مهمة جدًا للفيكتوريين؛ حيث يستخدمون الزهور للتعبير عن مشاعرهم ويقدمونها كهدية للمحتفلين في أعياد الميلاد والمناسبات.

لقد كانوا مهووسين بشدة بلغة الزهور، وخاصة فيما يتعلق بالرومانسية والحب بسبب تقاليدهم ومعتقداتهم بأنها تعبير عن المشاعر، ولذا ربطوا بين الورد الأحمر والحب.

اللون الأحمر للورود

إن علاقة الورد الأحمر بالرومانسية والحب وارتباطهما، يتجاوز التقاليد والثقافات والمعتقدات.

يشير اللون الأحمر للورود إلى المودة والحب والإعجاب، ولذا فإن الورود الحمراء الزاهية ترمز إلى الرومانسية، بينما الورود الحمراء القرمزية تعني الحب الأبدي، ومن ناحية أخرى، تشير الوردة الحمراء الناشئة إلى نوع من الحب لا يزال يتفتح أو في مرحلة الشباب.

المعنى في عدد الورود الحمراء

عدد الورد الأحمر في الباقة يدل أيضًا على معنى خاص، فجذع واحد من وردة حمراء يرمز إلى الحب من النظرة الأولى، بالنسبة للأزواج والعشاق الذين ظلوا في حالة حب على مر السنين، فإنها تعني أنك ما زلت الشخص الذي أحبه.

- الزوج من الورد الأحمر يرمز إلى المودة والحب المتبادلين.

- باقة من ثلاث وردات حمراء هي هدية مثالية لقول "أحبك" بطريقة رومانسية.

- باقة الورد الأحمر تمثل الافتتان أو الرغبة.

- باقة من 50 وردة حمراء ترمز إلى الحب بلا حدود.