الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قراءة سورة الطارق سبع مرات.. وهل يكتب لقارئها بكل نجم عشر حسنات؟

قراءة سورة الطارق
قراءة سورة الطارق سبع مرات

قراءة سورة الطارق سبع مرات .. يغفل كثير منا عن فضل قراءة سورة الطارق سبع مرات، وذلك في كل ليلة أو نهار، خاصة وإنها من السور القصيرة التي لا تتطلب منك وقتا لترديدها، ومن خلال السطور التالية نبين لك فضل قراءة سورة الطارق سبع مرات.

سورة الطارق

قراءة سورة الطارق سبع مرات

سورة الطارق من السور المكية التي تقع في الجزء الأخير من كتاب الله تبارك وتعالى وعدد آياتها 17 آية، ويبلغ عدد حروفها نحو 254 حرفاً، وكلماتها تبلغ 61 كلمة، وقد عرفت بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها سورة “ والسّماء والطّارق”.

وشأن سورة الطارق شأن سور القرآن الكريم التي لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً صحيحاً في فضلها، إلا أنه وبحسب كثير من العلماء فإن قراءتها 7 مرات من شأنها أن تسهم في وقاية المسلم من السحر والخوف،  فيما عدا ذلك فإن أحاديث ضعيفة وردت في بيانها ومنه حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من قرأها أعطاه الله من الأجر بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات".

وجاء في فضلها أن النبي صلى الله عليه وسلم حث معاذاً بن جبل رضي الله عنه على قراءتها في صلاة العشاء تخفيفاً ودرءاً للعبء على المصلين، وكان النبي يحرص على قراءتها في صلاة العصر".

ويكشف الشيخ محمد أبو بكر الداعية الإسلامي، فضل قراءة سورة الطارق سبع مرات فيقول، إن هناك سورة ينبغي علينا أن نحفظها ونحفظها لأبنائنا لفضلها العظيم، فهي هدية مجانية ربانية لكل من يعانى من سحر أو مس أو خوف، وهي سورة الطارق.

وأضاف محمد أبو بكر خلال برنامج “أسأل مع دعاء” عبر فضائية النهار، أنه قد قال كثير من أهل العلم إنه لو قرأ أي أحد ممسوس أو مسحور أو خائف سورة الطارق 7 مرات على كوب ماء قبل أن ينام لن يقربه شيء، وإن كان فيه شيء ذهب.

تفسير سورة الطارق

تبدأ الآيات بقوله تعالى:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ (10)}

فيقول الإمام ابن كثير في تفسيره :"يقسم تعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة؛ ولهذا قال: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} ثم قال {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} ثم فسره بقوله: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ}. قال قتادة وغيره: إنما سمي النجم طارقا؛ لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار. ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح: نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا أي: يأتيهم فجأة بالليل.وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء: «إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن».

وقوله: {الثَّاقِبُ} قال ابن عباس: المضيء، قال السدي: يثقب الشياطين إذا أرسل عليها، وقال عكرمة: هو مضيء ومحرق للشيطان.

أما قوله: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} أي: كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات، كما قال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} الآية [الرعد: 11].

وقوله: {فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خُلق منه، وإرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد؛ لأن من قدر على البَدَاءة فهو قادر على الإعادة بطريق الأولى، كما قال: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27].

التعبد بالقرآن

وقوله: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} يعني: المني؛ يخرج دَفقًا من الرجل ومن المرأة، فيتولد منهما الولد بإذن الله، عز وجل؛ ولهذا قال: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} يعني: صلب الرجل وترائب المرأة، وهو صدرها.

وقال الليث بن سعد عن مَعْمَر بن أبي حبيبة المدني: أنه بلغه في قول الله عز وجل: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} قال: هو عصارة القلب، من هناك يكون الولد، وعن قتادة: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} من بين صلبه ونحره.

وقوله تعالى : {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} فيه قولان: أحدهما: على رجع هذا الماء الدافق إلى مقره الذي خرج منه لقادر على ذلك. قاله مجاهد، وعكرمة، وغيرهما. والقول الثاني: إنه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماء دافق، أي: إعادته وبعثه إلى الدار الآخرة لقادر؛ لأن من قدر على البدء قدر على الإعادة.

ويشير ابن كثير إلى أن الله عز وجل، ذكر هذا الدليل في القرآن في غير ما موضع، وهذا القول قال به الضحاك، واختاره ابن جرير، ولهذا قال: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} أي: يوم القيامة تبلى فيه السرائر، أي: تظهر وتبدو، ويبقى السر علانية والمكنون مشهورا. وقد ثبت في الصحيحين، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يرفع لكل غادر لواء عند استه يقال: هذه غَدْرَةُ فلان بن فلان».

وقوله: {فَمَا لَهُ} أي: الإنسان يوم القيامة {مِنْ قُوَّةٍ} أي: في نفسه {وَلا نَاصِرٍ} أي: من خارج منه، أي: لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب الله، ولا يستطيع له أحد ذلك.

وتستمر الآيات بقول الله تبارك وتعالى:{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}

قال ابن عباس: الرجع: المطر. وعنه: هو السحاب فيه المطر. وعنه: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} تمطر ثم تمطر. وقال قتادة: ترجع رزق العباد كل عام، ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم. وقال ابن زيد: ترجع نجومها وشمسها وقمرها، يأتين من هاهنا.

{وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} قال ابن عباس: هو انصداعها عن النبات. وكذا قال سعيد بن جُبَير وعكرمة، وأبو مالك، والضحاك، والحسن، وقتادة، والسدي، وغير واحد.

وقوله: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} قال ابن عباس: حق.

{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} أي: بل هو حق جد. ثم أخبر عن الكافرين بأنهم يكذبون به ويصدون عن سبيله، فقال: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا} أي: يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن.

ثم قال: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ} أي: أنظرهم ولا تستعجل لهم، {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} أي: قليلا. أي: وترى ماذا أحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك، كما قال: {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} [لقمان: 24].

فضل سورة الطارق

أسباب نزول سورة الطارق

ورد في سبب نزول الآيات الثلاث الأولى من سورة الطارق وهي قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ}، في كتاب أسباب النزول للواحدي أنَّها نزلت في أبي طالب عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أتى إلى رسول الله حاملًا معه لبنًا وخبزًا، فجلسا معًا يأكلان، وبينما هما كذلك إذ حطَّ نجمٌ وامتلأ ماءً ثمَّ امتلأ نارًا، فأصيب أبو طالب بالفزع من ذلك الموقف الرهيب، وطلب من رسول الله أن يفسِّر له ذلك قائلًا: أيُّ شيءٍ هذا؟ فأجابه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موضِّحًا أنَّ ذلك نجمٌ من السماءِ قد رماه الله إلى الأرض كآية من آياته العظيمة في هذا الكون، فنزلت الآيات.

وجاء في تفسير القرطبي -رحمه الله- وردَ سبب نزول الآيات الأولى من السورة وهو أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان جالسًا مع عمِّه أبي طالب، فبينما هم جلوس هبط نجمٌ من السماء فأضاء الأرض وملأها نورًا، فدُهش أبو طالب وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي شيء هذا؟ فأجابه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلًا -بما معناه- إنّ ذلك نجم رميَ به، وهو آية من آيات الله تعالى، فالطارق هو نجمٌ عند جميع المفسرين، لكنَّهم اختلفوا حول أيِّ نجمٍ يكون ذلك، فبعضهم ذهب إلى أنَّه كوكب زحل أو الثريا، وبعضهم ذهب مذهبًا آخر ولم يوافقهم الرأي.

وذهب الفرّاء إلى أنَّ الطارق هو كوكب في السماء السابعة لا يوجد فيها غيره، ينزل إلى السماء الدنيا عندما تأخذ النجوم أمكنتها في السماء في الليل، ثمَّ يعود إلى مكانه في السماء السابعة عندما تغيب النجوم، فهو بذلك يطرق حين ينزل إلى السماء الدنيا ويطرق حين يصعد إلى السماء السابعة، وأشار إلى أنَّ ذلك هو كوكب زحل، والثاقب هو المرتفع، وهذا القول ذهب إليه آخرون من الصحابة منهم عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

فضل الدعاء

لماذا سميت سورة الطارق بهذا الاسم؟

سمِّيَت سورة الطارق في القرآن الكريم بهذا الاسم نسبةً إلى مفتتحها؛ إذ أقسم الله تعالى في أولها بالسماء ثمَّ بالطارق فقال تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}، بحسب ما أورد وهبة الزحيلي في كتاب التفسير المنير.

وأمّا في عصر الصحابة والسّلَف فقد سمّوها سورة "والسّماء والطّارق"، ونُقِلَت هذه التسمية عن أبي هريرة رضي الله عنه، وذلك للحديث الذي يقول إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقرأ "بالسماءِ والطارقِ، والسماءِ ذاتِ البُروجِ"، ولذلك سمّاها أبو هريرة -رضي الله عنه- بسورة "السماء والطارق"، وقد أطلق عليها اسم "سورة الطارق" في مختلف كتب السنة وفي كتب التفسير وفي المصاحف أيضًا لوقوع الاسم في أولها، أمَّا في تفسير الطبري وأحكام ابن العربي فقد سمِّيت باسم سورة والسماء والطارق بإضافة الواو قبلها.


ادعية لراحة البال وإزالة الهم

وردت الكثير من الأدعية في السنة النبوية الشريفة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تريح البال، وتفرج الهم، وتشرح الصدر، منها:

قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «دَعْوةُ ذي النُّونِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإنَّها لم يَدْعُ بها مُسلمٌ ربَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا استَجابَ له».

قوله - صلى الله عليه وسلم- ذات يوم لأسماء بنت عميس - رضي الله عنها-: «ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا».

ما روى عنه  - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ».