الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة الأوروبية الأفريقية في بروكسل.. بين الأمنيات والتحديات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

دائما ما كانت القارة السمراء مطمعا للدول الاستعمارية، نظرا لما تمتلكه من موارد طبيعية تؤهلها لتكون القارة الأكثر استقرارا فى العالم.

 لكن الصراعات أدت إلى جفافها وفقرها وجوع أهلها، وتتجه أوروبا إلى تحسين علاقاتها مع الدول الأفريقي، خاصة بعد أن ضرب الإرهاب والفقر والوباء القارة العجوز وامتلأت باللاجئين والمهاجرين الأفارقة.

يجتمع قادة العالم وكبار مسئولي حكومات أكثر مِن 50 دولة أعضاء في الاتحادين الأوروبي والأفريقي، يومي 17 و18 فبراير الجاري، في قمة أوروبية أفريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، لتجديد وتعميق الشراكة بين الاتحادين وإطلاق حزمة استثمار أفريقية أوروبية طموحة وبحث التحديات العالمية الراهنة.

وتعقد القمة الأفريقية - الأوروبية السادسة هذا العام تحت عنوان "أفريقيا وأوروبا قارتان برؤية مشتركة حتى 2030"، حيث عقدت أولى دوراتها في القاهرة عام 2000، والتي شهدت تأسيس آليات المشاركة بين الجانبين من خلال "خطة عمل القاهرة".

وتوافَد العديد مِن القادة والزعماء على بروكسل لحضور اجتماعات القمة، ومِن بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور بسام راضي، إنه سيتم التركيز على مختلف الموضوعات التي تهم الدول الأفريقية، خاصةً ما يتعلق بتعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماجها في الاقتصاد العالمي.

انعقاد القمة العربية الأوروبية الثانية في بروكسل 2022 

تعميق الشراكة 

وحسب جدول الأعمال المنشور على موقع الاتحاد الأوروبي، فإن القمة تعد فرصة فريدة لإرساء الأسس لتجديد وتعميق الشراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي مع أعلى مشاركة سياسية من قادة ورؤساء الحكومات من الجانبين، والقائمة على الثقة والفَهم الواضح للمصالح المشتركة.

ومِن المقرر أن تناقش القمة الأوروبية - الأفريقية في بروكسل عددا من الملفات، على رأسها: تمويل النمو، والنظم الصحية وإنتاج اللقاحات في أعقاب جائحة كورونا، وكذلك الزراعة والتنمية المستدامة، والتعليم والثقافة والتدريب المهني والهجرة والتنقل، ودعم القطاع الخاص والتكامل الاقتصادي، والسلام والأمن والحكم، انتهاء بتغير المناخ.

الرئيس السيسي 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور نبيل نجم الدين، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، إن الدورة السادسة لقمة المشاركة بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي في بروكسيل هي دورة هامة، لذلك حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على المشاركة فيها لتعكس مدى أهمية هذه الدورة للقارة الافريقية ولأوروبا على السواء.

وأوضح نجم الدين، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مبادرة القمة المشتركة بدأت في مصر في أبريل عام 2000، حيث عقدت فيها الدورة الأولى وكانت محاولة من مصر للقيام بالتزاماتها نحو قارتها الأفريقية وتقريب وجهات النظر بينها وبين الاتحاد الأوروبي، وبالتالي الكتلتان الاقتصاديتان أفريقيا وأوروبا لهما الكثير من القضايا المشتركة.

وأضاف أن الدورة التي تبدأ غدا، الخميس 17 فبراير، وتمتد إلى يوم الجمعة، شعارها " أفريقيا وأوروبا قارتان برؤية مشتركة حتى عام 2030"، وهذا يعني أن الهدف الأساسي من هذه القمة هو توحيد الرؤية بين أوروبا وأفريقيا في كثير من القضايا.

وأكد أن أهم القضايا التي تتناولها القمة في بروكسل هي:

  •  دعم خطط التنمية المستدامة في أفريقيا. 
  • التنسيق بين أوروبا وأفريقيا في مجال الطاقة المتجددة. 
  • قضايا المناخ.
  • دعم الاستثمار الخاص والتكامل الاقتصادى في أفريقيا وتطويره.
  • نقل التكنولوجيا إلى قارة أفريقيا. 
  • مناقشة الملف الصحي وجائحة كورونا وتصنيع اللقاحات. 
  • الأمن والاستقرار في أفريقيا وقضية مكافحة الإرهاب. 
الدكتور نبيل نجم الدين، خبير العلاقات الدولية  

وأشار إلى أن مصر لها دور مركزي مهم، فهي أقصى شمال القارة الأفريقية وهي الدولة التي دائما لها الدور المهم في الربط بين أوروبا وأفريقيا، معقبا: “الرئيس السيسي وصل إلى بروكسل وسيعقد في زيارته قمة مع ملك بلجيكا وأيضا مع رئيس وزرائها الدولة المستضيفة ومع رجال أعمالها”.

مصر دافعت بكل قوة 

واختتم: “منذ استقلال دول أفريقيا واستعمار القديم الذي كان يستنزف موارد القارة، يقع عليه مسئولية كبيرة في المساهمة بتجاوز أفريقيا الصعاب والتحديات التي تواجهها، بجانب توقف استغلالها، والتوقف عن العبث في كثير من الدول الأفريقية وعدم التدخل في شئونها، والجدير بالذكر أن مصر دفعت عن القارة الأفريقية بكل قوة”.

 أبرز القمم الأوروبية الأفريقية

تعود بداية الشراكة بين القارتين عبر آليات القمم التى يحضرها قادة الدول إلى العام 2000 حين عقدت أول قمة بين الطرفين، وخلال الفترة ما بين 2000 و2017 عقدت أربع قمم، بالإضافة إلى القمة الخامسة التى عقدة فى مدينة أبيدجان عاصمة ساحل العاج.

القمم الأوروبية الأفريقية 

 قمة أبيدجان

قمة أبيدجان هى قمة سياسية تجمع بين قادة ورؤساء دول وحكومات القارتين الأوروبية والأفريقية، ويفترض أن تعقد مناوبة بين القارتين كل ثلاث سنوات، وتهدف إلى تعزيز الشراكة وتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين دول وشعوب القارتين.

القمة الاوروبية الافريقية في ابيدجان 

قمة القاهرة 2000 

بدأت الشراكة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبى مع أول مؤتمر القمة لأفريقيا والاتحاد الأوروبي، الذى عقد عام 2000 فى القاهرة، وتركزت رؤية الشراكة المعلنة المنبثقة عن هذا المؤتمر على تعزيز العلاقات السياسية، وتعزيز وتشجيع القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع تعزيز التعددية الفعالة والشراكات التى يكون محورها الشعوب.

قمة القاهرة 2000

قمة لشبونة 2007 

اتفق الزعماء الأفارقة والأوروبيون ورؤساء المؤسسات القارية بقمة لشبونة فى ديسمبر 2007 على تبنى وثيقة "شراكة استراتيجية" من أجل فتح صفحة جديدة فى علاقات المجموعتين "تتميز بالندية"، وتقوم على علاقة سياسية قوية، وتعاون وثيق فى المجالات الرئيسية.

وتتركز الاستراتيجية التى تم تبنيها خلال القمة على مجموعة أولويات تتضمن "السلام والأمن" و"الحكم الديمقراطى وحقوق الإنسان" و"التجارة والاندماج الإقليمي" و"أهداف الألفية للتنمية" و"الطاقة" و"التغيرات المناخية" و"الهجرة وحركية الوظائف" و"العلوم والمجتمع والإعلام والفضاء".

قمة لشبونة 2007 

ونتج عن القمة إقامة تحالف استراتيجى بين الاتحاد الأوروبى ودول الاتحاد الأفريقى فى لشبونة زخما جديدا لم يسبق له مثيل نظرا لخوف الأوروبيين المتزايد من تهميش نفوذهم بعد تحول أفريقيا إلى ميدان للصراع بين القوى العالمية.

قمة طرابلس 2010 

قمة طرابلس عقدت فى نوفمبر 2010 بالعاصمة الليبية طرابلس، وخرجت بإعلان طرابلس، وما سميت خطة العمل الثانية للاستراتيجية المشتركة لأفريقيا والاتحاد الأوروبي، واتفق المجتمعون على مضاعفة الجهود المشتركة من أجل تعزيز التعاون فى الشراكات الثمانية التى حددتها الاستراتيجية المشتركة السابقة لأفريقيا والاتحاد الأوروبى عام 2007.

قمة طرابلس 2010 

 طبقا لإعلان طرابلس، تعمل الدول الأفريقية والاتحاد الأوروبى على مضاعفة الجهود المشتركة، خاصة فى تشجيع نمو الاستثمار، وخلق فرص عمل للأجيال الشابة التى تدخل سوق العمل، خاصة فى أفريقيا.

قمة بروكسل 2014 

قمة أفريقية أوروبية عقدت فى أبريل 2014 بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وهى من كبرى القمم التى شهدتها بروكسل على الإطلاق، حيث حضرها نحو 80 من قادة الدول ورؤساء الحكومات الأوروبية والأفريقية، وتم خلالها وضع ما تسمى “خريطة الطريق المشتركة”، أو مخطط عمل 2014-2017 الذى حدد خريطة طريق للفترة من 2014 إلى2017 والتى تتضمن أهدافا فى خمسة مجالات ذات أولوية للتعاون.

قمة بروكسل 2014 

وتعمل القمة على إعادة الاستقرار والترويج للمصالحة الوطنية من خلال المساهمة فى إحياء مصطلح الدولة فى الدول الأفريقية، وبذل الجهود الإضافية فى مجال المساعدة الإنسانية والتنمية.