الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البولنديون خدعوا العالم.. خبراء آثار يفجرون مفاجأة بشأن المومياء الحامل

الكشف عن مومياء حامل
الكشف عن مومياء حامل

في أبريل من عام 2021 الماضي، ضجت وسائل الإعلام، باكتشاف أول مومياء مصرية حامل، ضمن مشروع مومياوات وارسو، وهي محفوظة في المتحف الوطني البولندي بالعاصمة وارسو، وأثارت قصة المومياء الحامل، جدلا كبيرا بين أوساط مجتمع علماء المصريات حول العالم، فقد كشف أركاديوس سولتيسياك، البروفيسور بكلية الآثار في جامعة وارسو، مفاجآت عديدة بشأن فرضية فريق مشروع مومياوات وارسو عن اكتشاف أول مومياء حامل، واصفا الأمر برمته بأنه "محض أمنيات".

الرد على الإدعاء البولندي

وقال سولتيسياك إن الباحثين كرروا الحجة القائلة بأنه إذا كان الجسم الموجود داخل حوض المرأة يشبه الجنين، فلا بد أنه جنين، مضيفا بالرغم أنه من الواضح في الصور المرفقة أن الأرجل المفترض تبدو كحزمة، والرأس المزعوم ليس له هياكل وجهية، وهو هيكل بيضاوي محاط من جميع الجوانب بمادة أكثر كثافة قليلا، في حين أن اليد اليمنى المزعومة قد تكون مجرد قطعة من القماش.

وأكد أن محاولة تبرير الباحثين البولنديين، وعدم وجود عظام الجنين، بأن السبب يرجع إلى التشابه مع ما يسمى بـ "مومياوات المستنقعات"، هو تضليل تام، مؤكدا أن الأحماض التي تتكون بعد الوفاة غير كافية لإذابة عظام الجنين، مقارنة بالأحماض التي تتعرض لها مومياوات المستنقعات، كما أنه في حالة وجود عظام ضعيفة التمعدن مثل الهيكل العظمي للجنين في بداية الثلث الثالث من الحمل، فقد يستغرق ذوبانها تماما وقتا طويلا لأن العظام محمية جزئيا بأغشية بروتينية، والتي يجب أن تتحلل أولا عن طريق عمليات التحلل الذاتي والتعفن.

هدم الفرضية البولندية

وتابع: "تراكم الغازات وما ينتج عنه من زيادة الضغط داخل الرحم يمكن أن يؤدي إلى ما يعرف بـ "الطرد المفاجئ" للجنين من الرحم والذي يحدث عادة 2-3 أيام بعد وفاة امرأة حامل، كما أنه حتى لو تدخل المحنطين، سيكون التدخل في حده الأدنى ومقتصرًا على إزالة السائل الأمنيوسي، فإن مجرد جفاف الجنين سيجعل انحلال العظام خارج البيئة الرطبة أمرًا مستحيلًا.

كانت الدكتور سحر سليم، أستاذ الأشعة التشخيصية بجامعة القاهرة، وخبيرة أشعة الآثار، وعضو مشروع المومياوات المصرية التابع لوزارة السياحة والآثار، قد ردت على إدعاء الفريق البولندي أيضا، بتفنيدها في مجلة العلوم الأثرية، يناير الماضي، فرضية الباحثين البولنديين.

حقيقة المومياء الحامل

وذكرت "سحرسليم"، الأسباب التي دفعتها إلى الاعتقاد بعدم وجود جنين داخل المومياء، وقالت: "إنها عندما قرأت الدراسة العلمية المنشورة العام الماضي عن المومياء الحامل، لم ترد مطلقاً على وسائل الإعلام حينها، وفضلت الرد من خلال نشر مقال علمي يفنّد الأخطاء التي وقع فيها علماء الآثار البولنديين؛ مؤكدةً أن ما اعتبروه جنيناً هو في الحقيقة عبارة عن لفائف تستخدم في التحنيط.

وأضافت أنها عادة ما ترى لفائف مماثلة لما عثر عليه الفريق البولندي داخل حوض المومياوات المصرية القديمة في الأشعة المقطعية، والتي يمكن تصورها بأشكال مختلفة، موضحة أن الفريق البولندي استند في التشخيص إلى المظهر الخارجي لكتلة الحوض التي تشبه الجنين الملفوف، ولكن دون الكشف عن أي تكوين تشريحي أو عظام.

رأي الفريق البولندي

يحاول الفريق البولندي الدفاع عن فرضيته، في الوقت الذي تتزايد فيه الأصوات التي تدحضها، وبدأت هذه الآراء بدراسة الدكتور سحر سليم، وعالم الآثار البولندي أركاديوس سولتيسياك، بينما كان الفريق البولندي قد قال في الدراسة التي نشرت بمجلة العلوم الأثرية أبريل الماضي، إن المسح الضوئي كشف أن المومياء التي كان يعتقد أنها لكاهن في بادئ الأمر، هي مومياء أنثى وضعت في "التابوت الخطأ"، وبداخلها جنين عمره ما بين 26 إلى 30 أسبوعا، وأنّ الأم توفيت لأسباب غير معلومة.

في هذا الصدد، قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير محتف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن الدكتور سحر سليم، ردت بشكل علمي على ادعاء الفريق البولندي، مؤكدا أن رأيها صحيح بكل تأكيد لأنها أقوى من يتحدث في هذا التخصص.

وأوضح عبد البصير خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، إنه بعض علماء الآثار أفادوا بأن هناك مومياوات حامل مشابهة لما عثر عليه الفريق البولندي وقتها، ولكن أثبتت المقالة العلمية للدكتور سحر سليم، بعدم صدق إدعاء الفريق البولندي، وأن المومياء الموجودة في بولندا ليست مومياء حامل.