EN 
أقطاب الغناء العربي قديمًا الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم، اللذان حلم معجبيهما، ومستمعيهما بأن يجتمعا سويًا في عمل فني واحد، على الرغم من أن العلاقة بينهما كانت مثل علاقة القط والفار.
ظلت هناك تساؤلات كثيرة عن العلاقة بين الثنائي محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، فكلا الشخصيتان قيادتان، يرفض أي منهما أن يتحكم الأخر فيه، وظل الصراع قائم بينهما، إلى أن جاء لقاء السحاب
اللقاء الأول
في مطلع العشرينيات من القرن الماضي في منزل محمود خيرت باشا، والد الموسيقار أبو بكر خيرت، تعرف الموسيقار محمد عبد الوهاب، على كوكب الشرق أم كلثوم للمرة الأولى، وبعدها قام عبد الوهاب بتلحين أغنية « غاير من اللي هواكي قبلي ولو كنت جاهلة» لأم كلثوم لكنها رفضت غنائها وقام هو بغنائها، ومن هنا بدأت المعركة بين القطبين.
اشتعال المعركة بين القطبين
بعد أن رفضت أم كلثوم غناء الأغنية التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب، اشتعلت شرارة المعركة بين القطبين، وكانت الحرب والمنافسة بينهما على أشدها هو يغني وهي تغني، هو يحي حفلاً كل أسبوع وهي كذلك.
في بداية الثلاثينيات حتى أواخر الأربعينات لقبتهم الصحب بالعدوين، حيث جرت محاولات الجمع بينهما، لتفشل المحاولة الأولى، لكن المحاولة الثانية نجحت وحولت تلك العداوة إلى علاقة فنية ناجحة.
كانت كوكب الشرق تستخدم جميع أسلحتها لخطف الأغاني من محمد عبد الوهاب، لتبقى هي في القمة، وكانت العلاقة بينهما كالعلاقة بين القط والفار، إلى أن جاء لقاء السحاب.
لقاء السحاب
كان التعاون بين كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب بمثابة حلم كبير لدى مستمعيهم، إلى أن تحقق هذا الحلم بالتعاون بينهم عام 1864م، التعاون الذي حقق ضجة فنية كبيرة بين الجماهير العريضة لهم.
كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سبب رئيسي في هذا التعاون بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، فهو من طلب منهما تقديم عمل فني مشترك، حيث كان يقدم الموسيقار محمد عبد الوهاب عملاً فنيًا للرئيس الراحل، كما اعتاد في أعياد 23 يوليو، وتصادف وجود كوكب الشرق لتحية جمال عبد الناصر، الذي وجه الكلام للثنائي قائلاً: « لن أغفر لكما عدم اشتراككما سويًا في عمل فني واحد حتى الآن، أين مجنون ليلى التي سمعت أنك لحنتها؟، ليقول المشير عبد الحكيم عامر: المهم أي عمل فني تشتركان فيه، لترد أم كلثوم بالموافقة ، وكذلك كان رد محمد عبد الوهاب».
في أحد الزيارات للفنان أحمد الحفناوي، قال للموسيقار محمد عبد الوهاب ان ام كلثوم مستعدة لمشاركته عمل فني، وكان في تلك الفترة يلحن أغنية « أنت عمري»، ليكتشف بعد أن انهى بعض مقاطعها أنها مناسبة كبداية للعمل الفني المشترك بينهما، وأسمعها الأغنية وأُعجبت بها، ليكن «لقاء السحاب» وتغني أم كلثوم الأغنية بالفعل في أول خميس من شهر فبراير عام 1964م.
