الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلة النصف من شعبان .. حكم إفراد يوم الجمعة بصيامها

حكم صيام يوم الجمعة
حكم صيام يوم الجمعة في شعبان

حكم صيام يوم الجمعة في شهر شعبان ..اختلف الفقهاء حول حكم صيام يوم الجمعة فمنهم من ذهب الى جواز إفراد يوم الجمعة بالصيام من غير كراهة ، ومنهم من قال بكراهة أفراد يوم الجمعة بالصيام مستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :(لا يَصُومَنَّ أحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ إلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أوْ بَعْدَهُ)  ، حكم صيام يوم الجمعة في شهرشعبان واستند الفقهاء في سبب الكراهة ، ليتقوّى المسلمَ بفطره على الوظائف المطلوبةِ منه في يوم الجمعة ، وأيضا لئلّا يبالغ المسلمَ في تعظيمِ يومِ الجمعةِ كما بالغت اليهودُ في تعظيم يوم السبت.

حكم صيام يوم الجمعة في شهر شعبان 

ورد سؤال للدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مضمونه :"هل يجوز الصيام في يوم الجمعة منفردا، في شهر شعبان ؟".

 

وقال "عبدالسميع" في إجابته عن السؤال الوارد إليه عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على فيس بوك، إن الفقهاء اشترطوا في صيام يوم الجمعة ان يكون قبله يوم وبعده يوم، لافتا إلى أن هذا من قبيل الاستحباب وليس الوجوب.

 

وأضاف أمين الفتوى، أن ما يقال في هذا الاستحباب يطبق عليه صيام النفل فقط وليس الفريضة، موضحا أن صيام الفريضة له أحكام أخرى ويجوز قضاءه في أي وقت دون أي شروط.

حكم صيام يوم الجمعة تطوعا 

 

قال الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن قد ورد في السنة النبوية أحاديث تقول بكراهة صيام يوم الجمعة منفردًا (دون صيام الخميس قبله أو السبت بعده)، موضحًا أن الكراهة تكون إذا قصد الصائم بفعله صيام الجمعة وخصه بذلك على الدوام، رغم أنه يعد يوم عيد للمسلمين «بحسب تعبيره».

 

وأوضح «عبدالسميع» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، ردًا على سؤال: ما حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام؟ أن الكراهة تكون إذا قصد الصائم بصومه الاعتراض على ما شرعه الله من الاحتفال في يوم الجمعة كونه عيدًا للمسلمين، مؤكدًا أن من خلت نيته من هذا القصد، فلا كراهة في فعله وخصوصًا إذا كان صيام قضاء فوائت.

 

قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدار الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للمرأة قضاء ما عليها من صيام يوم السبت منفردًا.

 

وأوضح «ممدوح» في إجابته عن سؤال: «هل يجوز قضاء الصيام يوم السبت منفردًا؛ لأنه يوم إجازتي؟»، عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه يباح قضاء فوائت الصيام يوم السبت منفردًادون يوم قبله أو بعده.

 حكم صيام الأيام البيض

 حكم صيام الأيام البيض

 

وأوصت دار الإفتاء المصرية، بصيام الأيام القمرية من كل شهر ويستحب صيام أيام البيض وهي ثلاثة من كل شهرٍ؛ والأمر ليس بواجبا، فيثاب فاعله ولا يعاقب تاركه لما روى أبو هريرة قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ» رواه البخاري ومسلم.

 

وثبتت أحاديث في الصحيح بصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ من غير تعيينٍ لوقتها وظاهرها أنه متى صامها حصلت الفضيلة، وثبت في صحيح مسلمٍ عن معاذة العدوية، أنها سألت عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيامٍ؟ قالت: نعم، قالت: قلت: من أي أيام الشهر؟ قالت: ما كان يبالي من أي أيام الشهر كان يصوم».

 

وجاء في غير مسلمٍ تخصيص أيام البيض في أحاديث، منها: حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه الترمذي والنسائي، قال الترمذي حديث حسن، وعن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ صيام الدهر أيام البيض ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه النسائي بإسنادٍ حسنٍ، وأيام البيض، أي أيام الليالي البيض.

 

واستحب العلماء صوم أيام البيض، وقالوا: وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، هذا هو الصحيح المشهور، وأما سبب تسمية هذه الليالي بيضا فقال الجمهور: لأنها تبيض بطلوع القمر من أولها إلى آخرها، وقيل غير ذلك.

حالات يجوز فيها صيام يوم الجمعة

 

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا، إلا إذا وافق عادة للإنسان كيوم عرفة إذا جاء يوم الجمعة، أو يوم عاشوراء.

 

واستشهد «الجندي» لـ«صدى البلد»، بما ورد في الصحيحين -البخاري ومسلم- النهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ» رواه البخاري (1849) ومسلم (1929).

 

وتابع: وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ إِلا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ» (الصيام/1930).

واستطرد: وفي الصحيح «عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ أَصُمْتِ أَمْسِ قَالَتْ لا قَالَ تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا قَالَتْ لا قَالَ فَأَفْطِرِي وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ سَمِعَ قَتَادَةَ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ أَنَّ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَتْهُ فَأَمَرَهَا فَأَفْطَرَتْ» رواه البخاري ( الصوم/1850)

 

ونقل قول ابن قدامة في كتابه «المغني ج/3 ص/53»: «يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ، إلا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ، مِثْلُ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَيُوَافِقُ صَوْمُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمَنْ عَادَتُهُ صَوْمُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ، أَوْ آخِرِهِ، أَوْ يَوْمِ نِصْفِهِ.

 

وذكر ما قاله الإمام النووي في كتابه «المجموع شرح المهذب ج/6 ص/479»: قَالَ أَصْحَابُنَا (يعني الشافعية): يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ فَإِنْ وَصَلَهُ بِصَوْمٍ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ أَوْ وَافَقَ عَادَةً لَهُ بِأَنْ نَذَرَ صَوْمَ يَوْمِ شِفَاءِ مَرِيضِهِ، أَوْ قُدُومِ زَيْدٍ أَبَدًا، فَوَافَقَ الْجُمُعَةَ لَمْ يُكْرَهْ.

وأكد أنه يستثنى من هذا النهي: ِمَنْ صَامَ يومًا قَبْل يوم الجمعة أَوْ بَعْده، أَوْ اِتَّفَقَ وُقُوعُ يوم الجمعة فِي أَيَّامٍ لَهُ عَادَةٌ بِصَوْمِهَا كَمَنْ يَصُوم أَيَّام الْبِيضِ أَوْ مَنْ لَهُ عَادَةٌ بِصَوْمِ يَوْمٍ مُعَيَّنٍ كَيَوْمِ عَرَفَةَ فَوَافَقَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، وَيُؤْخَذُ مِنْهُ جَوَازُ صَوْمِهِ لِمَنْ نَذَرَ يَوْم قُدُوم زَيْدٍ مَثَلًا أَوْ يَوْم شِفَاء فُلَانٍ.

 

ولفت إلى أنه يجوز للمسلم أن يصوم يوم الجمعة قضاء عن يوم رمضان ولو منفردًا، وكذلك لو وافق عاشوراء أو عرفة يوم جمعة، فيصومه، لأن نيّته عاشوراء وعرفة وليس الجمعة.