الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السفير المصري في أمريكا: الشراكة بين القاهرة وواشنطن حيوية لضمان أمن المنطقة

السفير المصري لدى
السفير المصري لدى الولايات المتحدة معتز زهران

نشر السفير معتز زهران، سفير مصر لدى الولايات المتحدة، مقالًا بمجلة "نيوزويك" الأمريكية، دعا فيه إلى تعزيز أواصر العلاقات المصرية الأمريكية في مرحلة دقيقة يمر بها النظام العالمي على خلفية الحرب بين روسية وأوكرانيا. وجاء في نص مقال السفير زهران:

بينما يدير الرئيس جو بايدن ونواب الكونجرس الأزمة الجيوسياسية في أوكرانيا، تبرز الشراكة المصرية الأمريكية في مجال الأمن القومي إلى واجهة القضايا الوطنية الأمريكية؛ في الكونجرس اعترفت الأغلبية الساحقة من النواب مرة أخرى بأهمية الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة مثل مصر، ووافقوا على بيع طائرات ومعدات ستمكن مصر والولايات المتحدة من تنفيذ مهام في مصلحة كلا البلدين، والعمل نحو تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ركز الكونجرس في مناقشاته الأخيرة على صفقة طائرات نقل عسكرية من طراز C-130. تمتلك مصر بالفعل أسطولًا من الطائرات من هذا الطراز حصلت عليها من الولايات المتحدة. ومع ذلك، فمثل جميع المعدات العسكرية، تتمتع هذه الطائرات بعمر افتراضي وتحتاج إلى تجديد وإحلال مستمر. ومن المنطقي أن نتطلع إلى تعاون شركائنا في الولايات المتحدة من أجل ذلك، لا سيما بالنظر إلى الدور المركزي الذي تلعبه طائرات C-130 في تحقيق مصلحتنا المشتركة.

لقد حملت طائرات C-130 المصرية 35000 جندي مصري للوقوف جنبًا إلى جنب مع القوات الأمريكية في حرب تحرير الكويت خلال التسعينيات. وفي عام 2003، نقل الأسطول نفسه مستشفى ميدانيًا مصريًا إلى قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان، حيث قدم خدمات طبية لأفراد التحالف وكذلك للشعب الأفغاني.

وحمل أسطول C-130 جنود حفظ سلام مصريين منتشرين في بعض أكثر النقاط الساخنة خطورة في العالم، متحملين خطرًا كبيرًا على أنفسهم، وللأسف وقع العديد منهم ضحايا هجمات، بما في ذلك هجوم في مالي قبل بضعة أسابيع.

سمحت لنا طائرات C-130 أيضًا بتقديم المساعدة الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل لمناطق الكوارث في السودان والصومال وتقديم الأقنعة ومعدات الحماية الشخصية للمجتمع الطبي الأمريكي خلال الأيام الأسوأ من أزمة فيروس كورونا، ونأمل أن نقوم بالمزيد مع تجديد أسطولنا، لكن تلك الطائرات ليست الثمار الوحيدة للتعاون بين جيشينا.

يشارك الجيش المصري أيضًا بنشاط في دعم المرور الآمن لسفن البحرية الأمريكية عبر قناة السويس، حيث تتمثل إحدى مسئولياتنا الأساسية في حماية الملاحة في قناة السويس، والتي من خلالها يتدفق 12 في المائة من التجارة العالمية. ويمتد التزامنا بتوفير الأمن البحري إلى البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر، حيث نعمل بنشاط مع الشركاء لحماية تدفق التجارة.

يتجسد عمق الشراكة العسكرية المصرية الأمريكية في تمرين النجم الساطع، الذي يشهد انضمام مئات الأفراد العسكريين الأمريكيين إلى نظرائهم المصريين فيما يعتبر أهم مناورة عسكرية تُجرى كل سنتين في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط. ومصر والولايات المتحدة وحلفاؤنا على استعداد للاستجابة بسرعة للأزمات في المنطقة معًا بفضل هذه التدريبات.

لقد التزمت مصر بأن تكون دولة آمنة ومستقرة على الرغم من الاضطرابات في الدول المجاورة، ونجح الجيش المصري في محاربة الفصائل الإرهابية لتنظيم داعش وعمل كقوة ردع ضد المعتدين المحتملين. وبينما عصف الصراع الأهلي باليمن وسوريا وليبيا، تظل مصر دولة مستقرة ومزدهرة. علاوة على ذلك، فإن استقرارنا وأمننا مكّننا من لعب دور قيادي في الضغط من أجل الانتخابات في ليبيا والدعوة إلى طرد المرتزقة الأجانب الذين لا يتسببون إلا في الفوضى والمعاناة.

لقد خطت الحكومة المصرية خطوات كبيرة للنهوض بحقوق الإنسان وتعزيزها. خلال الأشهر القليلة الماضية، أطلقت مصر أول استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، وهي مخطط يطرح نهجًا شاملاً للنهوض بحقوق الإنسان، وتم اعتماد قوانين تعزز حقوق المرأة وتوفر فرصًا لمشاركتها المتساوية في المجتمع المدني. نحن نتحرك قدمًا ونضع نموذجًا يحتذى به للمنطقة.

تم تعليق حالة الطوارئ، التي كانت ضرورية للقضاء على الإرهاب في البلاد، ويرجع هذا في جزء كبير منه إلى التعاون الناجح بين مصر والولايات المتحدة في ضرب الشبكات الإرهابية على حدودنا. وستعمل القوانين الجديدة التي تسهل عمل المنظمات غير الحكومية المحلية والأجنبية العاملة في مصر، وكذلك التحركات لتعزيز الحرية الدينية، على بناء مجتمع مدني تعددي آمن ومستقر لجميع المصريين. إن صدى التزام مصر الراسخ تجاه شعبها يتردد عند كل مفترق طرق.

في عصر تنافس القوى العظمى وعدم الاستقرار في أوروبا الشرقية، والتوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومخاوف الانتشار النووي في الشرق الأوسط، نرحب بدعم الكونجرس الأمريكي بحزبيه الكبيرين (الديمقراطي والجمهوري) لتجديد معداتنا العسكرية القديمة.