الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اندلعت الحرب فاختفى الوباء.. ماذا حدث للجائحة؟!!

إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

عادت العديد من الأسئلة التي تحمل رائحة المؤامرة وظلالها إلى فيروس كورونا مرة ثانية، عبر الفضاء الأزرق وصفحات التواصل الاجتماعي. مثل نوعية الأسئلة الساذجة والمخيفة في الوقت نفسه، على غرار هل صدقتم لقد كان كورونا مؤامرة عالمية من جانب القوى وشركات الأدوية العالمية لترويج بعض منتجاتها؟! وإنه كان اختراعا ليس له أصل، وفي الغالب "نزلة برد" كما يحدث سنويًا، والدليل اختفاء أخبار الإصابات والوفيات بفيروس كورونا طوال ما يزيد عن شهر كامل منذ اندلاع الحرب الروسية- الأوكرانية؟!!


والحقيقة أن هذه النوعية من الأسئلة، ورغم فرط سذاجتها وسهولة سحقها وبيان مدى وضاعتها، من جانب أي شخص طبيعي مدرك لـ "الجائحة"، وكان على وعى ولو بسيط بتطوراتها طوال عامين، أو أصيب هو بها أو أحد من أفراد أسرته أو أصدقائه. إلا أنها تلقى رواجًا داخل نفوس من يحبون أن يثبتوا أن نظرية المؤامرة تسود العالم وبالخصوص ضدنا!!
والحاصل أن كورونا، لم يختف ولم يكن مؤامرة، وقبل ساعات ذكرت جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، أن حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا وصلت إلى نحو 488 مليون إصابة، وما يزيد عن 6 ملايين حالة وفاة حول العالم. وبالطبع لا يمكن لعاقل أن يصدق أن إصابة أو وفاة الملايين هكذا كان صدفة أو عبثا وهم داخل المستشفيات أو بسبب "جائحة فشنك" وفق مناصري نظرية المؤامرة!!


فالجائحة موجودة ولم تختف.. وهذا أولا
أما بخصوص سيناريوهاتها أو تراجع الأخبار بخصوصها. فهناك شقين مهمين للغاية:- 
وبخصوص السيناريوهات، فإن منظمة الصحة العالمية، توقعت مسارات عدة قد تسلكها الجائحة خلال الشهور القادمة، والسيناريو الأكثر ترجيحا مع تزايد عدد المطعمين باللقاحات حول العالم، أن يحدث تراجع تدريجي محسوس طوال الفترة المقبلة للوباء. أما السيناريو الأكثر تشاؤما وهو مطروح أيضا، فيتوقع ظهور متحور جديد، أكثر ضراوة مما حدث في العامين السابقين. وقد يكون هذا بسبب قيام أغلبية دول العالم بعد تراجع الإصابات لديها، برفع معظيم القيود الصحية التي كانت مفروضة لمكافحة تفشي كورونا.


لكن يظل السؤال وهو أن أخبار كورونا اختفت مع الحرب تمامًا وهذا مريب للكثيرين.
والإجابة ببساطة. أن العالم ومع الحرب الروسية- الأوكرانية التي تودع أسبوعها الخامس، أمام أزمة ساخنة أبشع من كورونا وأمام سيناريوهات قاتمة. فالحرب لم تأخذ بعد مسارًا نحو التهدئة والحل، ولكنها تأخذ مسارًا نحو تأزم الخلاف بين روسيا ومناصريها من ناحية، وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية والغرب ومؤيدو حق أوكرانيا في الدفاع عن سيادة أراضيها واستقلالها من ناحية أخرى.


وإذا كان من غير المقبول، وفق بعض المحللين أن تخرج روسيا من هذه الحرب "منهزمة تمامًا"، لأنها بذلك ستخسر صورتها ونفوذها العالمي لعقود قادمة، كما أن العقوبات الاقتصادية المدمرة لن ترفع ثانية بين ليلة وضحاها، والاقتصاد الروسي يدفع الثمن. ففى المقابل لن يقبل الغرب أن تفرض روسيا كلمتها في أوكرانيا بشكل كامل، أو تحتلها أو تقوم بتقسيمها وتدخلها من جديد للحظيرة الروسية، وقد تفتح "أوكرانيا" شهية الروس على قضم بعض الدول الأخرى المجاورة لها، في حال إن انتصرت في الحرب.. وهذه المأساة هى تشغل بال العالم أكثر.
وعليه فاختفاء كورونا ليس مؤامرة، ولكنه اختفاء قهري أمام حرب تدفع العالم للمجهول.