الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشهر الفضيل عادات وعبادات

رغم الاحتلال.. الشعب الفلسطيني يرحب بـ رمضان بالمقلوبة والمسخن والكنافة الناباسية

صدى البلد

رمضان الكريم فى فلسطين، حيث العادات والتقاليد الفلسطينية، صوت الأذان في المسجد الأقصى يرتفع عاليًا، يعلن إسلاميتها وعروبتها، ويدعو رواده، إلى حيث الطمأنينة والسكينة، أما في أسواقها الصاخبة فتسمع أصوات البائعين، فواكه وخضار، حلويات وموالح، ألعاب وهدايا، تجذب المتسوقين.

التمسك بالعادات والثقافة

يتمسك الشعب الفلسطيني بعاداته وثقافته، كما يتمسك بحقه في أرضه، ورغم بطش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه شعب مُصر على الحياة والنضال، وفي الوقت الذي ضيقت فيه سلطة الاحتلال على الصلاة في المسجد الاقصى خلال شهر رمضان، يتجمع المقدسيون عند باب دمشق في المسجد الاقصى ليحتفلوا بالشهر الكريم.

ويزين الفلسطينيون شوارعهم بالزينة الملونة والأضواء، وفي أجواء بهجة وتعاون من الشباب والاطفال.

وتتميز فلسطين في رمضان عن غيرها من المدن العالمية بوجود المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث المساجد التي يشد إليها الرحال، وفيها المدفع الأثري الذي يعلن انتهاء يوم الصيام، كما أنها تتميز ببعض العادات الاجتماعية المتوارثة جيلا عن جيل، إذ تبدأ العائلات الفلسطينية بالاستعداد لشهر رمضان. 

كبير العائلة وعادات رمضانية

في فلسطين بمدنها وقراها ومخيماتها المتناثرة في كل اتجاه، تلوح في الأفق عادات رمضانية تندمج مع روح العصر، وتتأقلم معه محافظة على سماتها وأصالتها، ومن بين هذه العادات قيام «كبير العائلة» أو من ينوب عنه بزيارة أرحامه وتقديم الهدايا بمناسبة حلول الشهر الفضيل، وغالباً ما يتم هذا الأمر بعد الإفطار في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، وتعرف تلك العادة بـ «الرمضانية». 

مدفع رمضان يتحدى الاحتلال 

مفارقة أخرى تجعل رمضان فلسطين يبدو مختلفاً عن مثيله في أي قطر من العالم، هي أن مدفع الإفطار لا يصلح في كثير من السنين لأن يؤدي دوره المعهود في تنبيه الصائمين بموعد الإفطار أو السحور، السبب بكل بساطة، هو تداخل أصوات المدافع والدبابات الإسرائيلية، وصخبها في سماء فلسطين، ورغم ذلك يصر المدفع الرمضاني في فلسطين على إعلاء صوته كل عام.

مقلوبة غزة تنافس مسخن الضفة

تتميز فلسطين بوجود أشهى المأكولات من الطعام الفلسطيني خلال شهر رمضان، بأصناف معينة يفضلها الفلسطينيون، تختلف من منطقة إلى أخرى، ولكن الاتفاق يكون شبه تام حول «المقلوبة والسماقية والمفتول» في غزة، وحول «المسخن والمنسف» في الضفة الغربية، كما لا تغيب المتبلات والمخللات والسلطات عن المائدة الفلسطينية، وبدون أدنى شك تتربع القطايف على مائدة الحلويات، وتبقى التمور هي فاتحة وبركة الخير لكل إفطار.

ومن الحلويات التي تقدم على مائدة رمضان، القطايف والهريسة والبسبوسة، ومن أشهرالحلويات الفلسطينية، والتي أصبحت علامة مميزة لأهل نابلس هي الكنافة النابلسية.

وعن المشروبات التي اعتادها في هذا الشهر فأهمها شراب الخروب الذي لا تخلو موائد البيوت منه، كما لا يتوانى الباعة عن تقديمه في الأسواق والساحات العامة، مع مشروبات أخرى مثل الكركدية وقمر الدين وعرق السوس.

جدول الإفطار 

من العادات الطريفة في فلسطين، هي حرص النساء على عمل جدول بأكلات الإفطار طوال شهر رمضان، وتتبادل بيوت الجيران الأطباق خلال وقت الإفطار، فالتراحم والتكافل سمة أساسية في ثقافة الشعب الفلسطيني.

صلة الرحم

اعتاد الفلسطينيون منذ قديم الأزل على الإفطار على صوت مدفع رمضان، ثم تتجمع العائلات ليلاً، ليبدأ التسامر بمنازل العائلة.

في فلسطين، رمضان يختلف عن غيره من الدول، النهار للعمل، والليل للعبادة من صلاة وقراءة قرآن وجلسات ذكر وتسبيح، ويتسابق المتسابقون في تلاوة القرآن في ساعات الفجر الأولى من كل يوم، حيث يذهب الناس للنوم ليستيقظوا قبل أذان الفجر على صوت المسحّر ليتناولوا السحور، ثم يقرأون القرآن ويؤدي أغلبهم صلواتهم في المساجد، حيث كان يزهو المسجد الأقصى بالمصلين ويرحب بالصائمين من جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة. 

المسحراتي

المسحراتي في فلسطين لا نكهة خاصة، حيث يتغنى بالأغاني التراثية بصوت عذب اثناء ايقاظه للنائمين، ولا يزال يجوب الكثير من شوارع المدن والقرى الفلسطينية، يشدو بصوته الصباحي الصداح بالأناشيد الرمضانية والأذكار، وبرفقته الطبل الذي ينقر عليه بقوة، الأمر الذى يجعل المواطن يشعر بجمال وقيمة رمضان بعباداته الدينية وعاداته الاجتماعية.