الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوتشا تقلب الطاولة|المفاوضات مهددة وانسحاب روسيا يزيد تدفق الأسلحة ولن ينهي الحرب

أزمة بوتشا
أزمة بوتشا

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية، يومها الـ 41، وسط تصعيد بين أطراف النزاع، حيث تتهم أوكرانيا جارتها روسيا بارتكاب جرائم حرب، قبل الانسحاب من مدينة بوتشا، وهو ما تنفيه موسكو، ولجأت إلى مجلس الأمن الذي ينعقد اليوم لمناقشة هذه المسألة، ويأتي هذا بالتزامن مع توقع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، أن روسيا تستعد لإرسال عشرات الآلاف من القوات الإضافية إلى خط المواجهة في شرق أوكرانيا، وأن الصراع قد يطول أمده.

مدينة بوتشا

وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، أنه من المحتمل أن تستعد روسيا لنشر عشرات الكتائب التكتيكية، على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، وهذه المرحلة من الصراع ستكون طويلة للغاية، متوقعا أن تبذل القوات الروسية ما في وسعها للسيطرة على مدينة خيرسون، أكبر المدن الجنوبية، بهدف ضمان استمرار تدفق المياه إلى شبه جزيرة القرم.

روسيا تدعو مجلس الأمن للانعقاد

من جانبها، دعت روسيا، لعقد اجتماع لـ مجلس الأمن، للبحث في الاتهامات حول ارتكاب القوات الروسية، فظائع ضد مدنيين أوكرانيين في مدينة بوتشا الواقعة خارج كييف، وكتب نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي على “تويتر”: "في ضوء الاستفزازات البغيضة من جانب المتطرفين الأوكرانيين في بوتشا، طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين 4 أبريل".

مجلس الأمن

ونفت موسكو قتل المدنيين، حيث ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن صور الجثث في شوارع المدينة ما هي إلا إنتاج جديد لنظام كييف من أجل وسائل الإعلام الغربية، ورد وزير الخارجية سيرجي لافروف على الاتهامات قائلا: "مؤخرا، نُفذ هجوم مزيف آخر في مدينة بوتشا بمنطقة كييف بعد أن غادر الجنود الروس المنطقة تماشياً مع الخطط والاتفاقيات التي تم التوصل إليها، وقد مُثل هجوم مزيف هناك بعد ذلك بأيام قليلة، ونشر على جميع القنوات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي".

وأضاف لافروف أن "القوات المسلحة الروسية انسحبت بالكامل من هذه مدينة بوتشا في 30 مارس، وفي 31 مارس، قال عمدة بوتشا رسميا إن كل شيء عنده تحت السيطرة، وبعد ذلك بيومين، رأينا الإخراج المسرحي ينظم في الشوارع، والذي يحاولون الآن استخدامه لأغراض معادية لروسيا".

أزمة بوتشا

في هذا الصدد، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، لا تبشر بوقف القتال خلال فترة قريبة، ولم يتضح معها إلى أين تتجه الأحداث خاصة في ظل وجود مطالب لطرفي الأزمة من الصعب تحقيقها، موضحا أن هذه المطالب تتضمن، عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ونزع أسلحتها، والاعتراف بانفصال القرم دونباس، والحفاظ على الهوية الثقافية للأوكرانيين الناطقين بالروسية.

جرائم الحرب تهدد المفاوضات

وأكد إبراهيم، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المفاوضات قد تكون مهددة بسبب الاتهامات الموجهة للقوات بارتكاب جرائم تصنف على أنها جرائم حرب ضد مدنيين أوكرانيين، حيث قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه بات من الصعب على بلاده التفاوض مع روسيا، منذ أن علمت بحجم الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية على أراضيها.

وأشار الباحث في الشؤون الدولية، إلى أن استعادة القوات الأوكرانية لبعض المناطق شمالي البلاد وعلى تخوم العاصمة كييف، وانسحاب القوات الروسية، قد يكون أحد أسباب استمرار تدفق الأسلحة على أوكرانيا في مواجهة روسيا ما قد يطيل أمد الحرب، متوقعا أن تعيد القوات الروسية المنسحبة تجهيز نفسها من جديد والحصول على تعزيزات كبيرة حتى يكون بمقدورها إعادة الانتشار للمشاركة في الحرب.

مصير النزاع العسكري والعقوبات

وأوضح أن الوضع العسكري على الأرض سيكون حاسمًا، وما دامت روسيا تشعر أنّ بإمكانها تحقيق أهدافها عسكريًّا في أوكرانيا، فقد لا تبدي مرونة في الوصول إلى تسوية مقبولة لجميع الأطراف، مشيرا إلى أن أوكرانيا تتوقع دعمًا عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا من الغرب خلال الفترة المقبلة.

وقال رامي إبراهيم، إن العقوبات الجديدة المتوقع أن يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، على روسيا قد تفاقم الأوضاع وتتسبب في إطالة أمد الأزمة، خاصة وأن واشنطن لا تريد انتهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها باستنزاف روسيا عسكريا واقتصاديا.