الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أعياد المصريين

د. ماريان جرجس
د. ماريان جرجس

تساءلت نفسي دومًا عن سر صمود الدولة المصرية في العقد الأخير، ما الذي جعلها أكثر الدول استقرارًا وأمنًا في الوطن العربي؟ ما الذي جعلها الدولة الوحيدة التي تحولت للأفضل وتعافت دونًا عن باقي الدول التي هبت عليها رياح الربيع العربي؟.

فأغلب البلدان العربية تعثرت في الخروج من أزمات 2011 ولا زالت في النفق المظلم! فيا ترى هل السبب في ذلك هو أن مصر مباركة ومذكورة في كل الديانات السماوية؟ أم لأن رجالها لديهم الحمية ورفضوا أن تقع مصر في يد الخونة؟ أم لأن شعبها ذو أصل عريق ومتماسك؟.

الحقيقة أن الإجابة :- هي كل ما سبق ، فلقد بارك الله أرض مصر، وكما توثق لنا الدراما في مسلسل " الاختيار"  أن رجال مؤسساتها الأمنية كانت الحمية والوطنية لديهم هي التي منعتهم من الاستسلام للنظام الفاشي في 2013  نظام الجماعة الإرهابية والهروب بمؤسساتهم القوية بعيدًا عن الرئاسة حينذاك التي كانت تبث سمومها في أرض الوطن، لمنع سقوط الدولة .

أما عن الشعب المصري فهو شعب عريق بلا شك ، وهو نقطة التماس بين المؤسسات وبين الخصوم ، فإذا أراد أحد أن يقع بمصر شرًا ، سيستهدف الشعب بلا شك ، يستهدف وحدته وتماسكه ، فمعظم المذاهب التكفيرية المتطرفة تريد أن تصنع شعوبًا  كالماشية ، الجميع يشبه بعضهم البعض، نسخ من بعضهم البعض، لا فرق بينهم كي يسهل عليهم أن يسُاقوا كالماشية ، ولكن حكمة الله في الاختلاف والتباين ، لذا تكون وحدة الشعب هي الهدف أمام هؤلاء الخصوم وتدميرها بكل الحيل والطرق.

من تحريم التهاني وتجاهل المناسبات الدينية للطرف الأخر ونعتها بالسلب والاستغراب منها، هل رأيتم عائلة واحدة مجتمعة ؛ جميع أفرادها يعملون نفس المهنة ؟ يرتدون نفس الملابس؟ لديهم نفس الأسماء؟ أم تشمل العائلة أفراد كثيرة علي اختلاف أشكالهم وأسمائهم ومهنهم ولكنهم يجتمعون على نفس الطاولة؟.

ولذا يتوجب علينا جميعًا أن نعرف بعضنا البعض أكثر، أن نكون على أُلفة من مناسبات بعضنا البعض الدينية ، ولو معلومة بسيطة عن كل تلك المناسبات ، عن الإسراء والمعراج، عن يوم عاشوراء، عن أحد السعف ، عن الجمعة الحزينة ، عن طقوس تلك الأيام وحتمًا سيجدون أننا نتشارك في أشياء كثيرة ، فلا يشعر أحد بالغرابة من طقوس الأخر ولا من الأسماء الأعجمية أو المصطلحات ، ربما سيكون لدينا يوما ما درس دين مشترك يجمع الأطفال المسلمين والمسيحيين ليعرفوا عن بعضهم البعض الأكثر ويعلموا أنهم جناحا الأمة وأن سنة الله في الأرض هي الاختلاف .

ويتزامن هذا العام عيد القيامة المجيد مع عيد الفطر المبارك بفارق أسبوع  فلا ننسى أن نهنئ بعضنا البعض ،  فكل يوم في مصر المستقرة الجميلة الآمنة هو عيد ..عيد حقيقي.