الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا يحدث في جنوب أفريقيا|الأمطار تقتل أكثر من 400 شخص وتهدد الآلاف

وضع كارثي نتيجة فيضانات
وضع كارثي نتيجة فيضانات جنوب أفريقيا

أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الاثنين، حالة الكارثة الوطنية بعد أسبوع على الفيضانات المدمرة التي ضربت الساحل الشرقي للبلاد وأوقعت 443 قتيلا على الأقل.

ارتفاع ضحايا جنوب افريقيا 

جنوب أفريقيا وحالة الكارثة الوطنية

وقال رامافوزا في خطاب عبر التلفزيون إن «مجلس الوزراء قرر في جلسة خاصة إعلان حالة الكارثة الوطنية»، وأن الفيضانات خلفت «مصيبة إنسانية» في البلاد، معقبا: الرئيس في خطابه «نحن أمة يوحدها الحداد».

ونشر الجيش حوالي 10 آلاف عنصر في المناطق المنكوبة، ولا سيما في منطقة دوربان، لمساعدة سكانها المحرومين من التيار الكهربائي والمياه.

وتسببت أمطار غزيرة بحدوث فيضانات وانزلاقات تربة مميتة، وسقط معظم الضحايا في الساحل الشرقي في منطقة دوربان، المدينة الساحلية التي بها 3.5 مليون نسمة والواقعة ضمن نطاق محافظة كوازولو ناتال المطلة على المحيط الهندي، فيما لا يزال 63 شخصا في عداد المفقودين.

وانحسرت الأمطار في المنطقة منذ الأحد من الاسبوع الماضي، لكن آلاف الأشخاص فقدوا كل ما يملكونه عندما انهارت منازلهم. وتشتتت عائلات ولقي أطفال حتفهم بعدما غرقوا أو دفنوا في الانهيارات الطينية.

وسبق وأعلنت حكومة جنوب أفريقيا، منطقة تقع شرق البلاد بوصفها منكوبة بالكوارث إثر تعرضها لفيضانات شديدة خلال الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل ما يقرب من 400 شخص وألحقت أضرارا جسيمة بالمنازل ومباني الشركات.

ووقع معظم الدمار في ديربان بإقلي كوازولو ناتال، التي تعد ثالث أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان.

ويزعم الرئيس سيريل رامافوزا، أن الكارثة "جزء من التغير المناخي"، لكن بعض السكان المحليين ألقوا باللوم على هشاشة البنية التحتية وعدم مقاومتها لقوة الفيضانات.

وتسببت أحوال الطقس في حدوث فيضانات بعد هطول ما يزيد عن 300 ملم من الأمطار على مدار 24 ساعة في 11 أبريل. 

فيضانات جنوب أفريقيا

وتعد هذه الكمية أكثر بكثير مقارنة بالنوبات السابقة من الفيضانات الخطيرة في عام 2019، هطل نحو 165 ملم من الأمطار في 22 أبريل وفي عام 2017، تم تسجيل هطول 108 ملم في 10 أكتوبر.

وكانت كمية الأمطار التي سقطت يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، تساوي نحو 75% من متوسط معدل الأمطار السنوي في جنوب إفريقيا، وكان من الممكن أن تؤدي إلى شكل من أشكال الفيضانات من دون وجود أي عوامل مساهمة أخرى، وفقا للخبراء.

أسباب الوضع الكارثي في أفريقيا 

ومن جانب آخر، قالت خدمة الأرصاد الجوية في جنوب إفريقيا، إن كمية الأمطار كانت "من فئة تلك التي ترتبط عادة بالأعاصير المدارية".

وأضافت أنها تعتقد أنه ليس من الصحيح أن تنسب أحداث الطقس الفردية التي تحدث خلال فترات زمنية قصيرة، إلى التحولات طويلة المدى التي يتسبب بها الاحتباس الحراري.

وأشار تقرير صدر مؤخرا عن علماء، ونظر في العواصف في جنوب إفريقيا في وقت سابق من عام 2022، إلى ان هطول الأمطار الغزيرة في المنطقة أصبح أكثر شيوعا بسبب الاحتباس الحراري.

وأضاف أن "المساهمة الدقيقة لتغير المناخ لا يمكن تحديدها كما، بسبب عدم وجود سجلات تاريخية شاملة لمعدلات هطول الأمطار".

ومن جانبهم، ألقى بعض السكان باللائمة في وقوع الكارثة على حالة البنية التحتية المحلية، مشيرين إلى عدم إحراز تقدم في تحسين أنظمة الصرف الصحي، فضلا عن عدم ترميم الطرق والمساكن سيئة البناء.

والجدير بالذكر أن منطقة ديربان هي منطقة جبلية ومقسمة بوديان وأنهار، وعادة ما تتعرض سفوح التلال فيها للانهيارات الأرضية.

فيضانات في جنوب أفريقيا 

ويتوقعون بعض الخبراء، أنه على الرغم من أن طبيعة التضاريس عامل مساهم، فإن البنية التحتية الحضرية السيئة هي أحد الأسباب أيضا.

ومنذ عدة أيام، وصف الرئيس سيريل رامافوزا الفيضانات بأنها "كارثة ذات أبعاد هائلة لم نشهد مثلها في بلادنا" وتقدر السلطات قيمة الأضرار بمئات ملايين اليورو.

وتحول الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية مثل انقطاع المياه والكهرباء دون أداء المستشفيات عملها بشكل طبيعي وقد فضل مسعفون النوم حيث يتواجدون لتفادي مشاكل التنقل. 

وتعهدت السلطات بنشر مزيد من الصهاريج لتوزيع مياه الشرب، وتعاني مناطق عدة من انقطاع المياه والكهرباء منذ الإثنين الماضي، وأعلن بعض السكان أن المواد الغذائية القليلة التي كانت لديهم قد فسدت.

تدمير وتشريد في جنوب أفريقيا 

وأعلنت الشركة المشغلة للنقل المشترك أنها تسعى إلى استئناف العمل على الخطوط الرئيسية، وأشارت إلى أن الأولوية لإصلاح الجسور التي أدى انهيارها إلى عزل ما يزيد عن 3,5 مليون شخص، وتمكنت سلطات الموانئ من فتح طريق بديل لنقل الموارد الأساسية على غرار الوقود والمواد الغذائية.

ودمر حوالي أربعة آلاف منزل وتضرر أكثر من 13500 ما أدى إلى تشريد آلاف الأشخاص، وفتحت ملاجئ طوارئ لكنها غير كافية، حيث ينام البعض منذ أيام على مقاعد أو قطع من الورق المقوى موضوعة على الأرض.

وقالت مديرة الوحدة الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات، الدكتورة أماني الطويل، إن الاتحاد الأفريقي غير قادر على تقديم مساعدات لجنوب أفريقيا، لان في هذه الحالة الدولة التي تتعرض لظواهر طبيعية لها أبعاد كارثية تحتاج أكثر إلى مساعدات لوجستية.

الدكتورة أماني الطويل

وأوضحت "الطويل" - في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن المساعدات اللوجستية التي تحتاجها جنوب أفريقيا في أزمتها يمكن أن تقدمها دول مثل مصر وهي لا تغفل عن مساعدة اشقائها في أفريقيا، بجانب مساعدات من الدول الكبرى سواء في الأجهزة او المعدات او المواد التي يحتاجونها.

وتابعت: أفريقيا في هذه الحالة من الكوارث تحتاج أكثر إلى المساعدات الطبية، فبالتالي الذي يحدث في أفريقيا هو ظاهرة قائمة على التغير المناخي بالدرجة الأولى.