الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لن تمت شيرين ولم تعاقب إسرائيل

غادة جابر
غادة جابر

"من جنين الأبية طلعت شمعة مروية ، كانت تدور معي علي أولادى " كانت هذه الكلمات لمواطنة فلسطينية تنعي بها وفاة الصحفية المخضرمة ، شيرين أبو عاقلة من مخيم جنين ، فكانت أبو عاقلة من أول يوم لأخر يوم تنقل أحداث مخيم جنين ، وحقيقة الأعتداء الأسرائيلي علي الفلسطينيين ،حقاً كانت المرة الأخيرة ،  ولكن لم تكن المرة الأولي التي تنقل فيها شيرين لحظة بلحظة  الانتهاكات الإسرائيلية ، بل كانت تحمل القضية الفلسطينية علي عاتقها منذ ربع قرن من الزمان ، شيرين العربية ،بنت القدس ، المسيحية ،صاحبة الجنسية الأمريكية ، من الإذاعة الفلسطينية إلي تغطية مباشرة للصراع الإسرائيلي علي الأراضي الفلسطينية ، من أحداث الانتفاضة الفلسطينية والتي بدأت في عام 2000 والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002 ، والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تعرض لها قطاع غزة ، أول من أفتتح إعادة بث قناة الجزيرة الي القاهرة مرة أخرى بعد تحسن العلاقات المصرية القطرية ، كانت مؤثرة في الأداء و المصداقية ، عقل واع وقلب ينبض بالحقيقة ، إلي ان كانت لحظاتها الأخيرة في الحياة  تلفظ أنفاسها بنقل الحقيقة ، " أخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان ، ليس سهلاً ربما أن أغير الواقع ، لكنني علي الأقل كنت قادرة علي أيصال ذلك الصوت إلي العالم ، أنا شيرين أبو عاقلة " من كلماتها في فيديو ترويجي لقناة الجزيرة ، كان الجنود الإسرائيليون يقلدون كلامها من خلال مكبرات صوت ! إلي أن اغتالوا هذا الصوت حتي لا يسمعوه مرة أخرى ، ولكن هل تموت الكلمة ؟ هل تموت القضية؟ هل تموت الرسالة ؟ 
لن تموت الكلمة ، ولن تموت القضية، ولن تنتهي الرسالة بعد ، فكل صحفي عربي حر بداخله شيرين أبو عاقلة ، بل كل مواطن عربي حر بداخلة أبو عاقلة ، بداخلة صوت يصرخ في وجه العدو الصهيوني ، ويتمني أن يصل هذا الصراخ للعالم ، كما فعلت شيرين .


وكما اعتادت إسرائيل أن تأخذ ما لا تستحق، واستباحت دماء الأطفال والنساء والكهول والرجال من أبناء فلسطين ، كما تعودت أن تكون القاضي و الجلاد ومن قبلهما القاتل ، أدان العالم وأستنكر وطلب التحقيق في قتل أبو عاقلة ، هل ننتظر نتيجة للتحقيقات والمطلب الدولي ، أم سيصبح بجانب ما سبقه من استنكارات، وأدانات ، تتحدث الدول المتحضرة كل يوم عن حقوق الإنسان ، ونسوا أن يسألوا إسرائيل عن حقوق الإنسان، تندد المنظمات العالمية كل يوم بالإرهاب ، ونسوا أن ينددوا بأفعال صهيون الإرهابية، ضد مواطنين عزل أبرياء
يحكي القديس أوغسطيس قصة قرصان أسرة الأسكندر الأكبر ، وسأله " كيف تجرؤ علي الأعتداء علي الناس في البحار ؟ " فأجاب القرصان " وكيف تجرؤ أنت علي الأعتداء علي العالم بأسره ؟ " ألا أنني أقوم بذلك بسفينة صغيرة فحسب أدعي لصاً أما أنت ولأنك تقوم بنفس الشيء بأسطول كبير فيدعونك إمبراطور  !


لن تمُت كلمة أبو عاقلة ، صوتها سيبقي أقوى من صوت الرصاص ، إسرائيل معتدية علي العالم بأسرة بالأمس قتلت العروبة والقدسية والمسيحية والأمريكية والإنسانية في الشهيدة شيرين أبو عاقلة.