تعمل الدولة المصرية جاهدة للنهوض بالصناعات الرئيسية التي يحتاجها المواطن السوق المصري، ومن أهمها صناعة الأدوية التي تعتبر من الأمن القومي والعمود الفقري لاحتياجات المواطنين في البلاد.
وتتسع خطط الدولة المصرية في مجال صناعة الأدوية والمجال الطبي إلى نقل التجربة والصناعات المصرية إلى الدول الإفريقية وليس فقط على المستوي المحلي، وبذلك تكون مصر الدولة الرائدة في المجال الطبي وصناعة الأدوية في القارة.
معرض صحة أفريقيا
وفي هذا الصدد، يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي في 5 يونيو الجاريمعرض ومؤتمر صحة أفريقيا الذي سيكون مجالا خصبا لمقدمي الخدمات الطبية والرعاية الصحية للتفاعل معا وطرح حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه القارة الأفريقية في مجال الدواء والرعاية الصحية، وكذلك التعرف على المنتجات الطبية والصحية والعلاجية بمختلف دول القارة، وعرض المنتجات المختلفة من الأجهزة الطبية والكيماويات والكواشف المعملية والتغليف والتغذية العلاجية والفيتامينات وسيستمر حتي يوم 7 يونيو.
ومن جانبه، قالياسر حفنى،عضو غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات، خلال المؤتمر الصحفي الذى عقد اليوم، الخميس، إن هذا الملتقى الهام الذى يعقد للمرة الأولى هذا العام والمخطط عقده سنويا، يمثل منصة لتبادل الخبرات والأفكار للارتقاء بقطاع الرعاية الصحية، وكذلك سيتيح عقد الصفقات والاتفاقيات للوفاء باحتياجات دول القارة في ظل تزايد التحديات الصحية والطبية ونقص الموارد البشرية المؤهلة في مجال الرعاية الصحية في عدد من دول القارة.
وأضاف أن معرض صحة أفريقيا سيساهم أيضا في دعم صناعة الدواء المصرية لمواجهة المنافسة من جانب بعض الدول، ومنها الصين والهند، والتي بدأت تستحوذ على نصيب كبير من سوق الدواء الأفريقية، بينما تستطيع الشركات المصرية في مجال الدواء والرعاية الصحية أن تنافس في هذا المجال بما لها من خبرات واسعة وقدرات وإمكانيات ومزايا تمكنها من التوسع في الأسواق الأفريقية.
وتابع: "كما سيركز هذا الحدث الهام على بحث سبل الأمان الصحي وتوطين صناعة الدواء واللقاحات، ورفع مستوى التدريب واكتساب الخبرات والمهارات".
وأشاد حفني بالخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية والمتمثلة في إنشاء وكالة الأدوية الأفريقية التي وقعت مصر على الاتفاقية الخاصة بها من خلال الاتحاد الأفريقي.
وأشار إلى أن معرض ومؤتمر صحة أفريقيا يعقد تحت رعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 5 إلى 7 يونيو 2022، تحت شعار "بوابتك نحو الابتكار والتجارة"، وتنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، وتتضمن فعاليات المؤتمر المنعقد على مدار 3 أيام، جلسات متنوعة تستعرض أحدث التقنيات التكنولوجية بالمجالات الطبية المختلفة، بالإضافة إلى طرح ومناقشة عدد من المبادرات الهامة في المجال الطبي، بما يعزز من دور المؤتمر كمنصة مستدامة تربط جميع شركاء الرعاية الصحية في العالم تحت سقف واحد.
عودة الريادة المصرية للدواء
وعن الحديث عن المؤتمر، قال الدكتور جورج عطاالله، عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن مصر تعود بقوة إلى ريادة صناعة الدواء في الوطن العربي، لأنه في بداية القرن الـ 19 كان أول مصانع للأدوية في المنطقة تم افتتاحها في مصر عن طريق شركات قطاع الأعمال التابعة للحكومة، وكان يتم التصدير لكل البلدان العربية والإفريقية.
وأضاف عطاالله في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه في فترة الثمانينات تم إهمال هذه المصانع وعدم تطويرها وتجديدها لذلك تقلصت مبيعاتها وتم أخذ مكانها من قبل الشركات الأجنبية.
وأشار إلى أن القيادة السياسية المصرية الآن تنظر إلى الدواء على أنه مكون من ثلاث محاور رئيسية، المحور الأول وهو أن صناعة الدواء عبارة عن أمن قومي لأن الاحتياج للدواء لا يقل عن الاحتياج للسلاح والطعام.
وعن المحور الثاني، قال عطاالله إن الدواء عامل هام من عوامل الدخل القومي، ولذلك لأن عند تصديره يقوم بإدخال عملة صعبة للبلاد فيزداد النقد الأجنبي في الدولة.
أما المحور الثالث، لفت إلى أن الدواء أصبح نوع من أنواع السياسة الناعمة بين الدول عن طريق الدخول إلى الأسواق العربية والإفريقية وعمل تجديد لها.
تراجع الدور المصري في إفريقيا
وأضاف عضو مجلس نقابة الصيادلة، أن مصر أهملت إفريقيا خلال السنوات الماضية وذلك أدي الفرصة لكل من الصين وإسرائيل أن تأخذ المكانة المصرية على مستوي صناعة الأدوية، لذلك تحتاج الدولة المصرية إلى أن تغذو الأسواق الإفريقية بالدواء المصري.
وأشار عطاالله إلى أن الدواء المصري لديه العديد من المميزات وهي أن له جودة عالية وأسعاره من أقل أسعار الدواء على مستوي العالم، لذلك يستطيع الدواء المصري الانتشار في البلدان المتوسطة والاستحواذ على أسواقها وأن يقدم خدمة صحية قوية.
ولفت إلى أن معرضصحة أفريقيا يأتي تحت إشراف رئاسة الجمهورية ويقوم بالتنسيق والتنظيم به هيئة الشراء الموحد، وذلك يعطي قوة لمنظومة الدواء المصرية.
إصلاح وتطوير المنظومة الدوائية
وعن لماذا لم يقوم هذا المؤتمر في السنوات الماضية، أوضح جورد عطاالله أن مصر في ذلك الوقت كانت تقوم بإصلاح المنظومة الدوائية لديها عن طريق افتتاح العديد من المشروعات والمصانع للأدوية مثل مدينة الدواء التي افتتحها الرئيس السيسي منذ عامين، وإنشاء منطقة للصناعات الدوائية على محور قناة السويس، وجاري تطوير كافة شركات قطاع الأعمال التي كانت تغطي ما يقرب من 65% من احتياج السوق المصري من الأدوية.
