الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف يفكر رواد السوشيال؟|عروس كفر الدوار وإلغاء متابعة ياسمين عبدالعزيز أبرز اهتماماتهم

ياسمين عبد العزيز
ياسمين عبد العزيز وزوجها أحمد العوضي

يعيش العالم حاليا أزمة اقتصادية طاحنة نتيجة للحرب المستعرة في  أوكرانيا ومن قبلها جائحة كورونا "كوفيد 19"، حيث فرضت هذه الأزمة تغيرات في سلوكيات ونمط حياة كثير من شعوب العالم باستثناء المصريين، خاصة رواد مواقع التواصل الاجتماعي منهم.

عروس كفر الدوار
عروس كفر الدوار

كيف يفكر رواد مواقع التواصل؟

وتبحث حكومات العالم عن حل للأزمة الاقتصادية بما فيها الحكومة المصرية؛ حتى لا يشعر المواطن بتأثيرات تلك الأزمة "رغم أنه لا يوجد مواطن في العالم لم يشعر أو يتأثر بما خلفته الحرب في أوكرانيا أو جائحة كورونا من تداعيات على الدول الغنية قبل الفقيرة".

وتحتاج الحكومات عادة وقت الأزمات الكبرى إلى دعم شعوبها والوقوف خلفها، خاصة وأن تداعيات الأزمة الاقتصادية في تزايد بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا ودخولها الشهر الرابع، وعدم التوصل لأية حلول دبلوماسية يمكنها أن توقف المعارك الدائرة ليل نهار داخل المدن الأوكرانية المختلفة.

وبنظرة بسيطة على اهتمامات المصريين خاصة رواد مواقع التواصل الاجتماعي منهم، نجد انشغال رواد التواصل الاجتماعي - خلال الأيام الماضية، بالفيديو المنتشر لـ عروس كفر الدوار وزوجها، والذي ظهرت فيه العروس  أمنية طارق وهي تلقي نصائح واشتراطات على زوجها، أمام الحضور في عقد القران.

وانتشر الفيديو بشكل كبير على صفحات التواصل الاجتماعي وأصبح محل نقاش وجدال على نطاق واسع بين "رواد السوشيال ميديا"، وقد انعكس ذلك على المشهد الإعلامي والصحفي، حيث تبارى الصحفيون لعقد لقاءات مع العروس وزوجها رغم كل التحديات والصعوبات التي يعيشها المجتمع الدولي والمحلي، وتتطلب حالة من التكاتف والدعم.

أمر أخر كان محل اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، واخذ حيزا كبيرا من تفكيرهم، وهو إلغاء الفنانة ياسمين عبدالعزيز متابعة زوجها الفنان أحمد العوضي على موقع الفيديوهات والصور الشهير إنستجرام بعد مرورها بأزمة صحية.

وانبرت الصحف والمواقع وصفحات الفيسبوك والسوشال ميديا للكتابة في هذا الأمر، وتصدر "إلغاء المتابعة"، الترند بشكل كبير وموسع.

ولم يتوقف حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي عند أزمة عروس كفر الدوار ومشكلة ياسمين عبدالعزيز، بل انخرطوا في الحديث عن واقعة اختطاف وهمية لـ طالبة حلوان أو فتاة "الشيخ زايد"، بعد ما ظهر والدها في فيديو مستغيثا وباكيا.

طالبة حلوان

تغير سلوكيات رواد السوشيال

وتوصلت تحريات المباحث الجنائية - إلى أن الواقعة ليست اختطاف كما تم الترويج له عبر منصات التواصل الاجتماعي، بل إن الأمر يتعلق بـ علاقة عاطفية ربطت بين الفتاة وأحد الشباب، وقررت على إثر ذلك الهروب معه لتزويج نفسها منه.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل صار تغيير  محمد الشوربجي لاعب الإسكواش المصري والمصنف الأول على العالم سابقا وجهته للعب تحت علم إنجلترا، مجل جدال وناقش لم يتوقف بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تبادل الاتهامات على نطاق واسع رغم أن مصر تذخر بالآلاف من اللاعبين البارزين في الإسكواش.

وتلعب الصحافة والمواقع الإلكترونية دورا كبيرا في نشر مثل هذه الأخبار وتوليها حيزا كبيرا على الرغم من مطالب كثيرة ومتعددة بضرورة مناقشة موضوعات هادفة والتركيز على ما تقوم به الحكومة من أجل التخفيف عن كاهل المواطنين وقت الأزمات.

ومن جانبه قال الدكتور عبدالحميد زيد، نقيب الاجتماعيين، إن المجتمع يتكون من فئات متعددة من الناس منها المشغول بـ"لقمة عيشه" ولا يتطرق لمثل هذه الأمور، وهناك أناس تعمل ولديها أهداف، وهناك أناس أخرى لا تعمل ولا تنشغل بما يحدث من أجلهم وهذا هو مستوى ثقافتهم وهذا هو ما يشغلهم كنوع من أنواع التسلية والترفيه.

وأكد زيد، أن "هذا لا يعني أن المجتمع تفرغ من همومه ومشكلاته وأهدافه ليشغل باله بمثل هذه الأمور، ولكن كل مجتمع به فئة من الفئات التي لا يشغلها القضايا الرئيسية والعامة ولكن يشغلها فقط هذه الأشياء ونماذجها".

وأضاف زيد في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه بالفعل هناك فئة في المجتمع تعتبر الممثلين والمشاهير نماذجا سلوكية لهم، فهم لا يهتمون بأشياء أخرى أهم، لأن النماذج المطروحة الآن غير مرضيين بالنسبة لثقافاتنا القديمة أو نماذجنا القيمية، والناس الصغيرة التي ليس لديها ما يشغلها هي من تهتم بمثل هذه الأشياء والأحداث، وهذا "هو ناتج ثقافة التواصل الاجتماعي والنت والسوشال ميديا، وأصبح هناك جلسات نميمة على مستوى الفضاء الإلكتروني".

وأوضح زيد، أن الأشخاص الذين لديهم مسؤليات ووظائف كبيرة لا يهتمون بكل هذه الأشياء الصغيرة بل لا يعلمون عنها من الأساس ولا يسمعون بها لأنهم منشغلين بأعمالهم وأهدافهم، مؤكدا أنه "يجب استخدام مواقع التواصل للتشاور والتواصل والنقاش، وليس للنميمة والخوض في الأعراض واظهار الأجسام والإبتزاز وغيره من الأشياء الكثيرة السيئة".

محمد الشوربجي