الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والأردن والعراق ..رؤية مشتركة للتكامل الاقتصادي ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية

جانب من الزيارة
جانب من الزيارة

تقف مصر والأردن دائما إلى جوار العراق الشقيق وتدعمانه لاستعادة دوره الإقليمي والدولي وإنهاء سنوات من المعاناة بسبب الإرهاب الأسود، الذي ضرب البلاد بشدة قبل أن تنجح الدولة في تحجيمه واقتصاص جذوره.

تعاون ثلاثي لأجل استقرار العراق

وإيمانا بأهمية العراق وبدوره العربي والإقليمي وتقديم الدعم الكامل له والتعاون بين البلدان الثلاثة، زار السفير سامح شكري وزير الخارجية المصري، وأيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني، الإثنين، العاصمة العراقية بغداد، وأجريا سلسلةً من اللقاءات مع القيادات وكبار المسئولين العراقيين في مقدمتهم برهم صالح رئيس البلاد، ومصطفى الكاظمي رئيس الحكومة.

وجاءت الزيارة في ضوء الحرص على دورية التنسيق والتشاور بين ‫مصر‬ والأردن‬ والعراق‬ حيال المُستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، فضلًا عن بحث تعزيز مجمل أُطر التعاون في إطار آلية التعاون الثلاثي، ودعمًا لاستقرار العراق وشعبه الشقيق.

وفي هذا الصدد، جدَد سامح شكري، وأيمن الصفدي، التأكيد على الحرص الذى توليه القاهرة وعمَّان لأمن واستقرار العراق، فى إطار ما يجمع مصر والعراق والأردن من وشائج أخوية على المستويين الرسمى والشعبى.

كما أكدا على الاهتمام البالغ الذى توليه مصر والأردن لتعزيز أوجه التعاون المختلفة مع العراق، سواء فى أُطرها الثنائية، أو عبر آلية التعاون الثلاثى باعتبارها نموذجًا للشراكة الاقتصادية، وتعضيدًا لآليات العمل العربى المشترك.

ومن جانبه، قال محمود جابر الباحث في الشأن العراقي، إنه ما يزال خط الشام الجديد معلق العمل به نظرا لحالة الشلل التي تعاني منها الدولة العراقية، نتيجة لتعثر الاتفاق حول تشكيل الحكومة العراقية، واختيار الرئيس العراقي حتى الآن، وهذا يلقى بظلاله على المشروع الاكبر بين الدول الثلاث مصر والعراق والاردن وهذا المشروع تم إطلاقه في سبتمبر 2020 بعد سلسلة من الاجتماعات بين قادة الأطراف الثلاثة.

دور إيجابي بمشروع الشام الجديد

وأضاف جابر - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن مصر سعت في إطار محاولة استعادة العراق لدوره في المنطقة، حيث أم مصر لديها رغبة في أن تكون منطقة لوجستية لتصدير النفط والغاز فقامت بعمل بروتوكول أو مشروع الشام الجديد والذى يضم الأردن كمنطقة نقل وسيطة والعراق كمنطقة إنتاج ومصر كمنطقة تسويق وتصدير.

ولفت: من المفترض أن يتم في إطار مشروع "الشام الجديد" الاستراتيجي، ووفقا لما اتفقت عليه الدول الثلاث، مد خط نقل النفط العراقي من البصرة إلى العقبة، وربطه بخط الغاز العربي حتى يتسنى تصديره لأوروبا عبر منصات الشحن المصرية. 

وأشار جابر، إلى أن النفط العراقي سيتدفق إلى الأردن ومصر بأسعار تفضيلية، وخصومات تصل إلى 16 دولارا للبرميل الواحد من السعر المتداول، فيما يستورد العراق الكهرباء من مصر والأردن، ويعمل على استقطاب الاستثمارات من أجل إعادة الإعمار.

وتابع: إضافة إلى إنشاء مناطق صناعية كبرى، وتوفير أكثر من ألف فرصة عمل لخدمة خط الغاز، وهذا الخط يستهدف زيادة قدرة العراق التصديرية من النفط إلى الأسواق العالمية من مليون برميل إلى حوالى 7 مليون برميل يوميا عام 2025.

واختتم جابر: "اعتقد أن الزيارة كانت محاولة للتسريع في خطوط العمل لمواجهة نقص وارتفاع أسعار المحروقات، والتي تزيد من أزمة الدول الثلاث في ظل ظروف الحرب الروسية الأوكرانية".

الربط الكهربائي بين الدول الثلاث 

وأكد السفير سامح شكري، أثناء الزيارة أن "زيارتنا إلى العراق فرصة سانحة لتعزيز التعاون الثلاثي"، مبينا أن "هدف الإطار الثلاثي دعم العراق"، مضيفا: "نعمل على تكوين رؤية موحدة لمواجهة التحديات"، وأن "الربط الكهربائي بين البلدان الثلاثة وصل إلى مراحل متقدمة".

ومن ناحيته، قال فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي: "بحثنا مع وزيري خارجية مصر والأردن الوضع في المنطقة والعالم"، متابعا: "تداولنا مع وزيري خارجية مصر والأردن قضايا تخص البلدان الثلاثة".

وأكد أيمن الصفدي، أن "الأردن يقف إلى جانب العراق الشقيق لمواجهة تحدياته، وأن أمن العراق من أمننا"، لافتا: "بحثنا مع وزيري خارجية العراق ومصر القضية الفلسطينية، واتفقنا مع العراق على الربط الكهربائي وسيبدأ التزويد بداية العام المقبل".

والجدير بالذكر، أن زيارة شكري، والصفدي إلى العراق تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون الثلاثي في مجالاتها المختلفة، خاصة في مشروعات التعاون الاقتصادى والتجاري، والبناء على ما تحقق من زخم فى إطار القمم التي جمعت القيادة السياسية في مصر والأردن والعراق، وما صدر عنها من تكليفات بالمُضى قدمًا في تعزيز أواصر العلاقات في كل المجالات والمشروعات التي تحقق التنمية المشتركة، وعلى نحو يضمن المردود المباشر والناجز لتلك المشروعات على شعوب الدول الثلاث.

كما شهدت الزيارة أيضًا تبادلًا للرؤى إزاء أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وعكس اهتمامًا مُتبادلًا بضرورة مواصلة العمل على تضافر الجهود إزاء مُختلف التحديات التى تواجه المنطقة العربية، وسبل تغليب الحلول السياسية لها.