الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المثلية تضع "حارس الفضاء" تحت الحظر|هل يشاهد العرب ما تعرضه منصة ديزني؟

ديزني تستمر في دعم
ديزني تستمر في دعم المثلية

تعرضت منصة ديزني لانتقادات واسعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واتهموها بـ "المساعدة في نشر المثلية الجنسية من خلال بعض الأعمال المعروضة على المنصة".

فيلم الرسوم المتحركة Lightyear

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى منع عرض أحدث أفلامها في العديد من الدول العربية بسبب مشاهد المثلية الجنسية، وكما هو معتاد رفضت شركة ديزنى حذف المشاهد.

وأثار فيلم الرسوم المتحركة "Lightyear" الجدل، وهو العمل المنتظر طرحه في 17 يونيو الجاري بدور العرض الأمريكية، ولكن "تم منع عرضه في العديد من الدول قبل أن يُعرض"، حيث منع عرضه عدد من الدول العربية، لاحتوائه على مشاهد مثلية، رغم تناوله شخصية كرتونية شهيرة ارتبط بها الجمهور العربي والمصري في سلسلة الرسوم المتحركة "TOY STORY".

ويتناول الفيلم قصة حارس الفضاء "باز يطير"، الذي ظهر في سلسلة أفلام "ديزني" الشهيرة، وبسبب مشاهد لقبلة بين شخصين من مثليي الجنس ضمن أحداث الفيلم، تم رفض الفيلم في عدة دول رقابيًا، منها الكويت والبحرين والسعودية والإمارات والأردن.

ويتخلل فيلم الأطفال "lightyear"، لقطة لـ قبلة "مثلية" بين امرأتين، وهو ما أثار جدلا كبيرا حول العالم، خاصة أن الفيلم مخصص لفئة الأطفال.

ومن جانبه، أكد الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس جهاز الرقابة، على المصنفات الفنية، أن فيلم "Lightyear" لم يتم منعه أو إجازة عرضه في مصر حتى الآن، مضيفا أن الفيلم لم "يُعرض على الرقابة حتى الآن ولم تتم مشاهدته".

وأضاف أنه "في حال عرضه على الرقابة، وأكد الرقيب أن فيه ما يخدش الحياء أو يمس الثوابت الراسخة لدينا، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله فورا".

وتدور أحداث فيلم "Lightyear" حول قصة رائد الفضاء الشاب "لايتيير"، بعد أن تقطعت به السبل على كوكب معاد مع قائده وطاقمه، يحاول إيجاد طريق للعودة إلى الوطن عبر المكان والزمان، بينما يواجه أيضًا تهديدًا لسلامة الكون.

وشارك في كتابة سيناريو الفيلم وأخرجه أنجوس ماكلين، ومن بطولة كريس إيفانز في شخصية "لايتيير" مع كيكي بالمر، بيتر سوهن، جيمس برولين، تايكا وايتيتي، ديل سولز، أوزو أدوبا، وماري ماكدونالد لويس.

رؤية نفسية لعروض تقدمها ديزني

ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع، إنه "يجب انتقاء ما يشاهده الطفل وعدم ترك أي محتوى كرتون أمام الطفل؛ لأن الطفل ليست لديه مهارة فرز أو معرفة ما يتماشى مع أخلاقياته وما لا يتماشى معها، فمن خلال المادة العلمية أو الترفيهية التي تعرض على الطفل تتكون أخلاقياته وقيمه واتجاهاته".

وأضافت "منصور"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن انشغال الأب والأم بدرجة كبيرة يحول بين ما يُعرض أمام أطفالهم على التلفاز، معلقة "هذه رفاهية لم تعد متاحة للأسرة المصرية، وبالتالي ما يعرض على أي منصة إعلامية يعرض مباشرة للأطفال؛ لذا يجب على الدولة منع وتقنين الأفلام التي تعرض، ومنع الأفلام المنافية لقيم وأخلاقيات المجتمع".

ولفتت أستاذ علم الاجتماع، إلى أهمية دور الدولة في تنظيم ما يعرض على التلفزيون وللحفاظ على القيم وتربية النشأ وحمايته، وفلترة كل المادة الداخلة للأطفال كنوع من أنواع الحماية للطفل، لأن الطفل هنا ليس لديه إمكانية الفرز والاختيار؛ لذا فهذه مسئولية الدولة والأسرة، مختتمة "الطفل لن يبحث عن ما تم منعه، فالطفل يشاهد ما يعرض له".

وفي السياق ذاته، قال وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن أول فيلم كرتون ظهر كان في العام 1911 بعنوان "نيمو الصغير" ومنذ إصداره وبدأت التساؤلات تدور حول كيفية انتقاء الأسرة الفيلم المناسب لأولادها وما هي النصائح والإرشادات للأسر عند اختيار فيلم كارتون لأطفالها وخاصة بعد تطور التكنولوجيا والأفلام الأصوات والجاذبية، مما سهل وضع السم في العسل، ويصبح فيلم الكرتون بدلاً من وسيلة للتسلية والترفيه والمعرفة يصبح وسيلة لتدميرهم سلوكياً ونفسياً وصحياً وأخلاقياً وتربوياً واجتماعياً وفكرياً.

وأضاف "هندي"، خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه حتى نتجنب كل هذا هناك بعض النصائح للأسر المصرية والعربية أهمها ألا نقدم أفلام كرتون للأطفال في سن مبكر فمن المفروض أنه قبل سن السنتين لا يشاهد الطفل الكرتون ويجب ألا يركز الطفل في الشاشة أكثر من 20 دقيقة ثم ينظر لشيء آخر بعيد الشاشة حتى لا يؤثر على تركيزه وأعصابه وبصره، وأن يكون وقت المشاهدة من سن سنتين لثلاثة عبارة عن 20 دقيقة ومن سن 3 لـ 5 سنوات يكون 30 دقيقة ومن سن 5 لـ7 سنوات يكون ساعة، ولا تزيد عن هذا الوقت حتى لا تتحول لأوقات مسمومة، والأوقات المسمومة هي الوقت الذي يقضيه الطفل في المشاهدة منفردا وقبل النوم وهكذا.

وأكد أنه يجب تحديد ساعات المشاهدة فلا تزيد على ساعتين، ونخصص باقي الوقت لممارسة الأنشطة الأخرى التي تنمي مهارات التفكير والملاحظة والبناء وقدراته الاستيعابية، فعند إشباع هذه القدرات لن يتجه الطفل للكرتون، مضيفا يجب على الأهالي مشاهدة محتوى الكرتون وانتقائها قبل عرضه على أطفالهم، ومن المهم عدم ترك الطفل وحيد للمشاهدة فمن المهم الجلوس بجانبه ومناقشته عند رؤية مشهد غير مرغوب أو غير مستحب وتعليمه أن هذا المشهد منافي لتعاليمنا وقيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وأيضا في المشاهد الخيالية كأن يطير البطل أو أن أحد الشخصيات يقع فتطير رقبته فيجب توعية الطفل بأن كل هذا ليس واقعي وأنه للتسلية فقط.

وشدد هندي أنه عند اختيار أفلام الكرتون التي يشاهدها الطفل يجب انتقاء مع يتماشى مع قدرته الاستيعابية ومرحلته العمرية حتى لا نتركه يشاهد شيء يفوق استيعابه أو قدراته الإدراكية وأن نناقشه ونحلل معه المحتوى حتى تتطور معرفته.

طرق للترويج لأفلام شركة ديزني 

ولفت هندي، أنه من الأشياء الخطيرة أن الكرتون لم تعد مشاهدته مثل زمان على الـCD، فأصبح الأن على اليوتيوب لذا قد تتواجد الإعلانات الغير مرغوبة، ومنها اعلانات جنسية أو تدعو للمثلية الجنسة لذا من "الضروري أن تكون عين الأم مع ما يشاهده الطفل حتى إذا ظهر إعلان تمنعه وتتخطاه فورا".

وقال هندي، إنه يجب انتقاء جودة الأفلام حتى لا تؤثر على عين الطفل وبصره وحدقة عينه، مضيفا قد يتسبب الكرتون في خلق طفل مجرم لأنه لا يعرض القيم العربية الأصيلة والعاطفة والحب بل يعرض ثقافات شعوب أخرى عنيفة، مما يخلق مجرما، وقد يعتقد الطفل أنه إذا ضرب أخوه وطارت رقبته لن يموت وأن رقبته ستعود مرة أخرى كما يشاهد في الكارتون وقد يقفز من على السطح ويموت، معتقدا أنه سيطير كما هو الحال في الكرتون.

وأكد هندي أن مشاهدة الكرتون تجعل الطفل يقوم بمحاكاة لكل ما يشاهده بالضبط دون إدراك ودون انتقاء، والكرتون يشجع على السلوك الوحشي.

وقال الكاتب الصحفي والناقد السينمائي، عصام زكريا، إنه من المستحيل استبدال أفلام الكرتون الدولية بأخرى محلية، وأن ما نستطيع فعله هو إنتاج منتج محلي جيد وعرض أفكار جذابة لكننا لا نستطيع منع المنتجات الدولية الأخرى عن الطفل المصري، لأن "العالم كله أصبح الأن بلد واحد".

وأكد زكريا في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه المستحيل أن نمنع ونغلق كل شيء على الأطفال فالطفل "أصبح يستخدم الهاتف المحمول وهو في سن الثالثة من عمره".

وأضاف أننا نستطيع أن نفهم أطفالنا ونعرض أفكارنا، فإذا اقتنع بها الأطفال فهذا جيد ولكن إذا لم يقتنعوا فلا نستطيع فعل شيء، مضيفا المسألة ليست فقط المثلية الجنسية مثلما نعتقد و"لكنها جزء من اتجاه عام في العالم لتغيير ثقافة الاضطهاد والتهميش والتعصب ضد أي أحد سواء كان مختلف جنسياً بأي شكل من الأشكال أو لونه أسود أو أبيض أو سمين أو قصير أو لديه مشكلة في جسده".

ولفت: "نحن نرى شيء واحد ونركز عليه ويخيل لنا أن الموضوع مؤامرة، ولكن يجب أن نفهم أن هذا جزء من محاولة لخلق أجيال ليس لديها تعصب ضد أحد وتقبل بعضها البعض"، متابعا: "ليس الهدف هنا نشر المثلية الجنسية، ولكن الهدف هنا هو عدم كراهية المثليين وعدم كراهية أي أحد مختلف بشكل عام".

هل تنتشر المثلية بـ عروض ديزني؟

وأوضح زكريا، أنه من الممكن أن تكون الأعراض الجانبية لهذا الشيء هو التشجيع على المثلية فهذا وارد، ولكن ليس من الطبيعي أن مجرد فيلم سيقنع شخص طبيعي بأن يكون مثلي، مضيفا "نحن نتخيل أن الأطفال لا يفهمون، وهذه هي المصيبة، فنصنع لهم أشياء مثل بوجي وطمطم ولكن من المفروض أن نفهمهم أن هذه الفئة هي جزء من الحياة، وجزء من الناس، ونحن لسنا مثلهم ولكن أيضاً نحن لسنا ضدهم".

وأكد زكريا ضرورة أن تكون التربية نفسها صحية وأن نعلم الأطفال ألا يكونوا معقدين من الجنس الآخر، فمن الممكن أن يولد الشخص طبيعي ولكن قد يتعرض لحادث تحرش أو شيء في صغره أو سوء تربيته يؤدي به لهذا الاتجاه، لذا يجب ألا نعرضهم لهذه الحوادث وهذه التربية السيئة كي لا يتأثروا بهذه الأفلام عندما يكبروا، ولا نصب التركيز على هذه الأفلام لأن هذا سيجعلهم يهتمون بها والأطفال في سن المراهقة يهتمون بالممنوعات لذا يجب أن نعلمهم ونفهمهم ونجنبهم الحوادث التي قد تؤثر على ميولهم.