الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حُلم جديد

ماريان جرجس
ماريان جرجس

ثماني سنوات  من الإنجازات.. ثماني سنوات من العمل والجهد وتحدى الصعاب وتخطى التحديات الإقليمية والعالمية، ثماني سنوات من الدبلوماسية المصرية، لم نشعر بذلك الوقت الذي مر وربما لم نلحظ كيف تغير فجر تلك الأمة العنيدة العتية، ولكن نستطيع أن نلحظ ذلك من الثقل الذي اكتسبته مصر أمام تحالفات عالمية وموازين القوى السياسية.

فالرئيس السيسى عندما فتح أولى صفحات الدبلوماسية المصرية صنع أدوات جديدة جعلت الدولة المصرية تتحرك في دوائر جديدة وخط فيها اسم مصر بأحرف من نور، فكان أول رئيس مصري يزور رئيس المجلس الأوروبي في بروكسل ورئيسة المفوضية الأوروبية، مما كان له أثر إيجابي على توطيد العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل تلك التوترات السياسية التي يشهدها الاتحاد؛ الداخلية والخارجية مما يبرز ذكاء الدبلوماسية المصرية ويكشف عن وجه أجندة الدولة المصرية.

فالدولة المصرية دولة تحترم القانون الدولي والأعراف الدولية على عكس بعض الدول التي تستغل الأزمات العالمية للتدخل في شأن الغير مثل تركيا، كما أنها دولة تحترم حسن الجوار، فضلا عن أن لها أجندة إنسانية؛ تتمنى وتسعى لإرساء السلام والعدل للبشرية جمعاء.

وإبان المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس السيسى برئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون درلاين"، ظهر كل ذلك جليّا بل أماط اللثام عن ثقل مصر الحقيقي الآن في العالم وتلك الندية المهذبة التي تتبناها مصر في لهجة الحوار بينها وبين اتحاد ذي ثقل سياسي وعسكري واقتصادي مثل الاتحاد الأوروبي.

ذلك الحلم الجديد؛ الذي لم نتوقع أن يكون ثمار الجهد الداخلي والخارجي الذي قامت به مصر طيلة السنوات الماضية، فأثنت رئيسة المفوضية ومن قبلها مفوض الجوار بالاتحاد الأوروبي "أوليفر فارهيلى" على الموارد الخام التي تنعم بها مصر، الشمس والرياح، وهي موارد  نستطيع توظيفها في توليد الطاقة النظيفة، مما  يجعلها جاذبة للاستثمارات الخضراء ألا وهي مستقبل الاستثمارات اليوم بالإضافة لحُلم تصدير الغاز للاتحاد الأوروبى والغاز المسال لتعويضها عن النفط الروسي، ذلك الحُلم نتيجة مجهودات مصر في اكتشافات حقول الغاز وتطوير محطات الإسالة وإقامة منتدى غاز المتوسط والحفاظ على كونها دولة محورية في مجال الطاقة.

 كما يؤكد الرئيس دومًا في علاقة مصر مع الاتحاد الأوروبي على ضرورة عدم المساس بالأمن الغذائي إثر الأزمة الروسية الأوكرانية أو المساس بالأمن المائي المصري بالتوكيد على موقف مصر الثابت من سد النهضة. 

إن لم يكن لدى مصر الكثير لتقدمه، لما حرص الاتحاد الأوروبي في هذا التوقيت الحرج على توطيد علاقته بالدولة المصرية، فمن دولة كانت تمثل عبئًا دوليًا على الاتحاد الأوروبي إلى دولة يطمح الأوروبيون إلى إقامة علاقات طيبة معها! فلا بد أن الجهد المبذول كان كبيرًا وعظيمًا حقًا.