الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا تراجعت تركيا عن رفضها انضمام فنلندا والسويد لحلف الناتو ..قراءة

بايدن وأردوغان
بايدن وأردوغان

يواصل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، عقد قمته بالعاصمة الإسبانية مدريد، والتي تستمر حتى غدا الخميس، لمناقشة عدد من الملفات الهامة في مقدمتها: تطورات الحرب في أوكرانيا، وطلب كل من فنلندا والسويد الانضمام لعضوية الحلف، حيث أنهم تقدما بطلب انضمام للحلف على غرار أوكرانيا، خاصة بعد الأزمة الأوكرانية.

قمة الناتو وطلب فنلندا والسويد 

وكانت محاولات انضمام فنلندا والسويد إلى عضوية "الناتو" قوبلت باعتراض صريح من تركيا التي كانت تتحفظ على خطط توسع حلف شمال الأطلسي شمالا، وعرقلت مايو الماضي تصويتا لسفراء "الناتو" حول قبول البلدين الشماليين.

والتقى سفراء "الناتو"، في النصف الثاني من شهر مايو الماضي، بهدف بدء محادثات الانضمام في نفس اليوم، الذي قدمت فيه فنلندا والسويد طلباتهما، لكن معارضة أنقرة أوقفت أي تصويت.

وهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشهر الماضي، الحلفاء الغربيين لفشلهم في احترام "حساسية" أنقرة تجاه الإرهاب واتهم آخر المتقدمين لحلف "الناتو" برفض تسليم 30 شخصا متهمين بتهم تتعلق بالإرهاب في بلاده.

وقال أردوغان، الذي يملك حق النقض ضد قبول فنلندا والسويد في "الناتو"، إن أعضاء الحلف يجب أن "يتفهموا ويحترموا ويدعموا" حساسيات تركيا تجاه هذه الجماعات، مضيفا: "لم يُظهر أي من حلفائنا الاحترام الذي توقعناه لحساسيتنا".

الاعتراض التركي لم يدم طويلا، حيث وافقت تركيا أمس الثلاثاء، على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حسبما أعلن الحلف.

وحصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على "تعاون كامل" من فنلندا والسويد ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني وحلفائهم، بحسب الرئاسة التركية.

وأعلنت الرئاسة التركية في بيان، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصل على "تعاون كامل" من فنلندا والسويد ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني وحلفائهم، مؤكدة: "تركيا حصلت على ما تريده".

تركيا تحقق أهدافها من البلدين

وأوضح البيان، أن البلدين المرشحين تعهدا بالالتزام بـ"التعاون التام مع تركيا في مكافحة" حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية، وكذلك ضد الحركات التابعة له.

وتابع البيان، أن البلدين سيحظران أيضا "نشاطات جمع الأموال والتجنيد" للمسلحين الأكراد و"سيحظران الدعاية الإرهابية ضد تركيا"، كما تعهدت هلسنكي وستوكهولم "إظهار التضامن مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله".

وقبلت العاصمتان بعدم "فرض قيود أو حظر على الصناعات الدفاعية" وفق بيان الرئاسة التركية، في إشارة إلى الحظر المفروض على تسليم الأسلحة إلى تركيا ردًا على التدخل العسكري لأنقرة في سوريا في العام 2019.

ويقول الخبير في الشئون التركية، الدكتور بشير عبد الفتاح، إن أردوغان لم يرفض انضمام فينلندا والسويد، ولكنه كان يضع شروطا ومطالب معينة لهذا الانضمام، وتم الاستجابة لجزء كبير من هذه المطالب، وبالتالي تم تمرير الموافقة.

وأضاف عبد الفتاح - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تركيا لم تستخدم حق "الفيتو" لانضمام أي دولة لحلف شمال الأطلسي، منذ انضمامها للحلف في العام 1952، وإذا كانت أمريكا وأوروبا يريدان انضمام فنلندا والسويد، فلا تستطيع تركيا أن "تعارض هذه الأمر".

وأشار عبد الفتاح: "إذا رفضت تركيا فعليا طلب انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الأطلسي، كانت نالت غضبا من أمريكا وأوروبا"، وحينها تتحمل كلفة ذلك الغضب، معقبا: "كان متوقعا من الشهر الماضي أن تركيا ستوافق في النهاية على طلب انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، ولكن بعد أن يتم الموافقة على المطالب التي طرحتها، وقد كان وحدث بالفعل هذا الأمر".

ومن جانبه، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو إن تركيا وافقت على دعم طلب العضوية المشترك الذي قدمته بلاده والسويد لحلف شمال الأطلسي، وأن هذا التطور المهم جاء بعد أن وقعت الدول الثلاث مذكرة مشتركة "لتقديم دعمها الكامل في مواجهة التهديدات لأمن بعضها البعض". 

بايدن يدعم اتفاق الدول الثلاث

ومن جهتها قالت رئيسة وزراء السويد ماغدالينا اندرسون، إن دعم تركيا لترشح فنلندا والسويد "خطوة مهمة جدًا" للناتو، معقبة: "القيام بالخطوة نحو عضوية كاملة في الناتو مهم بطبيعة الحال للسويد وفنلندا، لكنها خطوة مهمة جدًا أيضًا للناتو لأن بلدينا سيوفران الأمن أيضًا من داخل الناتو".

ومن ناحية أخرى، أكدت الولايات المتحدة أنها لم تقدم أي تنازلات لتركيا لضمان إعطائها الضوء الأخضر لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "لم يحصل طلب من الجانب التركي للأمريكيين لتقديم تنازل معين"، مشيرًا إلى أن "تركيا لم تصر على إدراج مطالبها بالحصول على طائرات حربية أمريكية متقدمة في المفاوضات".

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن قرار تركيا "يوفر دفعًا قويًا" لوحدة الناتو، مضيفًا أن الرئيس جو بايدن يدعم الاتفاق بين تركيا وفنلندا والسويد، وأنه لعب دورًا خلف الكواليس في مفاوضات دولتي  الشمال الأوروبي مع تركيا.

وتابع المسؤول، أن بايدن تحدث إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الحلف في وقت سابق الثلاثاء، بناء على طلب البلدين. ومن المتوقع أن يجتمع بايدن وأردوغان على هامش القمة الأربعاء.