EN 
في زيارة هي الأولى من نوعها، يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، حيث يعقد العديد من اللقاءات مع قادة الدول العربية وإسرائيل، ويحل الرئيس الأمريكي، غدا الأربعاء، على إسرائيل في زيارة تستمر حتى عصر الجمعة، وبعدها يطير إلى المملكة العربية السعودية، لعقد لقاءات موسعة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر والعراق والأردن.
زيارة بايدن إلى المنطقة العربية، تأتي بالتزامن مع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتداعياتها الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بأسعار النفط والغاز وأزمة نقص الغذاء، لذلك تتجه أنظار واشنطن إلى الشرق الأوسط، والذي يمكن أن تعول عليه الدول الغربية وأمريكا وتحديدًا من إدارة الرئيس بايدن، خاصة لأن المنطقة تتمتع بثروات ضخمة من الغاز والنفط، ويمكن أن تكون بديلا لسد فجوة مصادر الطاقة الروسية.
لماذا يزور بايدن المنطقة؟
في هذا الصدد، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مقالة نشرتها “واشنطن بوست” الأمريكية، الأحد الماضي، بعنوان "جو بايدن: لماذا أذهب إلى السعودية؟"، إن الأسبوع المقبل، سوف يبدأ فصل جديد أكثر طموحاً من المشاركة الأمريكية في المنطقة، وتأتي الزيارة في وقت حيوي لتعزيز المصالح الأمريكية، موضحا أن الشرق الأوسط، أكثر أمنا وتكاملا ويفيد الأميركيين بطرق عديدة.
وأضاف أن الممرات المائية في الشرق الأوسط، ضرورية للتجارة العالمية، لسلاسل التوريد التي تعتمد عليها واشنطن، إلى جانب موارد الطاقة الخاصة، للتخفيف من تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على الإمدادات العالمية، كما أن الشرق الأوسط، أكثر استقرارا وأمنا، الآن.
أهداف أمريكا من زيارة الشرق الأوسط
في هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، وخبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، هي الزيارة الأولى له، وتأتي في ظل الظروف والأزمات والتداعيات المتعلقة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدا أهميتها، حيث إن أهداف أمريكا تنقسم إلى مستويين، وهي أهداف متعلقة بجميع دول المنطقة، وأهداف لكل دولة على حدة.
مناقشة حل الدولتين فرص السلام
وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه بالنسبة لما سيناقشه بايدن مع الجانب الفلسطيني، وأهداف واشنطن في هذا الشأن، فسوف يؤكد على مبدأ حل الدولتين، وسبل استئناف المساعدات الاقتصادية المعطلة، ولكن لن يتم مناقشة أو طرح نقل السفارات الأمريكية، وإعادتها، أو فتح مكتب القنصلية في واشنطن، وإنما الحديث سوف يتركز على فرص السلام والاستقرار، ولكن من غير المتوقع أن يحقق الجانب الأمريكي أي إيجابيات مع الجانب الفلسطيني، وإنما هو تسجيل موقف تجاه فرص السلام فقط.
أهداف إسرائيل من زيارة بايدن
أما أهداف زيارة بايدن إلى إسرائيل، فأكد أن تل أبيب تريد من أمريكا 3 أشياء كالتالي:
- تمويل أمريكا لمنظومات الدفاع الجوي حيتس 3 والليزر.
- التمويل الخاص بمنظومة القبة الحديدية.
- مناقشة فرص السلام، في ظل الضغوطات التي تعيشها الحكومة المؤقتة، والمشاكل المرتبطة في هذا الإطار، وبالتالي الأمر مؤجل لبعض الوقت.
أهداف أمريكا من اجتماع العرب
أما فيما يتعلق بما سوف تتم مناقشته، والمرجو مع الجانب العربي، أوضح فهمي، أن الموضوعات المطروحة، هي مناقشة عمل درع صاروخية، وتجهيزات إقليمية، والناتو العربي الشرق أوسطي، والترتيبات الأمنية في مواجهة إيران، موضحا أن الجانب الأمريكي سوف يسمع لهجة شديدة ومختلفة عن السابق في الاجتماع العربي، لأن الدول العربية تريد القول إن لديها بدائل في التحركات والشراكة الأمريكية، سواء باتجاه الصين أو روسيا.
اختلاف لهجة العرب مع واشنطن
وذكر أن الدول العربية تريد التأكيد أن الشراكة مع أمريكا، يجب أن تكون على نفس مستوى الندية، والواقعية السياسية، وألا تتهاون الإدارة الأمريكية في اتباع المعايير المزدوجة، وبالتالي فكرة الترتيبات الأمنية المشتركة ربما تكون مؤجلة، خاصة في ظل الرهانات العربية، على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن لن يفوز بولاية ثانية، وأنه رئيس ضعيف، وليس لديه إمكانيات أو قدرات، خاصة الجانب السعودي والإماراتي لديهما موقف مباشر في هذا الإطار، والانفتاح على شركاء آخرين في الإدارة الأمريكية.
ولفت إلى أن أمريكا لن تحصل في هذه الزيارة على “شيك على بياض” من الجانب العربي، بالعكس سوف يكون هناك تشدد في المواقف العربية، مشيرا إلى أن اللقاء في مجمله بروتوكولي، وله دلالات رمزية، ولا يهدف إلى الاتفاق أو الاختلاف، وإنما استعراض المواقف، وبالتالي ليس مطلوبا أن توقع الدول على شيء من أخذ قرارات أو ترتيبات، وإنما دلالات رمزية وعرض مواقف فقط.
