الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في قلب العروبة

غادة جابر
غادة جابر

أبية عربية، أم قدسية فلسطينية، مهبط الحضارات ومهبط الأديان السماوية، يا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، يا قبة الصخرة والمسجد الأقصى، يا كنيسة القيامة وكنيسة المهد ومريم المجدلية والمسجد الإبراهيمي، يا شاطئ غزة يا من تغزو الأرض بالخير ورمالك الذهبية، ستظلين يا فلسطين، في قلب العروبة، وأول قضية.

تابعنا في شغف أعمال قمة جدة للأمن والتنمية، بالمملكة العربية السعودية، والتي شارك فيها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ومصر والعراق والأردن. 

وبالطبع أخذ الظهور الأول لزيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الشرق الأوسط، أنظار واهتمام  الجميع، ومشاركة دولة عظمى مثل أمريكا في هذه القمة، فجميعنا ننتظر الأهداف من هذه القمة، وما الذى تريد أن تحققه الأطراف المشاركة.

ورغم أن هذه القمة المرتقية عُقدت في وقت يشهد العالم تحديات كبيرة، فنحن نشهد أزمة اقتصادية كبرى، بعد أزمتين عالميتين في غضون ثلاث سنوات، بدءاً من جائحة كورونا، وما طرأ على العالم من تغيرات جذرية بسبب هذه الجائحة، وصولاً للحرب الروسية الأوكرانية، التي جعلت العالم يتقلب بين كل وهلة وأخرى، بين أزمات الطاقة والأمن والغذاء.

وبدأ رؤساء وزعماء الدول في طرح ملفاتهم، وكان إلقاء كلمة الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، رئيس جمهورية مصر العربية، أنه حان الوقت لكي تتضافر جهودنا المشتركة، لتضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد التي أرهقت شعوب المنطقة، قمة اليوم والتي تأتي في لحظة استثنائية من تاريخ العالم. 

وقام سيادة الرئيس بطرح خمسة محاور ، للتحرك في القضايا ذات الأولوية، كان أولها أن الأنطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات الماضي الممتدة، فلا يمكن أن يكتب النجاح إلا من خلال التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ونهائية لقضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية، على أساس حل الدواتين المستند إلى مرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وتعيش في أمن وسلام، جنب إلى جنب مع دولة إسرائيل، على نحو يحقق أمن الشعبين، ويوفر واقعاً جديداً لشعوب المنطقة، يعضد من قيم العيش المشترك والسلام. 

حاولت أن أسرد باختصار كلمات الرئيس السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، عن المحور الأول من خطابه العربي المصرى، الذى أثلج قلوبنا، وزادنا فخراً بدولتنا وعروبتنا، وزادنا إصراراً على تثبيت حق فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، الذى تقره وتعترف به العروبة والأديان السماوية، فلا مكان لغطرسة أو عنف أو اعتداء من قبل إسرائيل على فلسطين.

هذا ما تنادى به دائماً مصر ، في كل محفل دولي، هذه القضية التي في قلب كل مصرى وعربي، منذ طفولتنا، ونعلم أن القدس عربية، وأن القدس كل الأديان، وأن فلسطين حرة، بمقدساتها الدينية، لا تهاون في حقها، فمنذ عدة عقود، بل منذ عام 1917، الذى أتي بوعد بلفور، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، بتأييد حكومة بريطانيا إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

رغم قوة قمة جدة للأمن والتنمية، وما تحمله من ملفات من أجل السلام والبناء، ومواجهة الأزمات العالمية من طاقة وغذاء، إلا أنني شعرتُ أن  أقوى هذه المحاور  هو إحياء تبني القضية الفلسطينة، المحور الأول الذى ضخ الدم في عروقنا بقوة، لنعيد أمجاد العروبة، فإن كانت محاربة الإرهاب محط أنظار واهتمام كل حكام وزعماء دول العالم، فما تمارسه إسرائيل من اعتداءات علي الشعب الفلسطيني ومقدساته، إرهاب لا بد من التصدى له، "فخورة بمصريتي".