الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الراحلون عن السلطة.. أوروبا تلفظ رؤساء حكوماتها.. أزمة ثقة تطيح بـ ماريو دراجي في إيطاليا.. حبل فضائح يشنق البريطاني بوريس جونسون.. ونيران حرب أوكرانيا تمتد إلى دول القارة

حكومات أوروبا تتساقط
حكومات أوروبا تتساقط تباعا

أزمة تلو أخرى تطيح برئيس حكومة تلو آخر في أوروبا، القارة التي أسست لقواعد السياسة والحكم ببنيتها الحديثة فإذا هي غارقة في معضلة إدارة سياسية عويصة.

 

ماريو دراجي.. الاستقالة مرتان في أسبوع

 

في إيطاليا، فقدت حكومة رئيس الوزراء المستقيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال حاليًا ماريو دراجي التأييد اللازم من أغلبية أعضاء البرلمان والائتلاف الحاكم لاستمرارها في عملها.

وأعلنت الرئاسة الإيطالية أمس الخميس أن رئيس الوزراء ماريو دراجي قدم استقالته إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا الذي طلب منه البقاء في منصبه لتصريف الأعمال. وقرر الرئيس الإيطالي حل مجلسي النواب والشيوخ والدعوة إلى انتخابات مبكرة في 25 سبتمبر المقبل.

وفشل مجلس الشيوخ الإيطالي الأربعاء الماضي، في التصويت على الثقة في حكومة دراجي بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، لعدم مشاركة حزبي يمين الوسط، حزب الرابطة الشمالية بزعامة ماتيو سالفيني، وحزب فورتسا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني، في الاقتراع وامتناع حركة خمس نجوم عن التصويت.

وكان الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا قد رفض استقالة دراجي لأول مرة في 14 يوليو الجاري، ودعا دراجي إلى المثول أمام البرلمان لإجراء تقييم للوضع الناجم عن مقاطعة حركة "خمس نجوم" المنضوية في الائتلاف الحاكم جلسة سابقة للتصويت على الثقة بالحكومة في مجلس الشيوخ.

وقبل تقديم استقالته الأولى، قال ماريو دراجي خلال جلسة للحكومة: "أود أن أعلن أنني سأقدم هذا المساء استقالتي إلى الرئيس"، مضيفا أن الشروط اللازمة لاستمرار الائتلاف الحكومي لم تعد قائمة. كما اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي أن "ميثاق الثقة الذي تقوم عليه الحكومة لم يعد موجودا".

وكان دراجي قد تولى رئاسة حكومة "وحدة وطنية" في مطلع العام 2021 مهمتها التصدي لجائحة كورونا والأزمة الاقتصادية التي نجمت عنها. لكن دراجي يعتبر أن حكومته من دون دعم حركة "خمس نجوم" تصبح "حكومة سياسية" وهو ما لا يدخل ضمن التفويض المعطى له لرئاسة الحكومة.

بوريس جونسون.. طريد الفضائح

ربما يكون ماريو دراجي آخر رؤساء الحكومات الأوروبية الراحلين عن مناصبهم حتى الآن، لكن الاستقالة الأعلى دويًا والأكثر درامية بحق كانت استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال البريطاني بوريس جونسون.

قدم بوريس جونسون استقالته في 7 يوليو الجاري بعد يومين توالت خلالهما استقالة عشرات الوزراء والمسؤولين في حكومته، على خلفية فضيحة إقامة حفلات في مقر إقامته وعدد من المقار الحكومية في أثناء فترة الإغلاق الصحي لمكافحة فيروس كورونا، وبالمخالفة لقواعد الإغلاق والتباعد الاجتماعي.

وقال جونسون إنه يستقيل من زعامة حزب المحافظين بشكل فوري، لكنه سيظل في منصب رئاسة الوزراء حتى اختيار زعيم جديد للحزب في الخريف المقبل. وأعلن جونسون تعين عدد من الوزراء الجدد بدلا من الوزراء المستقيلين، مما يبدو مؤشرا على تمسكه بقيادة الحكومة.

ولم تكن فضيحة الحفلات هي السبب الوحيد في تخلي وزراء ومسئولي حكومة جونسون عن هذا الأخير، إذ تحدث وزير الخزانة المستقيل ريشي سوناك في خطاب استقالته عن اختلاف كبير في وجهات النظر بينه وبين جونسون إزاء إدارة الملف الاقتصادي، داعيا إلى مصارحة الشعب البريطاني بحقيقة الوضع الاقتصادي في البلاد.

وكذلك أشار وزير الصحة، ساجد جاويد، في بيان استقالته، إلى فقدانه الثقة في قدرة جونسون على قيادة الحزب. وأضاف جاويد أن "محاولة الموازنة بين الولاء والنزاهة" أصبحت أمرا "مستحيلا في الأشهر الأخيرة".

أما القشة التي قصمت ظهر جونسون فكانت تفجر فضيحة تحرش جنسي للنائب في البرلمان كريس بينشر، في مطلع يوليو، وضعت جونسون في موقف حرج وزادت من الضغوط عليه ودعوات الإطاحة به.

واعترف جونسون بأنه ارتكب "خطأ سيئا" في تعيين بينشر في منصب نائب مسؤول الانضباط لنواب الحزب الحاكم في مجلس العموم، على الرغم من علمه بمزاعم حول سلوك النائب واتهامات سابقة له بالتحرش.

كما هزت النتائج السلبية التي مُنى بها حزب المحافظين في انتخابات المجالس المحلية في مايو الماضي الثقة في قدرة الحزب على كسب ثقة الشارع في الانتخابات البرلمانية القادمة. وشهدت هذه الانتخابات، للمرة الأولى منذ عام 1964، فقدان حزب المحافظين سيطرته على مجالس رئيسية في العاصمة لصالح المعارضة.

حرب روسيا وأوكرانيا تطيح برئيس وزراء بلغاريا

أطاح تصويت على حجب الثقة بحكومة رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف في 22 يونيو الماضي، بعد 6 أشهر فقط من توليه المنصب، بسبب تداعيات نجمت عن اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

فعلى من اعتماد بلغاريا الشديد على الطاقة الروسية، لم ترضخ حكومة بيتكوف إلى طلب الكرملين بتسديد سعر الغاز بالروبل، وعانت بالتالي من انقطاع الإمدادات.

وأوضح أوجنيان مينتشيف، مدير معهد الدراسات الدولية البلغاري، أن الحرب الروسية الأوكرانية لعبت "دوراً رئيسياً في الأزمة الحالية".

وقال إن "رجال الأعمال البلغار الذين حصلوا على عمولات، وجدوا أنفسهم محرومين من الدخل ما أدى إلى تفاقم التوتر داخل الائتلاف، وبين عالم الأعمال والحكومة".

إستونيا.. رئيسة الوزراء تستقيل لتشكيل حكومة جديدة

أعلنت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس في 14 يوليو الجاري تقديم استقالتها، تمهيدًا لتشكيل ائتلاف حكومي جديد.

وبحسب البيان الذي نشره موقع الحكومة، قالت كالاس: "جاءت حكومتنا لقيادة البلاد في وقت صعب للغاية، مع انتشار جائحة كوفيد وحرب روسيا وأوكرانيا وأزمة الطاقة. على الرغم من الوقت الصعب، قمنا بالعديد من الأشياء الجيدة والعظيمة لجعل الدولة الإستونية أقوى ولدعم شعبنا. خلال الوباء، أبقينا المجتمع مفتوحا والأطفال في المدرسة، وساعدنا الناس على مواجهة أسعار الطاقة المرتفعة، واستثمرنا مليار يورو في تعزيز القدرات الدفاعية لإستونيا، وحققنا تعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف الناتو، وكنا أحد أكبر مؤيدي أوكرانيا. أنا ممتنة للوزراء الذين قدنا معهم البلاد لمدة عام ونصف. لقد كانت إستونيا في أيد أمينة".

وقبل استقالة كالاس بنحو أسبوع، أعلن حزب الإصلاح الليبرالي الذي تتزعمه كالاس، التوصل إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف حاكم يتمتع بأغلبية في البرلمان، بعد شهر من المفاوضات.

وكان حزب الإصلاح قد شرع في مفاوضات تشكيل ائتلاف جديد مع حزب المحافظين، والحزب الاشتراكي الديمقراطي في 11 يونيو الماضي، لكن التفاوض لم يكن سهلا.

الميزانية تطيح بأول رئيسة وزراء في السويد  خلال ساعات

لم تكد رئيسة الوزراء السويدية السابقة ماجدالينا أندرسون تفوز بمنصبها ولقبها كأول امرأة ترأس حكومة البلاد في 24 نوفمبر، حتى أعلنت بعد ساعات استقالتها بسبب فشلها في تمرير مشروع الميزانية في البرلمان.

وكان البرلمان السويدي قد أقر في 24 نوفمبر تولي أندرسون منصب رئيس الوزراء خلفا لستيفان لوفين الذي تنحى عن منصب رئيس الحكومة وزعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي.

وقالت أندرسون للصحافيين: "ثمة عرف دستوري أن حكومة ائتلافية ينبغي أن تستقيل في حال انسحاب حزب منها" وأكدت: "لا أريد أن أرأس حكومة مطعون بشرعيتها".

وقرر حزب الخضر أيضًا ترك حكومة الأقلية الائتلافية مع الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أندرسون، وقال حزب الخضر إن "الحكومة الحالية ستبقى كحكومة مؤقتة حتى يتم تشكيل حكومة جديدة".

وأصبحت أندرسون أول امرأة تنتخب لمنصب رئيس الوزراء في السويد بعد التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة مع حزب اليسار لزيادة الرواتب التقاعدية مقابل دعمه في تصويت الأربعاء.

لكن حزب الوسط الذي يعتبر صغيرا نسبيا سحب بعد ذلك دعمه لموازنة أندرسون تاركا الموازنة مع أصوات غير كافية لتمريرها في البرلمان. وبدلا من ذلك، اعتمد البرلمان موازنة بديلة قدمها المعتدلون المحافظون المعارضون والديمقراطيون المسيحيون والديمقراطيون السويديون واليمينيون المتطرفون.

وكانت الضربة القاضية عندما أعلن زعيم حزب الخضر بير بولوند أن حزبه لا يمكنه تحمل "الموازنة التاريخية للمعارضة التي تمت صياغتها للمرة الأولى مع اليمين المتطرف" قبل أن يقدم استقالته من الحكومة.

المجر.. رياح الاحتجاجات تهب

اجتاحت شوارع بودابست عاصمة المجر احتجاجات شارك فيها آلاف المتظاهرين والستمرت لعدة أيام متتالية الأسبوع الماضي، احتجاجا على إصلاحات للنظام الضريبي تعتزم حكومة رئيس الوزراء فكتور أوربان تطبيقها، حيث ردد المتظاهرون شعارات ضد أوربان وطالبوه بالتنحي عن السلطة.

وبدأت الاحتجاجات في المجر أواسط يوليو الجاري، وهي الأولى منذ إعادة انتخاب الزعيم اليميني المحافظ فكتور أوربان في أبريل، بعد تبني البرلمان إصلاحا ضريبيا قال محتجون إنه سيزيد الضرائب على مئات الآلاف من صغار التجار.

وكان أوربان قد دافع عن الإصلاح معتبرا إياه "جيدا وضروريا". وتجري البلاد مناقشات مع الاتحاد الأوروبي بشأن إجراءات لدعم اقتصادها، وهي تعاني تضخما مرتفعا. 

وأعلنت الحكومة المجرية في منتصف الشهر حالة الطوارئ للاستجابة لأزمة الطاقة الناجمة من الحرب في أوكرانيا، وسط زيادة مزمعة في إنتاج الفحم ومناشدات للعائلات من أجل خفض استهلاك الطاقة.


-