الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لم تمر ساعات|هل أفسد الهجوم على أوديسا اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عاني العالم من أزمة غذاء طاحنة جراء الحرب بين روسيا وأوكرانيا والمستعرة منذ 5 شهور، نتيجة تعطل شحنات القمح والحبوب بالموانئ الأوكرانية، "أوكرانيا تمثل لبعض الدولة سلة غذاء كبيرة خاصة داخل القارة الإفريقية".

تهديد اتفاقية تصدير الحبوب الغذائية 

وتعالت الأصوات الدولية المطالبة بإيجاد حل لأزمة تعطل شحنات القمح والحبوب داخل الموانئ الأوكرانية، خوفا من جوع سيضرب العالم جراء توقف تصدير الحبوب الغذائية والقمح من الموانئ الأوكرانية إلى بقية العالم، "الدول الإفريقية ودول الشرق الأوسط الأكثر تضررا".

وتوقف تصدير القمح من الموانئ الأوكرانية، بعد محاصرة روسيا لتلك الموانئ خاصة المطلة على البحر الأسود ومنها موانئ أدويسا، وحتى تمنع أوكرانيا القوات الروسية من التقدم، لغمت الموانئ لتهديد أي تقدم روسي.

وتعطلت بناء على كل هذا حركة التجارة من وإلى المؤانئ، وتوقفت حركة توريد القمح إلى كثير من الدول دون أن يبرز حل لهذه المشكلة في ظل إصرار كل طرف على شروطه.

وتواصلت النداءات الدولية المطالبة بحل لتلك الأزمة بعد إعلان روسيا عدم مسؤوليتها عن أزمة الغذاء التي يشهدها العالم نتيجة نقص الحبوب.

وأخيرا وبعد جولات عدة وقعت أوكرانيا وروسيا، الجمعة في إسطنبول، اتفاقين منفصلين مع تركيا والأمم المتحدة بشأن تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية عبر البحر الأسود، ووقع وزيران من روسيا وأوكرانيا الاتفاق بشكل منفصل وتجنبا بحرص الجلوس على طاولة واحدة أو التصافح خلال المراسم.

نتائج ضرب روسيا لميناء أوديسا 

ولكن بعد يوم من توقيع وزراء من روسيا وأوكرانيا على اتفاقية ترعاها الأمم المتحدة وتركيا، وتسمح بتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بهدف تخفيف أزمة الغذاء التي سببتها الحرب، استهدفت غارات صاروخية روسية ميناء أوديسا جنوبي أوكرانيا بعد يوم واحد فقط من توقيع كييف وموسكو على اتفاقية تتيح استئناف تصدير الحبوب من سواحل أوكرانيا على البحر الأسود.

وقال المتحدث باسم الإدارة العسكرية لمدينة أوديسا، سيرهي براتشوك، إن صاروخين ضربا البنية التحتية للميناء في حين نجحت الدفاعات الجوية الأوكرانية بإسقاط اثنين آخرين.

ومن جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم /الأحد/، إن "روسيا بدأت حربا لا تريد إنهاءها وأوكرانيا تدافع عن أرضها".

وكتب زيلينسكي- في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نقلته وكالة أنباء (يوكرنفورم) الأوكرانية- إن كييف تدافع عن سيادتها وأراضيها، أوكرانيا تقاتل من أجل السلام، وروسيا لا تريد أن تنهي الحرب الذي بدأتها..أن هذه مفارقة قاسية للقرن الحادي والعشرين، وهي حقيقة واقعة بالنسبة للأوكرانيين، وأضاف أن الولايات المتحدة خصصت المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا فى ميزانيتها الدفاعية للعام المالي الجديد.

روسيا لا يضرها عدم تصدير الحبوب

ويقول الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، إن تركيا كانت وسيط بين أوكرانيا وروسيا لتصدير الحبوب الغذائية، وذلك لاحتياج العالم ملايين من الأطنان من الحبوب، من أجل السيطرة على الأزمة الغذائية العالمية، وفجأة ضربت روسيا اليوم ميناء أدويسا.

وأضاف البرديسي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الفكرة الرئيسية هنا من يحتاج تلك الاتفاقية العالم كله، لكن روسيا لا تحتاج تلك الاتفاقية، فضربت ميناء أدويسا فإلغاء تلك الاتفاقية لا يضرها في شيء، ولا تعبأ روسيا بجميع الأطراف، سواء الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي.

وأشار البرديسي، إلى أن روسيا دولة قوية وترسانة عسكرية، لها حق الفيتو في مجلس الأمن، فأصبحت دولة عظمى وقطب كبير في مجلس الأمن، وعي دولة عظمى عسكريا بعيدا عن حجم اقتصادها.

وتابع: "روسيا تناطح الولايات المتحدة سياسيا وعسكريا وليس اقتصاديا، وتم انتهاك اتفاقية أمس لكن من وقعوها بالأمس يحتاجون استمرارية تفعيل هذه الاتفاقية، فتحتاج أوروبا والعالم كله استمرارية هذه الاتفاقية، لكن الأمر لا يمثل ضرورة لروسيا الاتحادية".

روسيا تستطيع منع تصدير الحبوب 

ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إنه من المبكر أن نقول عن اتفاقية انتقال الحبوب عبر البحر الأسود أنه لم ينجح، وذلك لأن مفاوضات اسطنبول إذا حددت اليات محددة لهذا الأمر، وكان هناك اتفاق على أن يتم إعادة التصدير من خلال رومانيا، فهذا الأمر يأخذ شهور ليتم تنفيذه. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إعلان هذا الاتفاق لا يعني أن اتفاقية اسطنبول قد نجحت بالكامل، ولكن نجاحها يحتاج إلى عدة اليات وتحركات متعددة وإرادة سياسية، لأن اتفاق تصدير الحبوب كان سيؤدي إلى اجراءات بناء ثقة مع الأطراف الأخرى. 

وأشار فهمي، إلى أن قيام روسيا بضرب ميناء أوديسا سوف يؤكد على أن روسيا تملك أوراق الضغط وسوف تمنع تصدير الحبوب بصورة كبيرة للفترة المقبلة، وهذا الاتفاق سيكون قائم ولكنه سيحتاج إلى اليات قبول من قبل الطرفين ووقف التدمير. 

روسيا تنفي ضرب ميناء أوديسا 

ومن ناحية أخرى، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، السبت، إن روسيا نفت لأنقرة أي تورط لها في الضربات على ميناء أوديسا الأوكراني.

وأوضح أكار غداة توقيع كييف وموسكو في إسطنبول اتفاقاً بشأن استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية "قال لنا الروس إن لا علاقة لهم على الإطلاق بهذا الهجوم، وإنهم يبحثون هذه المسألة من كثب".

كما أعربت تركيا عن "قلقها" إثر الضربات على ميناء أوديسا، وقال أكار "كون هذا الحادث وقع مباشرة بعد الاتفاق الذي أبرمناه بالأمس.. يثير فعلاً قلقنا"، مضيفاً "سنواصل تحمل مسؤولياتنا في الاتفاق الذي توصلنا إليه بالأمس".

ومن جانبه، قال الجيش الأوكراني إن صواريخ روسية أصابت منشآت للبنية التحتية في ميناء أوديسا الأوكراني، بعد يوم واحد من توقيع روسيا وأوكرانيا على اتفاق لإعادة فتح موانئ على البحر الأسود لاستئناف صادرات الحبوب.

واعتبرت أوكرانيا أن روسيا وجهت "صفعة" إلى الأمم المتحدة وتركيا بعد الهجوم على ميناء أوديسا، كما حملت كييف، السلطات الروسية المسؤولية كاملة إذا انهار اتفاق تصدير الحبوب.