الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في جامعة الدول العربية

غادة جابر
غادة جابر

هذا الصرح الذي يمثل أقدم منظمة إقليمية في العالم، والعمود الفقري لمنظومة العمل العربي المشترك تم إنشائها في 22 مارس عام 1945، كان أول اجتماع لها في أنشاص بالأسكندرية، على البحر الأبيض المتوسط، في 28 مايو عام 1946، وتطورت من سبع دول مؤسسة حتي وصلت إلي 22 دولة عربية منها 12 دولة تقع في آسيا و10 دول في إفريقيا تضم الجزائر ، البحرين ، جزر القمر ، جيبوتي ، مصر ، العراق ، الأردن ، الكويت ، لبنان ، ليبيا ، موريتانيا ، المغرب ، عمان ، فلسطين ، قطر ، السعودية ، الصومال ، السودان ، سوريا ، تونس ، الإمارات ، اليمن. 

وفي جلسة تاريخية، من ضمن الجلسات التي تشهدها الجامعة، ومن لقاءات لقيادات مختلفة، ورائدة في الوطن العربي وفي العالم، كان  لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالسيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وبالسادة سفراء الدول العربية في القاعة الكبرى بمقر الأمانة العامة بالقاهرة ونحن نعلم أن روسيا تناشد المجتمع الدولي و الدول العظمي والتي ترى  أنها رائدة في العالم من أجل المساندة في القضية والأزمة الروسي.  

وبدأ وزير الخارجية رحلته لزيارات دول أفريقيا من مصر، هذا الأمر الذى يؤكد ويرسخ لنا دائماً ، أن مصر رائدة في القارة السمراء، ومنها للشرق الأوسط ، وللعالم ، وأشاد لافروف بالدور العربي المتزن تجاه هذه القضية، فنحن على مسافة واحدة من الطرفين، ولا مكان لأى صراعات في العالم العربي، فدائماً الجامعة تناشد السلام، بالإضافة إلي أنه أكد على اتفاقه مع السيد أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة، على تحديد خطط إضافية ، لتعزيز العلاقات بين الجانبين ، في مختلف المجالات ، وأوضح أنه يتم التخطيط لعقد منتدى التعاون العربي الروسي، في دورته السادسة قريبا ً، مؤكداً أن روسيا منفتحة على الحوار مع العالم العربي ومع جميع دول العالم.  

واسمحوا لي أن أذهب إلي حديث وزير خارجية روسيا من وجهة نظر الباحث، والحس الأدبي، اللذان يصنعان رؤية لها أثر  وبُعد، ربما يكون تاريخي، أو ثقافي، أو سياسي، أو اقتصادي، هذا الرجل الذى تحدث كثيراً ، بكل جهد وعفوية وحجة وقوة ، عن تقديم الأسباب للعمليات العسكرية في أوكرانيا ، وهو يعلم تماماً أن موقفنا كعرب محايد ومتوازن ، فقدم أسباب الحرب ، وتداعياتها ، وقام بعرض أسبابه من باب التاريخ ، بأن أوكرانيا كانت ضمن الاتحاد السوفيتي ، وأن الناتو وعد بأن لا يضم أوكرانيا لتكون دولة معادية بعد أن كانت سوفيت ،وأن من حق الدولة الروسية أن تحافظ على أمنها القومي ، وعلى حدودها التي باتت مقسمة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، ولكن ، الآن بعد أن أصبح انضمام أوكرانيا للناتو يهددها ، لن تسمح روسيا بانهيارها وسيطرة قوة واحدة على العالم، بل إنه تطرق إلى أمر هام ، أمر نتحدث عنه دائماً.

نحن من نهتم بالمعرفة ، تحدث عن الثقافة الروسية ، وعن اللغة ، والدين ، والعادات والتقاليد ، التي حُرم منها الكثيرون من شعب أوكرانيا ، بالإكراه ، بل وجدوا نشر العنصرية ، ومعاداة روسيا ودعم النازية ، فالوشم الموجود على جسم الجنود الأوكرانيين ، يعود إلى هتلر ، أخذني حديثة التي أستمعتُ إليه جيداً ، إلى ما نحن نصبو إليه دائماً ، وإلى ما نحاول جاهدين دائماً على نشر الوعي و الثقافة ، والتمسك بالتراث ، واللغة ، والعادات والتقاليد ، فطمث الهوية هي الحرب الحقيقية ، الصراع من أجل البقاء بوطن، ليس من أجل العيش وأمتلاك الغذاء و الأسلحة فقط ، بل أن الفكر والعقيدة و الدين واللغة ، هم أساس القضية ، هذا ما أستشعرته من حديث لافروف الوزير الروسي ، الذى حمل حباً لبلاده وأصوله ، وأعتقد أنه أشار لهذا بقوة لأنه في حضرة ، جامعة الدول العربية ، ولما لا ؟ وهو يعلم أنه في المقر الذي جمع دولاً ذات قوة واحدة ، اللغة " فهي لغة الضاد " والعقيدة والوطن والسلام ، فخورة بمصريتي وعروبتي.