الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفي حب الوطن.. دائمًا للحديث بقية

ماريان جرجس
ماريان جرجس

التنمية أم الديمقراطية ؟  تُرى لمن الأولوية ؟  ذلك السؤال دائمًا ما يكون في ضمير أي أمة استفاقت من تغيير سياسي جذري ، فهناك دول تفضل البدء في التنمية وتلك هي الدول التي ستتفوق ربما اقتصاديًا ، وهناك بعض من الدول ستعطى الأولوية للديمقراطية ومزيد من الحريات إيمانا بأن أي تغيير سياسي يحدث هزة مجتمعية لابد من استيعاب تبعاتها وتلك الدولة ربما  ستشهد طفرة سياسية.


ولكن الدولة التي تدرك أن الاثنان مرتبطان ارتباط وثيق وأنهما دربها للنجاح، فمن المؤكد أن هذا هو نموذج الدولة التي تتفوق على ذاتها.

 

والتفوق على الذات هو واحد من مقدرات الدولة المصرية، التي آمنت أن السير بالتوازي في التنمية الاقتصادية والمجتمعية والسياسية هو الدرب الوحيد للتفوق، لتكون واحدة من مصاف الدول المتقدمة، وذلك من خلال جلسات الحوار الوطني ذلك الحوار الممتد، وهى حالة فريدة بل الأولى من نوعها في الوطن العربي وتحاول توُنس الشقيق أن تحذو حذو مصر وإقامة حوار وطني أيًضا.


ربما يعتقد البعض أن الدولة المصرية بدأت في التنمية ثم اتجهت للحوار ولكن ليس هذا هو المشهد ، فطيلة السنوات الماضية كانت الإصلاحات تستهدف إصلاح أساسات الدولة وتحويلها من شبه دولة اثر كل محاولات التخريب إلى دولة حقيقية ، قوية البنيان حتى يتسنى لنا الحوار والعمل في آن واحد.

 

وتأتى هنا الحالة الحوارية لتستهدف وتكمل ما بدأته حلقة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية مستهدفة المحليات على سبيل المثال وهى واحدة من القضايا المعلقة  والتي لا يمكن استهدافها بالإصلاح السياسي قدر استهدافها بشكل أكفء من خلال الحوار المجتمعي الحقيقي ، استحداث حلول أمام تحديات عالمية جديدة ، تشكيل ملامح حالة حوارية ممتدة لعقود وأجيال قادمة وهذه هي قمة المهنية السياسية أن تستجمع الدولة كفاءاتها الداخلية لتواجه مخاطر عالمية بل وتضع أطروحات على الساحة العالمية الممتلئة بقضايا ساخنة وملفات ملتهبة مثل جائحة كورونا وقضايا المُناخ والصراع الروسي الأوكراني و كأن من رحم الدولة المصرية تولد مقترحات حلول قضايا عالمية تمس مستقبل البشرية.

 

ومن المرجو أيضًا أن يشمل الحوار الوطني ، جلسات استماع لشباب دون وفوق الثماني عشر ، وتشكيل واستخراج منهم نشطاء ومتطوعين يتبنون قضايا هم مهتمون بها ، مثل الهجرة الغير نظامية و كيفية القضاء عليها ، مثل التطرف والإرهاب الفكري وكيفية مواجهته ، والإجابة على بعض الأسئلة الهامة مثل :- أين يذهب العائدون من داعش وغيرها من المنظمات المسلحة، كيفية تحقيق الأمن الغذائي والمائي في الوطن العربي خاصة في دول مثل الصومال واليمن.

 

إن تلك الحالة الفريدة من شأنها أن تفرز الكثير من الكوادر وتعيد إنتاج الكثير من الأفكار المبدعة فتتفوق الدولة المصرية على نفسها كعادتها.