الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزيارة المشؤمة ومعاقبة الصين للولايات المتحدة.. ماذا فعلت بكين بعد خطأ بيلوسي؟

تصاعد الأزمة بين
تصاعد الأزمة بين الصين والولايات المتحدة

ما زالت التوترات مستمرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أن الأمور ستزداد تفاقما على خلفية الزيارة التي أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، ومن ضمن هذه التداعيات، إعلان 5 شركات صينية كبرى، اليوم الجمعة- بينها 2 من أكبر مجموعات النفط- انسحابها من بورصة نيويورك.

بايدن وتشي

تصاعد الأزمة بين الصين وأمريكيا

وأعلنت "سينوبيك" و"بتروتشاينا"، وهما من أكبر مجموعات الطاقة فى العالم، أنهما ستتقدمان بطلب "لانسحاب طوعى" من سوق المال الأمريكية، وكذلك صدرت إعلانات مماثلة عن شركة الألمنيوم الصينية "تشالكو" و"تشاينا لايف"، بجانب فرع لـ "سينوبك"، مقره فى شنجهاي.

وقال نائب وزير الخارجية الأسبق، السفير علي الحفني، إن رد الفعل الصيني هو شيء طبيعي، يأتي ردا على التحرش والتنمر الذي تجلى مؤخرا فيما يتعلق بقضية تايوان وزيارة مسئولة كبيرة في منصب رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي وهي زيارة كانت غير ضرورية، مما تسببت في هذا التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وأضاف الحفني - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن العلاقات بين الصين وأمريكيا يميزها مصالح كثيرة جدا قائمة بين الدولتين، وكان يجب أن تتحسب الولايات المتحدة لمثل ردود الأفعال الصينية، وردو الأفعال هذه هي شيء طبيعي فهناك مليار و400 مليون نسمة في الصين كانوا يتوقعون أن تبدي حكومتهم وزعيمهم الرئيس شي جين بينج، ردود فعل تتناسب مع هذا الحدث الذي تجلى من خلال زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، مما أدى لتوتر في العلاقات بين البلدين.

الصين والولايات المتحدة

المزيد من ردود الأفعال الصينية

وتابع: ليس هناك شك أن هذا سيمثل خسارة كبيرة للولايات المتحدة، والتي تستمر بتطبيق العقوبات مرة تلوى الأخرى على الصين، أحدهما بسبب العمل القصري في منطقة  شينجيانج في شمال غرب الصين، ومن قبلها هونج كونج والعديد من المناطق، لذلك كان شيء متوقع ومنتظر من الصين أن تلجأ لمثل هذه العقوبات سواء من قبل الحكومات أو من قبل الشركات المسجلة في البورصة الأمريكية.

وقال الحفني: نحن كدول لا ناقة ولا جمل لنا في هذه النزاعات، ولكن نحن نتطلع دائما أن يسود السلم والأمن في ربوع العالم المختلفة، بحيث نتفرغ لقضية التنمية ونبذل أقصى الجهود في سبيل تحقيق التنمية المستدامة.

وواصل حديثه: يأتي هذا التوتر في وقت يشهد فيه الوضع العالمي قدر كبير من الاضطراب بفعل الأزمات المتراكمة نتيجة للعديد من الأسباب منها جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة، وأزمة الغذاء العالمية، مضيفا: نحن لدينا من التحديات ما يكفي مثل تحدي التيار المناخي والذي نرى أثاره البالغة في أوروبا والولايات المتحدة، ولكن بصفة خاصة في القارة الأفريقية، لذلك رد فعل الصين هو متوقع ومنتظر في موقف لم تسعى له الصين.

الأزمة بين الصين وتايوان

الأزمة بين دولتي الصين وتايوان

وأضاف الحفني: لا شك أنه سيكون هناك الكثير من ردود الأفعال الصينية لأن قضية تايوان تمثل قضية وجودية بالنسبة للصين، فتايوان هي جزء من التراب الصيني ومن الوطن الأم وذلك بشهادة العالم وأوله الولايات المتحدة الأمريكية لذلك لن تتعامل الصين أن تتعامل مع الموقف بشكل اعتيادي، وستتعامل مع الموقف بشكل صارم لتؤكد على أهمية القضية وتايوان بالنسبة لها ولتؤكد على أهمية الوطن الواحد.

وهناك توترات بين الصين وتايوان مثلت أزمة تشبه إلى حد كبير أزمة روسيا مع جارتها أوكرانيا التي قامت على أثرها الحرب الحالية في شرق أوروبا، والسبب أن الصين تعتبر تايوان مقاطعة انفصالية يجب أن تصبح جزءا من البلاد، ولم تستبعد الصين احتمالية استخدام القوة لتحقيق غرضها بضم جزيرة تايوان إلى حدودها.

وبموجب سياسة "الصين الواحدة"، لا تعترف واشنطن بتايوان دبلوماسيا، لكنها تبيع أسلحة للجزيرة ذات الحكم الذاتي الديمقراطي حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها، وهو الأمر الذي يزيد من قلق ومخاوف الصين، وتعتبر العلاقات التي تربط الولايات المتحدة بتايوان على المستوى العسكري أكبر تهديدًا للصين التي تجابه أمريكا بالندية.

الصين والولايات المتحدة الأمريكية

أمريكيا تستفز التنين الصيني

وفي تصعيد للأزمة من الولايات المتحدة الأمريكية، قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، بزيارة إلى تايوان قبل عدة أيام، مما تسبب في تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لأن الصين ترفض أي دور أمريكي، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض الوصاية الثانية على تايوان.

وكانت لحظة هبوط طائرة بيلوسي إلى قلب العاصمة تايبيه؛ تغييرا متعمدًا في سياسة أمريكا التي كانت لا تعترف دبلوماسيًا بتايوان، وتلتزم بمبدأ الصين الواحدة.

وكانت تصريحات نانسي بيلوسي مطمئنة لتايوان لكنها حملت عداءً صريحًا للصين، حيث قالت إن دعم أمريكا لتايوان سيصبح أكبر من أي وقت مضى، مما مثل استفزازا للصين.

وردت الخارجية الصينية، حينها، ببيان كان عنوانه "الأمريكيون يلعبون بالنار"، وشدد البيان على أن الصين لن تعجز على الرد على هذه التحركات الأمريكية التي باتت أكبر تهديدًا للسلم العالمي ولن تكون نهايتها جيدة.