الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الثقافة المرورية مادة جديدة في المدارس.. هل تقلل من حوادث الطرق؟

أرشيفية
أرشيفية

بالرغم من الجهود المضنية التي تتبعها سياسة الدولة في تطوير وإنشاء شبكات الطرق الجديدة، إلا أن نزيف الأسفلت مازال مستمراً بسبب غياب الثقافة المرورية لدى الشعب المصري.

فكثيرون يجهلون أهمية إتباع الإرشادات المرورية واحترام إشارة المرور كأبسط إجراء سواء من  قبل سائق السيارة والمواطن الذى يسير على قدميه، فالكل يتسابق من أجل عبور الطريق دون الالتزام بأهمية احترام الإشارة، والنتيجة حوادث بشكل يومي تتكرر أغلبها بسبب السرعة الجنونية ومخالفة التعليمات المرورية.

كم أسرة فقدت عائلها وكم أم فقدت أبنائها جميعاً لعلنا نتذكر حادث طريق دمياط الدموي الذى راح ضحيته ثلاث أشقاء طلاب بكليات الطب، وغيرها من الحوادث المؤلمة التي يقشعر لها الأبدان بسبب الجهل بخطورة مخالفة التعليمات والارشادات المرورية وتجاوز السرعة المسموح بها. 

وبالرغم من ذلك كشفت بيانات حديثة عن تراجع كبير  في عدد حوادث الطرق في مصر بنهاية عام 2020، حيث بلغ عدد الإصابات نحو 56 ألفاً و789 حادثا، مقابل نحو 79 ألف و904 حوادث عام 2019 بنسبة انخفاض تقترب من 29%.

عدم اكتمال الثقافة المرورية

من جانبه قال اللواء أحمد هشام، الخبير المرورى، إن الثقافة المرورية غير مكتملة عند قائد السيارة والمواطن، وعدم اكتمالها يعود إلى غياب التوعية السليمة بخطورة حوادث الطرق التي تؤدى بحياة الأشخاص، ويستمر نزيف الأسفلت يحصد الأرواح كل يوم ، هناك أسر بالكامل فقدت نتيجة حوادث الطرق

وأطالب هشام في تصريحات لـ "صدى البلد"، بضرورة تدريس منهج الإرشادات المرورية والثقافة المرورية لدى طلاب مرحلة الـ kg مثلما كان يوجد قديما إرشادات خاصة بكيفية الاعتناء بالنظافة الشخصية وغسل اليدين لدى الصغار، مضيفاً أن التعليم في الصغر والتوعية بالإرشادات المرورية وثقافتها سوف يكون لها تأثيراً وعائداً في المستقبل.

وأضاف أنه لابد من التكاتف بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، التضامن الاجتماع والتنمية المحلية ووزارة النقل لعمل دورات تدريبية وندوات تثقيفية بخطورة حوادث الطرق وعدم الالتزام بقانون المرور وإتباع الإرشادات المرورية، معولاً على وزارة التعليم العالي بأن تتبنى سلسلة ندوات حول الثقافة المرورية لشباب الجامعات حيث إنهم يعدوا في مرحلة المراهقة وأكثر فئة تستخدم السيارات وتقودها دون الالتزام بالإرشادات المرورية وتجاوز السرعة المسموح بها.

وتابع الخبير المرورى: "كذلك وزارة التضامن الاجتماعي لابد من عقد ندوات توعية بضرورة الالتزام واتباع الإرشادات المرورية ، لمن يحصلون على إعانات تتمثل في تروسيكل او سيارة، لتفادى حوادث الطرق".

مشاركة الوزارات المعنية

واستطرد: "أيضاً وزارة التنمية المحلية يجب أن تقوم من خلال الوحدات المحلية والمراكز  داخل القرى بأن تتبنى حملة توعية من خلال ندوات تثقيفية تتم لسائقي المركبات، بالإضافة أيضاً إلى وزارة النقل يجب عليها أن تقوم بعقد دورات تثقيفية لسائقي المركبات وإلزامهما بضرورة إتباع الإرشادات المرورية والالتزام بعدم الوقوف في نهر الطريق ويتم إتباع التعليمات الخاصة بسير كل مركبه ملزمة للسائق".

وأشار هشام إلى ضرورة وأهمية تطبيق مواد قانون المرور الجديد حيث به عقوبات رادعة تعمل على الحد من حوادث الطرق ووقف نزيف الأسفلت المتكرر يومياً، بجانب التوعية ونشر الثقافة المرورية من خلال وسائل الاعلام المختلفة سواء مرئية أو مسموعة أو مقروءة .

ولفت إلى أن هناك إحصائيات سنوية حول حوادث الطرق وأعدادها وأسبابها ، أظهرت أن هناك 77% من الأسباب تعود إلى أخطاء ارتكبها قائد السيارة، منوهاً إلى أن شبكة الطرق الجديدة عملت على تقليل حوادث الطرق من 8663 حادث في 2019 إلى 4000 في 2020 ولكن ظلت نسبة أخطاء سائق السيارة في ازدياد، مرجعاً ذلك إلى أخطاء العنصري البشرى في كل حوادث الطرق وهو المتسبب الرئيسي بها بسبب تجاوز السرعة الجنونية والسير عكس الاتجاه والوقوف في نهر الطريق وعدم الالتزام بالإشارات الضوئية ، وذلك يعود إلى غياب الثقافة المرورية والتوعية المطلوبة من قبل وسائل الاعلام .

معوقات تدريس مادة الثقافة المرورية

ومن جانبه قال اشرف فضالي، خبير شئون التعليم ورئيس لجنة تطوير التعليم بحزب الوفد، إن مسألة تدريس مادة الثقافة المرورية هو في ظاهره شيء إيجابي ولكن يحتاج إلى ميزانية ضخمة من حيث طباعة كتب خاصة بهذه المادة وتوفير كادر المدرسين وتوفير معامل ووسائل تعليمية، بجانب إعداد دورات تدريبية للمعلمين حول الإرشادات  المرورية.

وأضاف فضالي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ذلك الامر مرهق للغاية لميزانية الدولة وسوف يكبدها أعباء بجانب زيادة حشو المناهج الخاصة بطلاب المرحلة الابتدائية التي عهد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم الجديد على تخفيفها للصف الرابع الابتدائية فور توليه حقبة الوزارة مقترحاً بأن يكون مجرد معلومات يتم وضعها وتدريسها بمادة العلوم حتى لا تكون عبء على الطالب والميزانية.

وأشار إلى أنه من المفترض والأولى أن يكون هناك مادة تحمل اسم العلوم العامة تشمل التوعية الوطنية والمرورية والسلوكية.

مادة الثقافة المرورية غير مجدية

وعلى صعيداً اخر، يرى الدكتور حسن مهدى، أستاذ الطرق والنقل بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أن تدريس مادة الثقافة المرورية بمفردها لطلاب المدارس هو شيء غير مجدى نظراً لغياب هذه الثقافة لدى القدوة لديهم.

وأقترح مهدي في تصريحات لـ "صدى البلد"، إجراء حملة توعية شاملة على كل الأصعدة بضرورة واهمية الثقافة المرورية  وخطورة حوادث الطرق، لافتاً إلى أن شبكة الطرق الجديدة قامت بنوع من التنظيم داخل المدن حيث تم إنشاء كباري مشاة وإشارات ضوئية وأماكن لعبور ذوى الاحتياجات الخاصة، ولكن هناك تعامل سلبى من قبل المواطن.

تغليظ العقوبات على مخالفي المرور

كما طالب مهدي بتغليظ العقوبة على السيارات التي تستخدم انواراً لافته لأنها تصيب قائدي السيارات المجاورة بعمى وقتي، وكذلك تغليظ العقوبة على من لا يتبع الإرشادات والتعليمات المرورية ، بجانب أهمية عدم استخراج رخصة القيادة سوى بعد التأكد من أن الشخص يستطيع القيادة بالفعل.

وتابع: "كذلك إعادة تجديدها كل خمس سنوات نظراً لإصابة البعض بأمراض مزمنة مثل السكر وضعف البصر، وضرورة متابعة الصيانة الدورية للسيارة في مراكز معتمدة للتأكد من سلامة الإطارات ووضع السيارة، وكذلك ضرورة تفعيل دور المجلس الأعلى للسلامة على أن يكون  تحت إشراف مجلس الوزراء.

وطالب خبير الطرق شركات التأمين بضرورة تمويل حملات التوعية بالثقافة المرورية ومرفق الإسعاف الذى يعد الجندي المجهول في  كافة الحوادث.


-