EN 
ظهيرة كل جمعة يتطيب المسلمون ويحتشدون في المساجد لاداء فريضة صلاة الجمعة بعد أن يستمعوا إلى الخطبة التي يلقيها عليهم خطيب المسجد، إلا أنه وللمرة الأولى في حادثة أثارت جدلاً واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، قام عدد من أهالي محافظة المنوفية بتأدية صلاة الجمعة وراء الإذاعة بدون وجود خطيب.
أهالي المنوفية يصلون الجمعة بدون خطيب
أقبل عدد من أهالي قرية الشهيد فكري بمركز بركة السبع في محافظة المنوفية، على أحد المساجد لأداء فريضة صلاة الجمعة، إلا أنهم فوجئوا بعدم وجود إمام أثناء الصلاة، فسادت حالة من الاستياء الشديد بين الأهالي.
أضطر الأهالي في قرية الشهيد فكري، إلى استخدام الإذاعة والاستماع إلى صوت الخطيب من خلالها، حتى انتهاء الخطبة، وبعدها تقدم أحدهم ليكون إمامًا للمصلين خلال صلاة الجمعة.
وكيل أوقاف المنوفية يطالب الأهالي بتقديم شكوى رسمية
أكد الشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة المنوفية، أنه لم يتلقى أي شكاوى من الأهالي حول عدم وجود إمام للمسجد، مضيفًا أنه يتلقى تقريرًا من وكلاء المديريات في مراكز المحافظة عقب أداء صلاة الجمعة، ولم يتلقى أي شكاوى من مركز مدينة بركة السبع.
وطالب وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة المنوفية، الأهالي بالتقدم بشكوى رسمية حول هذه الواقعة لفحص المسجد ووجود الإمام ومتابعته حتى لا تتكرر هذه الواقعة مرة أخرى.
حكم أداء صلاة الجمعة من الإذاعة
بعد انتشار واقعة تادية أهالي المنوفية صلاة الجمعة خلف الإذاعة، تقلت دار الإفتاء سؤالاً « هل تجوز صلاة الجمعة بالاستماع لخبتي الجمعة المذاعتين بالراديو والصلاة خاف إمام مسجد القرية؟»، وكان رد الإفتاء كالتالي:
«للإجابة على هذا السؤال يتعين الرجوع إلى آراء الفقهاء في ذلك، وقد اشترطوا لصحة صلاة الجمعة
أن يسبقها خطبتان أو خطبة واحدة على الأقل، ولا يعلم مخالف في ذلك سوى الحسن الذي قال: تجزئ صلاة الإمام خطب أو لم يخطب؛ لأنها عنده صلاة عيد، فلا تشترط لصحتها الخطبة كصلاة عيد الأضحى.. وهذا القول لا سند له من عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، وعمل المسلمين بعده؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتي الجمعة ثم يصلي بالناس، ويقول " صلوا كما رأيتموني أصلي: رواه البيهقي في سننه…
ولذلك اشترط الفقهاء أن يتولاهما من يتولى الصلاة اقتداء بفعل الارسول، ولأن الخطبة أُقيمت مقام ركعتين، فهي جزء من صلاة الجمعة أو كالجزء».
ومن أجاز من الفقهاء أن يتولى الإمامة غير من يخطب اعتبر ذك من باب الاستخلاف، وهو جائز بعذر وبغير عذر حسب اختلاف المذاهب، وما دام الفقهاء قد اشترطوا لصحة صلاة الجمع أن يسبقها خطبتان يتولاهما الإمام أو غيره عنه بإذنه بطريق الاستخلاف، فإن الخطبة المذاعة من الراديو لا تحقق هذا المعنى.
حكم إلغاء خطبة الجمعة
استكمالاً للإجابة على على السؤال الموجه إلى دار الإفتاء، أوضحت أن إلغاء الخطبة في المساجد واكتفاء بالاستماع إلى الخطبة المذاعة غير جائز شرعًا، وفضلاً عن ذلك فإن الأصل أن تختلف الخطب باختلاف الأقاليم، وباختلاف جمهور المصلين، وأن تتناول ما تمس الحاجة إليه من حوادث وأخلاث وتهذيب، وما يحتاج إله جمهور الزراع يغاير ما يحتاج إليه جمهور الصناع، وهكذا، ولا يحقق الغرض من الخطب على الوجه الأكمل إلا أن يقوم كل إمام في مسجده بهذا الواجب، وإذا كان بعض الأئمة لا يحسنون القيام بواجباتهم أو لا يقدرون عليه، فإن بيد وزارة الأوقاف القائمة على شئون المساجد علاج هذه الحالة، وبهذا علم الجواب على السؤال.
