الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة أديب نوبل.. أجرأ أسئلة شخصية جاوب عنها نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

للكاتب الراحل نجيب محفوظ، الذي تحل غدًا، الإثنين، ذكرى وفاته مئات الحوارات التي أجريت معه، في مختلف المجلات الأدبية والثقافية بالدول المختلفة، وربما يكون الحوار الذي أجراه معه عبد التواب عبد الحي، وظل مركونًا في أوراقه حتى نشر في مجلة دار الهلال عام 2005، هو الأجرأ، حيث تناول موضوعًا شائكا في حياة نجيب محفوظ، ودار حول موضوع واحد "الحشيش".

وحسب ما قال عبد التواب عبد الحي في مقدمة الحوار، أن الأسئلة لم تغضب نجيب محفوظ نفسه لم يصبه الحرج وهو يجيب عنها  ووصفها بأنها: "أسئلة أصيلة"، وراح يجيب عنها بدهشة وترحيب وإحساس رطبته الطرافة، ونشر الحوار في مجلة الهلال بعد قرابة 50 عاما على إجرائه، نظرًا لرفض العديد من رؤساء التحرير نشره، ونشر  بعد ذلك  في كتاب "نجيب محفوظ ناقدًا.. مقاربة تأويلية لحواراته في المجلات الأدبية"، للدكتور تامر فايز الصادر عن الهيئة العامة للكتاب.

 وإلى نص الحوار: 

هل دخنت الحشيش مرة؟!

آه.. زمان واحنا تلامذة في ثانوي، قول كده سنة ١٩٢٧ أو ۱۹۲۸؛ كنا قاعدين على قهوة في الغورية، واحد صاحبي عزم عليا بنفس، أخدت نفسين، وقعت من على الكرسي في غيبوبة! من يومها أخذت حصانة ضده!.

سنة 1948 أصبت بالكبد، أخذت مناعة أخرى ضد شرب الخمر، ظروف أنقذتني وقادتني إلى الطريق القويم!.

 لحظة انقطع فيها تيار الفكر المتأمل، ثم عاد نجيب يضيف: أغلب أصدقائي كمان لا يدخنون الحشيش، والصحبة تصون، وقد تعدي!.

هل قعدت مرة في غرزة؟!

زمان كانت القهوة العادية، منها قهوة، ومنها غرزة لحرق الحشيش! وأنا من زمان أهوى قعدة القهوة؛ القهوة مدرسة لمطالعة أعماق الناس وقراءة تصرفاتهم!.

ما هي ملاحظاتك على المساطيل؟! 

حالتهم حالة بين اليقظة والمنام؛ العقل الواعي نائم، والإرادة مسترخية، وذهول عن الواقع المعاش، إثارة مفتعلة لأدنى إشارة، وضحك مبالغ فيه، مثل نوبات الضحك الألي الناجم عن "زعزعة"!. 

لك قراءات عن المخدرات.. أو "ثقافة الغيبوبة"؟!

أتابع ما تنشره الصحف من دراسات عن المخدرات، إنما أبرز ما في ذهني عنها، قرأته أيام الحرب العالمية. 

لأ الثانية طبعا.. نشبت حملة في الصحف المصرية كان يقودها دكتور غلوش؛ وكانت الحملة تدعو للتسامح النسبي مع الحشاشين، لأن الحشيش- يقول د. غلوش- بدیل مقبول للخمر؛ والخمر أضرارها الصحية والاجتماعية أشد وأعظم!.

ولاكت الألسنة الموضوع بتفصيل شديد؛ ناس قالت: الحشيش ليس له أضرار جدية، وآخرون قالوا: إن ضرره الصحي أقل من ضرره الخلقي والاقتصادي والاجتماعي؛ حيث يطفيء الهمة، ويرخي أوتار الإرادة، فينزلق من فوقها الإحساس بالمسئولية، والقدرة على الانضباط وإحكام الالتزام!. وأكدت الحملة أيامها رأيا طبيا، يقول: إن الحشيش مضعف جنسي، وليس داعما للقدرة الجنسية بأي حال، كما هو الاعتقاد الحافز عند معشر الحشاشين!