الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ارتفاع نسب الطلاق يهدد الأسرة المصرية.. تدخل حكومي عاجل لوقف «خراب البيوت»

أرشيفية
أرشيفية

الطلاق.. يعد تدخل الأهل في حياة أبنائهم المتزوجين انتهاكاً لخصوصية العلاقة الزوجية، وظاهرة يعاني منها المجتمع المصري بشكل كبير، وأحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع معدلات الطلاق في مصر.

ارتفاع كبير في معدلات الطلاق بمصر

وينصح دائما بضرورة وجود نوع من الاستقلالية في الحياة حتى يسطيع الزوجان حل مشاكلهما دون تفاقم أو الوصول لـ الطلاق المبكر ، ولتقليل نسب الطلاق داخل المجتمع المصري أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي مبادرة "مودة" التي تهدف إلى تنظيم دورات تدريبية للمقبلين على الزواج.

وكشفت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، تفاصيل إلزام المقبلين على الزواج بالحصول على دورات "مودة" لإعداد المقبلين على الزواج.

وقالت "القباج"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “آخر النهار”، إنه يتم مناقشة هذا الأمر في الوضع الحالي، أن تكون ملزمة للمقبلين على الزواج، كتدريب، يحصل عليه الشباب وفق 3 خطوات؛ لأن عملية الزواج وبناء أسرة ليست عملية بسيطة، والدولة ترغب في الحفاظ على الأسرة المصرية، وخفض معدلات الطلاق وحماية الأطفال من أسر مفككة وتداعياته السلبية على الأطفال.

وأكدت أن استقرار المجتمع المصري أساسه استقرار الأسرة في كيان واحد وفق تدشين منهج تدريبي يضم علماء الدين، والمناهج التربوية والنفسية للمقبلين على الزواج من النواحي الأسرية، والاجتماعية، والنفسية، والتوسع في مجالات الاستشارات النفسية ومواجهة جميع فة المشاكل الأسرية والصحية، ومتابعة الزوجين برامج التربية الايجابية للأطفال.

وجاء تدخل الأهل في حياة أبنائهم ضمن أسباب الطلاق المبكر، حيث قال الدكتور شوقي علام، مفتى الديار المصرية، إن أحد الأسباب الرئيسية للطلاق المبكر هو تدخل الأهل، معتبرا أنه "لم تعد هناك خصوصية للعلاقة الزوجية".

وأشار مفتي الديار المصرية إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى طرح أفكار سواء من هذا الجانب أو ذاك على الشباب، وهي أفكار قد تكون سلبية أو إيجابية، لافتا إلى أن هناك "أسرا حكيمة تتدخل بشكل إيجابي من أجل بقاء هذه الأسرة، وتنمي فيها الشعور بالانتماء لبعضهما البعض".

وأضاف علام أنه على الأسر في حالة التدخل أن يكون ذلك بصورة إيجابية، و"ترك مساحة للزوجين لخوض التجربة".

أسباب تؤدي للطلاق المبكر في مصر

وقال إن "من أسباب الطلاق المبكر هو سوء اختيار شريك الحياة من البداية، وهناك جهل لدى الزوجين بمتطلبات الحياة الزوجية وطريقة إدارة المنزل وتجاوز الأزمات”.

وتابع علام: "وجدنا أنه من أسباب الطلاق المبكر هو السوشيال ميديا التي تنهي الحياة الزوجية بسبب إحداث قدر من الشكوك حول الحياة الزوجية، وتدخل الأهل من أسباب الطلاق  المبكر".

وللوقوف على الأسباب التي تساهم في رفع معدلات الطلاق، ناقش "صدى البلد" الأمر مع أحد استشاريي العلاقات الأسرية.

وقال الدكتور وليد هندي، استشارى الطب النفسي، إن مرحلة ما قبل الانفصال تأخذ شكلين مهمين، الانفصال العاطفي أو الخرس الاختياري، وهي المرحلة التي يصل فيها الزوج والزوجة لمرحلة من اليقين أنه لا مفر سوى الانفصال.

ووجه هندي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، النصح للزوجين بضرورة أن يعمل كل طرف على إصلاح نفسه قبل أن ينظر لأخطاء الطرف الثاني ويتعايش تعايشا سلميا والتأقلم مع الظروف الموجودة، قائلا: "نسير بأسلوب هيا بِنَا، وأن يكون هناك حسن استماع وإنصات وتبادل الأدوار لمعرفة تأثير أي رد فعل يصدر منا على الطرف الأخر".

وأكد هندي ضرورة عدم اللجوء إلى طرف ثالث عند حل المشكلات حتى لا تتفاقم وألا تطول فترة الخصام وعدم الوصول بالخلاف لمرحلة الانفجار، مشيرا إلى أنه "لا بد من وجود تنازل نسبي في بعض المواقف للحفاظ على كيان الأسرة".

وذكر استشاري الطب النفسي، أن تدخل الآباء يعد من أكبر الكبائر في الحياة الزوجية ويؤدي إلى الانفصال السريع، نظراً لوجود غضب مكبوت داخل الزوج والزوجة نتيجة الشحن الدائم من قبل الأهل، ويلحق ضررا نفسيا قبل الضرر الاجتماعي.

الطلاق مبكرا بعد عام من الزواج 

وأضاف هندي، أن هناك بعض الحالات التي تسكن فيها الزوجة مع أهل زوجها يتم فيها السيطرة والسطو عليها وتكون دائما في موضع نقد دائم وسافر ببعض الأحيان، وهذا التدخل يحولها لخادمة وليست زوجة تشعر حينها بالاضطهاد وعدم التقدير، قائلا: “هناك 28% من حالات الطلاق بمصر وقعت نتيجة أن الزوج ”ابن أمه" يخلط بين البر بأمه والتبعية لها والتدخل فى شئونة وشئون زوجته، وهذه جميعها تتسبب في وقوع مشكلات جمة".

وتابع: “بالإضافة إلى ذلك يوجد أيضا التداخل بين السلايف وبعضهم البعض”، منوها إلى أن 70% من حوادث الطلاق في مصر تمت خلال العام الأول من الزواج، بسبب تدخل الأهل في حياتهم وتقوية كل طرف على الأخر.

وطالب هندي الآباء بعدم التدخل في حياة أولادهم وفطامهم اجتماعياً وتركهم يشكلون حياتهم طبقا لرؤيتهم، وعلى الزوجة الصبر للحفاظ على الأسرة.

وبلغ عدد حالات الطلاق 254777 حالة عام 2021 مقابل 222036 حالة عام 2020، بنسبة زيادة قدرها 14.7%، وفقا للنشرة السنوية  لإحصاءات الزواج والطلاق لعام 2021.

وبـلغ عـدد إشهادات الطـلاق 243583 إشهادا عام 2021 مقابل 213950 إشهادا عام 2020، بنسبة زيادة قدرها 13.9%

كما بلغ عدد إشهادات الطلاق في الحضر 133417 إشهاداً عام 2021 تمثل 54.8% من جملة الإشهادات مقابل 116845 إشهادا عام 2020، بنسبة زيادة قدرها 14.2%.

وفي المقابل، بلغ عدد إشهادات الطلاق في الريف 110166 إشهاداً عام 2021 تمثل 45.2% من جملة الإشهادات مقابل 97105 إشهادات عام 2020، بنسبة زيادة قدرها 13.5%.

الفئات الأكثر أقبلا على الطلاق بمصر

أما عن سن الطلاق، فقد سجلت أعلى نسبة طلاق في الفئة العمرية (من 30 إلى أقل من 35 سنة)، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 48342 إشهاداً بنسبة 19.8%، بينما سجلت أقل نسبة طلاق في الفئة العمرية (من 18 إلى أقل من 20 سنة)، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 390 إشهاداً بنسبة 0,2% من جملة الإشهادات وقد بلغ متوسط سن المطلق 40.1 سنة عام 2021.

وبالنسبة للمطلقات، فقد سجلت أعلى نسبة طلاق في الفئة العمرية (من 25 إلى أقل من 30 سنة)، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 43427 إشهاداً بنسبة 17.8%، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية (65 سنة فأكثر)، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 1637 إشهاداً بنسبة 0,7% من جملة الإشهادات وقد بلغ متوسط سن المطلقة 33.8 سنة عام 2021.