الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دانتي أليغييري أبو اللغة الإيطالية ألهم أجيالا بسبب الكوميديا الإلهية

صدى البلد

يصادف اليوم ذكرى وفاة الشاعر الايطالي دانتي أليغييري (1265 – 1321) مؤلف “الكوميديا الإلهية” والكاتب الفلورنسي الملقب “أبواللغة الايطالية”.
 

دانتي أليغييري ابو اللغة الايطالية

عرف دانتي أليغييري بانه  "أبو اللغة الإيطالية” حيث ساهم دانتي في ولادة اللغة الإيطالية بعدما فضّل كتابة تحفته الفنية بلهجة توسكانا بدل اللاتينية.

وتشكل “الكوميديا الإلهية” التي نشرت في بداية القرن الرابع عشر، رحلة خيالية إلى الجحيم والمطهر والجنة وقاد نجاحها مؤلفين آخرين من القرون الوسطى، مثل بترارك وبوكاتشيو، إلى الكتابة أيضا باللهجة المحلية ووضع أسس اللغة الإيطالية الحديثة.

كما أن المؤسسة التي تتمثل مهمتها في نشر اللغة والثقافة الإيطالية في جميع أنحاء العالم، تسمى “مؤسسة دانتي أليغييري”.

كذلك تخطط إيطاليا لافتتاح “متحف اللغة الإيطالية” في مجمع كنيسة سانتا ماريا نوفيلا في فلورنسا، مسقط رأس الشاعر.

عرف دانتي أليغييري بأنه نظير شكسبير تُعتبر “الكوميديا الإلهية” قصيدة وحكاية شخصية عن الفداء وقصيدة ملحمية عن الفضائل الإنسانية وأيضا عمل مؤثر جدا في الخيال العلمي ولا يزال الجزء المرتبط بـ”الجحيم” في “الكوميديا الإلهية، بدوائره المختلفة المرتبطة بالخطايا السبع المميتة، يشارك في صوغ الصورة الموجودة حاليا عن الحياة بعد الموت في الخيال المسيحى اليوم.

من هنا، قال الشاعر البريطاني ت.س. إيليوت إن “دانتي وشكسبير يتشاركان العالم الحديث، ولا يوجد رجل ثالث”.

من جانبه، وصف الكاتب الأرجنتيني الكبير خورخي لويس بورخيس “الكوميديا الإلهية” بأنه “أفضل كتاب أنتجه الأدب على الإطلاق”.

واشتهر دانتي في الثقافة الشعبية  حيث ألهمت “الكوميديا الإلهية” أجيالا من الكتّاب والرسامين والنحاتين والموسيقيين والمخرجين ومؤلفيالكتب المصورة.

ومن بينهم رسام عصر النهضة الإيطالي ساندرو بوتيتشيلي، والرسام الإسباني سلفادور دالي، والمؤلف الموسيقي الروسي تشايكوفسكي،ومؤلفو سلسلة “إكس من”، والكاتب الأميركي دان براون.

كذلك تجسد “القبلة”، التمثال الشهير للنحات الفرنسي أوغست رودان، شخصيتي باولو وفرانشيسكا، الزانيان العاشقان اللذان يلتقي بهمادانتي في الدائرة الثانية من الجحيم.

 

كذلك ألهمت “الكوميديا الإلهية” لعبة فيديو شهيرة (“جحيم دانتي”) فيما يبدأ بريت إيستون إليس روايته الشهيرة “أميريكن سايكو” بهذاالاقتباس من “الجحيم”: “أيها الداخل إلى هنا، أترك وراءك كل أمل”.

عن دانتي أليغييري 

ولد دانتي في فلورنسا عام 1265 ونفي عام 1302. وتوفي في رافينا بشمال شرق إيطاليا على ساحل البحرالأدرياتيكي.
 

يتحدر دانتي من عائلة ثرية، ولم يُضطر أبدا إلى العمل للعيش. وهو تميز في السياسة والأدب والفلسفة وعلم الكونيات.

 

إضافة إلى نتاجه الأدبي، كان دانتي منخرطا جدا في الحياة السياسية في فلورنسا. وفي عام 1300، انتخب  ليكون واحدا من الأعضاءالتسعة في السلطة التنفيذية المحلية، في ولاية لمدة شهرين. وقد عجّل هذا المنصب المرموق في سقوطه.

 

في ذلك الوقت، كانت المدن الإيطالية دائما على شفا حرب أهلية، مقسمة بين الغويلفيين المقربين من البابا، والغيبلينيين المؤيدين للإمبراطوريةالرومانية المقدسة.

 

وفي فلورنسا، انتهى المطاف بالغويلفيين إلى الانقسام بين “السود”، الذين كانوا مستعدين لقبول التأثير البابوي على شؤون المدينة، و”البيض” الذين كانوا يطالبون بحصر صلاحيات البابا بالمجال الروحي.

 

وقد نفي  دانتي، “الأبيض”، بمساعدة غير مباشرة من البابا بونيفاس الثامن وأصبح ينتقد بشكل متزايد السلطة البابوية.

 

وهو حوكم ونفي  من فلورنسا بعد وصول نظام جديد إلى السلطة اضطهد الطبقة الحاكمة القديمة، ولم يتمكن من العودة يوما إلى مسقطرأسه.

 

وعام 1302، أمر قاض بإحراق دانتي وحلفائه أحياء في حالة محاولتهم العودة إلى فلورنسا. بعدها خُففت هذه العقوبة إلى قطع الرأس.
 

وأفاد دانتي من “الكوميديا الإلهية” لتسوية الحسابات مع الكثير من أعدائه، في مقدمتهم بونيفاس الثامن الذي أفرد له مكانا في “الجحيم”.