الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حوار صدى البلد مع علوش

ملفات هامة وأزمات لا بد من حلها.. رشيد علوش لـ صدى البلد: القمة العربية في الجزائر تنعقد في ظروف استثنائية عالمية.. والقضية الفلسطينية هي مركز الاهتمام

رشيد علوش الباحث
رشيد علوش الباحث الجزائري في الشؤون الأمنية والاستراتيجية

تعقد اليوم القمة العربية في الجزائر وسط آمال وطموحات كبيرة للشعوب العربية للخروج من عنق الأزمات التي تحيط بالمنطقة العربية والوصول إلى تفاهمات وإتفاقات يسعي إلى التعاون المستمر والتوافق في القضايا التي تشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي.

وبعد توقف ثلاث سنوات للقمة العربية تعود اليوم فيحضور عدد كبير من القادة العرب المشاركين والمتطلعين للوصول إلى نتائج إيجابية للقمة وإيجاد حلول للقضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية التي تحظي بأهتمام إقليمي كبير كونها القضية العربية الأولي.

ولمتابعة القمة العربية ومعرفة الأجواء وأصداء في الجزائر، عقد "صدى البلد" حوارا مطولا مع الباحث الجزائري رشيد علوش الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، لمعرفة دلالات توقيت القمة وأهم الملفات التي ستكون على طاولة حوار القادة العرب، والنتائج المتوقعة لها، وجاء نص الحوار كالتالي..

ما رأيك في توقيت عقد القمة العربية؟

إن عودة دورية إنعقاد جامعة الدول العربية، أمر هام بالنسبة لعودة العمل العربي العربي المشترك، وقد تمكنت الدول العربية في إطار المشاورات التي تم إجراؤها في عام 2022 بناء على المشاورات التي قادتها الدبلوماسية الجزائرية على مستوي  الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، من التأكيد على أهمية إنعقاد القمة العربية وإعادة إنعقادها دوريا، بالرغم من عدم إنعقادها الثلاث سنوات الماضية بسبب ظروف إستثنائية منعت إنعقاد القمة ومنها جائحة كورونا وصولا إلى عدم تهيئة الظروف اللازمة لإنعقادها.

ولكن يأتي الوقت لعقد القمة في ظروف استثنائية منها تغيرات جيوسياسية على مستوي المنطقة الإقليمية والدولية، نتيجة الصراع في أوكرانيا، وأيضا عدم عقد القمة العربية لمدة ثلاث سنوات عطل العمل العربي العربي المشترك ما حتم على الجزائر أن تلعب دورا في تحمل مسؤولية إعادة إنعقاد القمة العربية في ظروف مفصلية تستوجب لم شمل الدول العربية، لتوحيد المواقف للتعاطي مع الأحداث على مستوي النظام الدولي ولتهدئة حالة الاستقطاب التي تشهدها المنطقة العربية نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية، لذلك يجب أن يكون هناك موقفا موحدا للدول العربية لتجنب هذه الحالة من الاستقطاب وتلتزم بموقف عدم الانحياز الإيجابي في فترات الأزمات الدولية والمساهمة في المقاربة العربية لتقديم حل للأزمة الأوكرانية وتقديم مقترحات وتصورات إذاء الأزمة بناء على مقررات وتشريعات القانون الدولي.

كما تنعقد القمة العربية في ذكري الاستقلال الجزائري وهي الذكري العزيزة على معظم الشعوب العربية، كما أنها تعد إشارة إلى لم الشمل العربي في الجزائر لمناقشة الأزمات التي تواجهة المنطقة وكيفية الوصول إلى الحلول وتقريب وجهات النظر بين الدول التي تواجة أزمات عديدة، ومن أهم هذه القضايا القضية الفلسطينية والذي سيتم طرحة على مستوي القمة نظرا لحدة الممارسات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتأكيد على مبدأ التضامن بين الدول العربية إذاء القضايا العاجلة.

ما هي النتائج المتوقعة من القمة العربية؟

القمة العربية في الجزائر بالرغم من أنها في بدايتها ولكنها استطاعت إعادة إنعقاها الدوري في الجامعة العربية في دورتها الـ 31، وأتت أيضا في سياق إعلان الجزائر لم شمل الفصائل الفلسطينية في 13 أكتوبر الماضي والذي سيعتبر كأرضية لتأكيد الدول العربية في إطار الجامعة العربية بإلتزامهم بالمخرجات التي تم الإتفاق عليها.

وعلى مستوي التمثيل على مستوي القمة لم تعترض أي دولة أو إنقطعت عن مشاركة القمة، وستكون القمة على مستوي 22 دولة، كما تم الاتفاق على أجندة القمة والتي تم تحديدها مسبقا في اجتماع وزراء الخارجية العرب في سبتمبر الماضي في مقر جامعة الدول العربي بمصر وخلالة تم الإتفاق على الخطوط العريضة، كما حدثت أيضا مشاورات على مستوي المندوبين ومستوي وزراء الخارجية مرة أخري، كل ذلك جاء لتلافي الخلافات على مستوي البنود التي سيتم تضمينها على جدول الأعمال، وأيضا على مستوي البنود التي سيتضمنها الإعلان الختامي الذي سيحمل أسم إعلان الجزائر.

والمتوقع أيضا خلال القمة أنه سيتم الإرتكاز على القضية الفلسطينية لإعادة بعث العمل العربي العربي المشترك، وإعادة التأكيد على تفعيل العمل العربي المشترك بإعتبار أن القضية الفلسطينية هي مركز العمل العربي.

وغن تم إزالة الخلاف فيما يتعلق بكيفية التعاطل مع القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فإن باقي الملفات الأخري ستلقي تجاوبا وتوافقا، لأن الأمر يحتم على الدول العربية التوافق والعمل داخل الهياكل الرسمية ومنها جامعة الدول العربية.

وعن الملفات الأخري والتي من المتوقع أن تشهد إنفراجة في المستقبل، منها عودة الاتفاق بين الدول العربية على الأزمات المنتشرة في المنطقة وحتميا أن يتم إعادة الكلمة للقوي الفاعلة المحلية علي مستوي الأزمات المنتشرة وأن يتم منحها صلاحية إقتراح الحل في أزماتها الداخلية بناء على المصالحة الوطنية ومصالح تلك الدول التي تشهد أزمات داخلية وبما يتوافق أيضا مع مصلحة المنطقة العربية.

لذلك من المتوقع أيضا أن القمة للعربية ستكون ناجهة على مستوي المخرجات لأن مستوي التمثيل مضمون وثلثي قادة وممثلين الدول العربية سيكونون حاضرين في القمة، وأيضا بالنسبة للملف المركزي "الملف الفلسطيني" سيتم إعادة التأكيد علية في مجمل أبعادة، وأيضا بما أنه تم الاتفاق على جدول الأعمال فإن المخرجات ستكون إستثنائية لكنها ستعيد تشكيل العمل العربي العربي المشترك، وهذه هي النقطة الأساسية في مجمل الدورات التي عقدت من قبل.

كما أنه على مستوي المسؤولين توقعوا نجاح تلك القمة، خاصة حديث الأمين العام لجامعة الدول العربية عندما قال إن القمة ستكون ناجحة على كل المستويات، وأيضا بالنسبة لوزير الخارجية الجزائري والذي أرتكز على البنود التي تم رفعها لاجتماع القادة العرب بأنها ستكون قمة ناحجة بما أنه تم الإتفاق على كل البنود وكل الملفات التي سيتم طلرحها فإن النجاح سيكون مضمونا.

ما الذي سيتم التوافق عليه بخصوص القضية الفلسطينية؟

القضية الأولي للقمة العربية ستكون القضية الفلسطينية ولم شمل الفصائل الفلسطينية إثر إعلان الجزائر الذي أدرج أيضا بندا به يتم بموجبة تشكيل لجنة عربية لمتابعة تنفيذ إتفاقية إعلان الجزائر تضم دولا عربية.

كما سيتم البحث عن الآليات التي ستمكن الدول العربي من متابعة كيفية تنفيذ الفصائل الفلسطينية لإعلان الجزائر وتضمن أيضا إحترام الفصائل الفلسطينية للمدة الزمنية المحددة في الإعلان.

وكان قد خصص لهذه الملف اجتماعا كامل لوحدة فيما بين وزراء خارجية الدول العربية، وهذا يعد نجاحا للقضية الفلسطينية بإعتبار أنه تم إعادة طرح القضية على مستوي أبرز الملفات وإعتبارها مركزا للعمل العربي المشترك.

ما هي أهم المفات الآخري التي ستكون على طاولة الحوار؟

وبالنسبة للملفات الآخري، سيتم طرح كيفية بناء الدول العربية موقفا مشتركا في سياق التحولات الجيوسياسية على مستوي النظام الدولي، وأن لا نفوت الفرصة مرة آخري لنكون مشاركين فيما يتم إعادة بنائه، وهو المبتغي من جامعة الدول العربية ومن المقاربة التي تتم على مستوي الدول العربية لتوحيد موقفهم إذاء التحولات التي تتم في المنطقة العربية تجنبا للإستقطاب وتنجبا أيضا للإنحياز لطرف على حساب طرفا آخر بما لا يخدم مصالح المنطقة العربية.

علما بأن المؤشرات تظهر أن العالم يتجه إلى حرب باردة جديدة ستكون حادة جدا، بالتالي يجب أن يكون هناك تنسيق للمواقف وتوحيدها بين الدول العربية وأن لا يتم الإنفراد برأي دولة على مستوي المنطقة وأن يتم التأثير عليها بأن تذهب في تجاه بما لا يخدم مصلحة المنطقة.

والملف الآخر الذي لقي تداول كبير وأعتبر من أحد أهم الملفات المطروحة على طاولة القمة العربية، هو ملف الأمن الغذائي بإعتبارة ملف أسياسي، وقد خضع هذا الملف إلى تداعيات الصراع الأوكراني من تضرر سلاسل توريد الغذاء إلى المنطقة العربية، مما سبب أرتفاع في أسعار المواد الغذائية على مستوي الأسواق، الأمر الذي يحتم على الدول العربية في اجتماعها على الاتفاق على استراتيجية واضحة لتحقيق الأمن الغذائي من خلال القيام ببرامج تنمية زراعية على مستوي الدول العربية وتوفير الأحزمة المالية الكافية وأيضا القدرات البشرية لتحقيق الأمن الغذائي، خاصة أن هناك إنعدام للأمن الغذائي على مستوي الدول العربية مثل دولة الصومال التي طلبت مساعدة في هذا المجال بإعتبار إبها تخضع لتداعيات خطيرة جدا بسبب الصراع الأوكراني والأزمة الأمنية الجاخلية في الصومال، وأيضا السودان الذي يعتبر سلة غذاء العرب متأثر من هذه الأوضاع.

لذلك على الدول العربية أن يتم تبلور مشروع قرار سيتم رفعة على اجتماع القمة للمصادقة علية وللبحث عن الآليات التي ستمكن من تطبيق هذا المشروع.

كيف ستتناول القمة المفات العربية ذات الاهتمام المشترك؟

ستهتم القمة بالملفات العربية تمس الاهتمام المشترك لكل الدول المشاركة، ومن أهمها ملف الأزمات العربية وكيفية حلها لأنها أضرت بشكل كبير على العمل العربي العربي المشترك وعمقت الخلافات بين الدول العربية، ومن أهم هذه الأزمات الأزمة الليبية وضرورة الذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية للخروج من المراحل الانتقالية وإعادة بناء الدولة في ليبيا.

وأيضا الأزمة اليمنية التي ينبغي في إطارها التأكيد على لعب الجامعة العربية دورا إيجابيا للوصول إلى مصالحة وطنية في الدولة اليمنية وحماية السيادة الوطنية للدول التي تشهد النزاعات.

والأزمة الأخري هي الأزمة السودانية التي تشهد نزاعا داخليا وتمر بفترة إنتقالية تستوجب من الدول العربية في إطار التنسيق مع المنظمات والدول الإقليمية والعالمية الآخري، أن يتم إيجاد حل لها والمساهمة لحلحلة الأزمة.

وأيضا يوجد الأزمة اللبنانية التي تعتبر من أهم الملفات على مستوي المنطقة العربية وأهمية التقليل من التدخلات الخارجية، وأيضا الملف الإيراني والتركي وكيفية التعامل مع دول الجوار وضرورة بلورة تصور للتعامل معهم وفق منطق المصالح المشتركة، لأن هذه الدول تعتبر دول حتمية جغرافية لا يمكن أن نستبعدها في إطار العمل العربي العربي المشترك ولكن ينبغي العمل معهم وفق المصالح المشتركة والتعاون وفق منطق رابح رابح على المستوي الاقتصادي.