الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس السيسي في القمة 31.. استقبال حافل وعلاقات مصرية جزائرية ممتدة| تفاصيل

عمق العلاقات المصرية
عمق العلاقات المصرية الجزائرية

انطلقت أمس الثلاثاء، في الجزائر الشقيقة أعمال اجتماع القمة العربية الـ 31 التي تستضيفها العاصمة الجزائرية على مدار اليومين الأول والثاني من نوفمبر الجاري.

القمة العربية 

الجزائر وحفاوة الاستقبال 

ويشارك الرئيس عبد الفتاح ضمن وفد مصري كبير في فعاليات القمة العربية للتشاور مع الأشقاء العرب حول عدد من الملفات التي تهم الأمة، وكذلك طرح التحديات التي تواجه شعوب المنطقة العربية.

وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن مشاركة الرئيس السيسي بالقمة العربية تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم أواصر علاقات التعاون والأخوة مع جميع الدول العربية الشقيقة، واستمرارًا لدور مصر المحوري في تعزيز جهود دفع آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية كافة.

وأضاف المتحدث الرسمي للوفد الإعلامي المرافق للرئيس في الجزائر أن قمة الجزائر ستهدف إلى التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة بشأن مساعي الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتعزيز المصالح العربية، خاصةً في ظل التحديات القائمة المتعددة على المستويين الدولي والإقليمي، لا سيما نتيجة تبعات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، وما فرضه ذلك من ضغوط مختلفة على الدول العربية.

وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، أن القمة العربية تكتسب أهمية كبيرة في ظل تحديات كبيرة تواجه الدول العربية، سواء فيما يتعلق بقضية الطاقة أو إمدادات سلاسل الغذاء.

وحول العلاقات مع الجزائر، أوضح السفير بسام راضي أن مصر تقدر العلاقات الأخوية الممتدة مع الجزائر، كما أشاد بالعلاقات الثنائية والموروث التاريخي بين البلدين، موضحا أن الجزائر كان لها دور تاريخي داعم لمصر خلال حرب 1973، حيث استضافت في نوفمبر عام 1973 قمة عربية اتخذت خلالها قرارات تاريخية داعمة لمصر.

وشهد مطار الجزائر الدولي استقبالا حارا من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لشقيقه الرئيس السيسي عند وصوله للأراضي الجزائرية.

الرئيسان السيسي وتبون

مصر وتدعيم العمل العربي 

كما تغنت الصحف الجزائرية بزيارة الرئيس السيسي إلى الجزائر، والتي جاءت عقب زيارة مماثلة من الرئيس تبون إلى القاهرة من عدة أشهر.

وكان الرئيس السيسي استقبل الرئيس تبون والسيدة زوجته في زيارة إلى مصر، واستهل الرئيس تبون اللقاء بالتأكيد على ما يربط الجزائر بمصر من علاقات أخوية وطيدة، مضيفاً أن تجارب البلدين معاً كلها تجارب قوية وإيجابية. 

وأشاد الرئيس تبون بالعلاقات الأخوية التي تربطه بأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "إن الرئيس السيسي رجل محب لوطنه، وقد استعادت مصر في ظل رئاسته قوة وزخماً، وندعو الله له بالتوفيق، ولمصر العزيزة دوام التقدم والنماء، لأنها كانت دوماً سنداً للعرب".

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن حفاوة استقبال الرئيس السيسي في الجزائر مهمة لعدة اعتبارات نتيجة طبيعة العلاقات المصرية الجزائرية، ولا ننسى أن القاهرة أيضا رحبت بزيارة عبد المجيد تبون لأراضيها خلال الفترة الماضية من عدة أشهر.

وأوضح فهمي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه رغم غياب عدد من الزعماء عن القمة، فإن مصر أرادت أن تقول إنها تدعم فعاليات العمل العربي المشترك، وتؤكد عمق العلاقات مع الجزائر وأنها حريصة على تقارب العربي العربي في إطار رسالة سياسية واستراتيجية للمتربصين بالنظام الإقليمي العربي.

وأضاف: "مصر تبعث من الجزائر بحضور قامتها الكبيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة بأنها تريد توطيد العلاقات العربية العربية، وبناء نظام إقليمي عربي في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه نظام الشرق أوسطي".

الدكتور طارق فهمي 

من أقوى العلاقات العربية

وتابع: "بالإضافة إلى تقريب وجهات النظر مع الأطراف العربية، وحل وتحليل الصراعات التي تواجه النظام الإقليمي العربي على كل المستويات".

وأكد أن حفاوة الاستقبال ليست غريبة، لأن هناك ترحابا بمشاركة الرئيس السيسي في القمة، وهذا ينم عن تاريخية العلاقة المصرية الجزائرية في هذا التوقيت، ومشاركة الرئيس في القمة في 1 نوفمبر لأنها "مرتبطة ببداية التحرر الجزائري من الاستعمار الفرنسي".

واختتم فهمي تصريحاته قائلا: "بجانب أن العلاقات المصرية الجزائرية يسودها الحب والعلاقات الوطيدة المتصلة منذ فترة بعيدة من الزمن، وستظل العلاقات المصرية الجزائرية من أقوى العلاقات العربية.

وتشهد العلاقات المصرية الجزائرية تناميا وتطورا على كل المستويات، وذلك في أعقاب ثورة يونيو وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر.

وفي إطار التشاور المستمر، يحرص رئيسا البلدين على دفع مسار العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، ومتابعة جميع قضايا الأمة العربية والتطورات الجارية على الساحتين العربية والأفريقية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا والعراق، وأزمة دارفور وسوريا ولبنان، والعمل على تحقيق الاستقرار السياسي في الدائرة العربية والإسلامية والأفريقية.

وسجل التاريخ العديد من المواقف التي أثبتت عمق وتقارب العلاقات المصرية الجزائرية، واستمرت العلاقات بين البلدين في الترابط وتعزيز أطر التعاون، وأمس، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، العاصمة الجزائرية لحضور القمة العربية في نسختها الحادية والثلاثين، وذلك بغية تدعيم أواصر العلاقات والتعاون والأخوة مع جميع الدول العربية الشقيقة وبشكل خاص الجزائر.

العلاقات المصرية الجزائرية

العلاقات المصرية الجزائرية

ظلت العلاقات المصرية الجزائرية على قدر كبير من القوة والترابط، حيث دعم البلدان كل منهما الآخر في الأزمات، فقد ساندت مصر الجزائر في ثورته العظيمة لمواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954، وهو الدعم الذي كان أحد أسباب تعرض مصر للعدوان ثلاثي عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورته.

وكذلك وقفت الجزائر بقيادة الرئيس هواري بومدين، موقفا عظيما داعما لمصر سياسيًا وماديًا عقب هزيمة 1967، وكذلك في حرب 1973 التي شاركت فيها قوات جزائرية.

وكان من أبرز هذه المواقف هو الدعم المصري الكبير وغير المحدود لثورة التحرير الجزائرية، ذلك الدعم الذي جسد كل معاني الأخوة والتفاني بين الشعبين الشقيقين، مرورا بالدور المشرف الذي قام به الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين خلال حرب السادس من أكتوبر، والذي توسط بنفسه عند الاتحاد السوفيتي لكي يسمح بتصدير السلاح لمصر، وذلك بعد معرفته نية قيام إسرائيل بالحرب على مصر.

كما كانت الجزائر ثاني دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973، حيث شاركت الجزائر على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جنديا 812 صف ضباط و192 ضابطا جزائريا، بجانب المشاركة بالأسلحة في المعركة.

وشهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر دفعة قوية خلال عام 2014، من بينها انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين آنذاك إبراهيم محلب وعبد المالك سلال، وخلالها جرى التوقيع على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين.