الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مأزق تكتيكي.. سر سحب الجيش الروسي من خيرسون| استهداف القوات الأوكرانية حال تقدمها

إعادة تموضع القوات
إعادة تموضع القوات الروسية في خيرسون

أعلنت روسيا الخميس الماضي، بدء عملية إعادة تموضع لقواتها، حيث ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن وحدات من قواتها تجري إعادة تموضع في موقع معد لها على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، وهو ما يتوافق بشكل صارم مع الخطة المقررة، في حين تعتبر وسائل الإعلام الغربية، أن مناورة الجيش الروسي بقواته ما هي إلا انسحاب للجيش الروسي مقابل الجيش الأوكراني.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، الجمعة، إتمام سحب قواتها إلى الأماكن المحددة، بعدما أكدت أنها اتخذت قرارا صعبا، في ظل تقدم القوات الأوكرانية، في حين شدد الكرملين أن خيرسون بكاملها وعاصمتها، تشكلان جزءا من الأراضي الروسية.

حقيقة انسحاب الجيش الروسي من خيرسون

وعن تحركات الجيش الروسي الأخيرة، أكد بسام البني، الباحث المتخصص في الشأن الروسي، إن هناك لغط في وسائل الإعلام العربية والغربية، بشأن استخدام كلمة انسحاب، والتي لا يمكن استخدامها، لأن الجيش الروسي لا يمكن أن ينسحب من أراضي روسية، موضحا أن عملية إعادة تموضع القوات الروسية، وانتقالها إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر، جاء بسبب تحذيرات ومخاوف من إقدام كييف على تدمير سد كاخوفكا، وبالتالي فإن القوات الروسية على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو ستكون محاصرة تماما، ولهذا تم اتخاذ القرار الصعب الخاص بإعادة التموضع.

تجهيز خط دفاعي هندسي

وأضاف البني، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن قرار إعادة التموضع، يوضح أن قائد القوات الروسية الجديد في أوكرانيا، يريد البدء من الصفر، عبر تجهيز خط دفاعي من خلال هندسة عسكرية قوية، على الضفة اليسرى للنهر، ليقطع الطريق أمام الجيش الأوكراني، في حال أراد التقدم نحو الضفة اليسرى، والتي ستكون بمرمى النيران الروسية بشكل مباشر.

البقاء بالضفة اليمنى لدنيبرو مخاطرة

وأكد أن بقاء الجيش الروسي، في الضفة اليمنى للنهر، كان مجازفة بأرواح الجنود الروسي ومعداتهم، لكن مع إعادة التموضع سوف يتقدم الجيش الأوكراني نحو المناطق التي أخلاها الجيش الروسي، ورغم أن ذلك قد ينظر إليه للوهلة الأولى أنه نصر، ولكن الحقيقة أن موقع الجيش الأوكراني سوف يكون ضعيف ومكشوف عسكريا، وبالتالي يصبحون عرضة للصواريخ والمدفعية الروسية، في حال تقدموا.

القوات الروسية

عملية التموضع محفوفة بالمخاطر السياسية

وسلط بسام البني، الباحث المتخصص في الشأن الروسي، الضوء على مساعي القيادة العسكرية الروسية التي تهدف لإنشاء نظام قيادة ميداني جديد، قائم على وضع ذوي الخبرة من الضباط بالمناصب والمواقع الرئيسية، بهدف تعزيز الخطوط الخلفية والدفاعية، وتأمين طرق الإمداد اللوجستي والعسكري في مواجهة القوات الأوكرانية.

وأكد أن عملية إعادة التموضع التكتيكي العسكري محاط بمخاطر سياسية كبرى، سوف تتلاشى في حال نجح الجيش الروسي في السيطرة على مدن وبلدات جديدة على جبهات القتال، وبالتالي تكون العملية مبررة، أما إن لم يتحقق ذلك، فهذا قد يتسبب في قلب المزاج الشعبي الروسي الداعم للعملية العسكرية.