الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء حول الدعوة للاستثمار في الطاقة الخضراء: اللجوء إلى بدائل للوقود الأحفوري يحتاج خططا طويلة.. التغيرات المناخية أهم التحديات أمام اقتصادات الدول

الطاقة الخضراء
الطاقة الخضراء

خبراء حول الدعوة للاستثمار في الطاقة الخضراء: 

استخدام الطاقة المتجددة بدلا من الوقود الأحفورى يحتاج خططا طويلة المدى

التغيرات المناخية أهم التحديات أمام اقتصادات الدول 

مشروع الهيدروجين الأخضر يؤكد القدرة على التحول للطاقة المتجددة 

 

بات الاستثمار في الطاقة الخضراء، محور حديث جميع القطاعات الاقتصادية سواء في مصر أو خارجها، وذلك تزامنا مع انعقاد قمة المناخ في شرم الشيخ التي تناقش أهم التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض وسبل التعامل معها. 

واستطلع موقع صدى البلد آراء عدد من خبراء الطاقة والاقتصاد، حول أهمية التوجه نحو الاستثمار في الطاقة الخضراء، وأهم المعطيات والتحديات التي يحتاج المستثمرين لتذليلها لجني الثمار.  

وقال الدكتور رمضان أبو العلا خبير البترول، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن معالجة الأضرار البيئية لن تتم من خلال قطاع البترول فقط، وإنما  بمشاركة قطاعات كثيرة، لكن من أهمها قطاع  وزارة البترول.

وأضاف أبوالعلا،  أن وزارة البترول ليس لديها الإمكانيات التي يمكن من خلالها معالجة الأثار البيئية، فى ظل استخدام مشتقات الوقود الأحفوري مثل البنزين والسولار والفحم وغيرها من العناصر التى تمثل مصدر قوة لاى دولة، والاستغناء عنها يتم من خلال خطط بعيدة المدى تعتمد على استبدال الوقود الأحفوري بالطاقة المتجددة التى تستلزم استثمارات ضخمة لكى تعوض الاحتياج إلى الوقود الأحفوري.

جهود مصرية للاستخدامات الطاقة المتجددة 

واستشهد أبوالعلا بجهود مصر فى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسة و الرياح ومنها محطة بنبان للطاقة الشمسية بأسوان والتى تضم 32 موقع لتوليد الكهرباء بجانب توليد الكهرباء من السد العالي  مشيرا الى أن احتياجات مصر من الطاقة تبلغ أربعة تريليون وحدة حرارية بريطانية 90% او 95% منهم وقود احفوري، ونسعى تدريجياً إلى استبدال الوقود الأحفوري بطاقة متجددة .

وأوضح أبو العلا، أن الانتقال إلى إنتاج الوقود من الطاقة المتجددة يحتاج إلى تعاون جميع أجهزة الدولة، ولا تستطيع وزارة تحقق ذلك بمفردها  لجذب استثمارات ضخمة جدا وعقد شراكات مع القطاع الخاص بجانب الحصول تيسيرات تمويلية من المؤسسات الدولية ومنح من الدول الصناعية الكبرى صاحبة البصمة الكربونية الاكبر .

وأكد خبير البترول ،أن قمة المناخ  يعول عليها كثيرا، ولكن مدى نجاحها يتوقف على  التزام الدول المشاركة بالتوصيات التي تصدرُ، موضحا أن هناك دولا تشارك ولكن لا تلتزم بالتوصيات، ومن أهم التوصيات يجب أن يكون هناك التزام أخلاقي للدول الأوربية بالمساهمة في ضخ استثمارات فى إنشاء محطات شمسية بالدول الأفريقية.

التغيرات المناخية أهم التحديات أمام اقتصادات الدول

وحول دور الذى تلعبه وزارة البترول والثروة المعدنية للحد من تلوث الوقود التقليدي وكيفية علاج ذلك، قال أيمن فودة، رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، إن قضية التغيرات المناخية على رأس أولويات بلدان العالم وتحاول كافة المحافل الدولية التكاتف لمجابهة تداعياتها كواحدة من أهم التحديات التى تواجه اقتصادات البلاد.

وأضاف رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الأفريقي فى تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أطلق مبادرة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال مؤتمر التغيرات المناخية cop27 المنعقد فى شرم الشيخ أحد مسببات أزمة الغذاء العالمية كون كلا الدولتين تمثل مصدر هام للحبوب الزراعية التى تعتمد عليها كثير من دول العالم.

وأشار رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الأفريقي الى أنه بجانب الأزمة الروسية الأوكرانية ،هناك التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتى أدت إلى إرتفاع  أسعار الغذاء عالميا وبالتالى زيادة معدلات التضخم  بنسبة متفاوتة وفقا لاتباع سياسات نقدية متشددة اثرت بصورة مباشرة على التجارة و الاستثمار .

وتابع: قطاع الزراعة هو المتأثر الأول من تلك التداعيات فى مصر، والذى يهدد انتاج المحاصيل الزراعية و ينعكس سلبا على مقومات الأمن الغذائى الذى يعد من أهم أهداف الأمم المتحدة للقضاء على الجوع.

وأوضح رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الأفريقي أن انعقاد cop 27 أتاح لمصر عرض إجراءاتها لمجابهة تداعيات التغير المناخي وتقديم مشروعاتها المتعددة الصديقة للبيئة وآخرها الإعلان عن بدء مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأضاف أن هذا المشروع يعود على مصر بعائد مادي كبير جدا وأيضا هناك مشروعات يتم تجهيزها لكنها تحتاج إلى التمويل من المؤسسات التمويلية، موضحا أن البنك الدولى الشريك الرئيسي لمصر لتنفيذ المشروعات الصديقة للبيئة والتوسع فى الاستثمارات الخضراء، التى تواصل مصر تنفيذها مثل مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة وبرنامج إدارة المخلفات الصلبة لتحويلها لوقود وسماد عضوى مع التوسع فى أنظمة النقل المتطورة مثال الاتوبيس الكهربائى وتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى أو الكهرباء.

وأكد  رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، أن تلك المشروعات  تصبح دافعاً قويا لتوسع جهات التمويل فى تمويل مصر بما يسمح بالاستمرار فى إقامة المزيد من المشروعات الصديقة للبيئة و التوسع فيها فى دول افريقيا و الشرق الأوسط بريادة مصرية.

وأوضح رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الأفريقي، أن إقامة  المؤتمر  فى شرم الشيخ له أثر كبير فى عرض توجه مصر الكبير نحو الاقتصاد الأخضر بما انعكس إيجابا على القطاع السياحى و قطاع الاستثمار.

مشروع الهيدروجين الأخضر  

بدوره قال محمد البهي رئيس لجنة الضرائب والجمارك فى اتحاد الصناعات، إن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي بدء مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر خلال مؤتمر المناخ Cop27 يعكس قدرة مصر على انتاج الطاقة النظيفة المتجددة.

وأضاف محمد البهي لـ"صدى البلد" أن مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر بمنطقة قناة السويس سيكون ذو عائد اقتصادي ضخم ، فهو مشروع المستقبل ومصدر مهم لتوفير العملة الصعبة للبلاد وسيجذب المزيد الاستثمارات الأجنبية المباشرة فالجميع يتجه  نحو الطاقة الخضراء.

وأوضح رئيس لجنة الضرائب والجمارك فى اتحاد الصناعات، أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يعد من المشروعات العملاقة التى ترتبط بصناعات أخرى مغذية، وإقامته بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس يدعم فكرة الترسانة البحرية ويوفر خدمات لوجستية للسفن المارة عبر القناة. 

وذكر رئيس لجنة الضرائب والجمارك فى اتحاد الصناعات، أن مشروعات الطاقة المتجددة تدعم مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة بمنطقة الشرق الأوسط ،فضلا عن كونها مثالا جيد للتحول للاستخدام الطاقة البديلة وعلى رأسها الطاقة الشمسية.

وتابع أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يتزامن مع أستعداد مصر لإنتاج أول سيارة كهربائية والتى مازالت المفاوضات جارية بشأنها مع كبرى الشركات العالمية وبالتالى يعد حافزا كبيرا للتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة الكهربائية.

وأشار رئيس لجنة الضرائب والجمارك باتحاد الصناعات، إلى أن استخدام الهيدروجين الأخضر أفضل من الوقود الأحفوري الذي ينتج الانبعاثات ويؤثر على المناخ، ويسبب نوعا من أنواع الاحتباس الحراري، وهو ما يؤثر على المدن الساحلية ومناطق الجليد وهذه المشكلة تواجه العديد من الدول.