أعلن قائد شرطة محافظة البصرة بالعراق اللواء قاسم العتابي استتباب الوضع الأمني في المحافظة، وعودة الأمور إلى طبيعتها، بعد اندلاع نزاع عشائري مسلح في قضاء أبو الخصيب ليلة أمس الأحد .
وأضاف العتابي في بيان بحسب وسائل إعلام عراقية، أن "الجيش والشرطة حضرت على الفور إلى قضاء أبو الخصيب، وأن إطلاق النار كان بسبب خلاف عائلي بين أولاد عم، تطور إلى الهجوم على منزل بالأسلحة، بسبب فصلهم من العشيرة".
العتابي اشار الى "ملاحقة المعتدين وإلقاء القبض على أحدهم وايداعه السجن"، مبيناً أن "البحث مستمر على إثنين آخرين، وتم إصدار أمر إلقاء قبض بحقهم".
وأكد العتابي أن "قضاء أبو الخصيب آمن، وأن الجيش والشرطة يعملون ليل نهار على ضبط الأمن"، محذراً من أنه "سيتم إلقاء القبض على أي شخص يقوم بإطلاق النار، وإحالته إلى المحاكم المختصة لينال جزاءه العادل".
وانتشرت ليلة أمس الأحد مقاطع فيديو تظهر اشتباكات في قضاء أبو الخصيب التابع لمحافظة البصرة، وسط رعب الأهالي التي مرت الإطلاقات النارية فوق بيوتهم.
وتعاني المناطق الجنوبية من العراق وخصوصا محافظة البصرة من إندلاع نزاعات عشائرية بين الفينة والأخرى، في وقت ينتشر فيه السلاح المنفلت في البلد، إضافة إلى المشاكل السياسية التي أثرت بشكل مباشر في إمكانية فرض تطبيق القانون.
ولا يقتصر استخدام الأسلخة الخفيفة في النزاعات، بل تتعداها إلى الأسلحة المتوسطة والهاونات وقنابل هجومية، عادة ما تستهدف منازل أو سيارات تابعة للطرف المناوئ بين عشيرتين متنازعتين، محولة مناطق كاملة إلى ساحة حرب، ومخلفة ضحايا ورعباً يعيشه أهالي المناطق الجنوبية .
وتحاول الأجهزة الأمنية والجيش في المناطق الجنوية السيطرة على النزاعات العشائرية المسلحة، إلا أنها أحيانا تذهب ضحية هذه النزاعات أثناء تأدية واجبها.
وكان محافظ البصرة أسعد العيداني، قد أفاد في (13 تشرين الثاني 2022) لشبكة رووداو الإعلامية، بأن النزاعات العشائرية في المحافظة انخفضت بنسبة 80%، مشيرا إلى قرب وصول تعزيزات أمنية لبعض المناطق في المحافظة.
العيداني أضاف أن "قيادة العمليات تؤدي عملها بصورة صحيحة، وكذلك قيادة الشرطة"، لافتاً إلى أن "البصرة مقبلة على بطولة الخليج بعد 43 عاماً من إقامتها في العراق، لذلك يجب أن تكون البصرة آمنة خلال هذه الأيام سواء في أثناء إقامة بطولة الخليج أو بعدها".
وتستعد محافظة البصرة لإستضافة بطولة كأس الخليج لكرة القدم بنسختها الخامسة والعشرين والتي ستُقام من 6 إلى 19 من شهر كانون الثاني المقبل.
وتحاول السلطات في محافظة البصرة بذل جهود كبيرة للسيطرة على النزاعات العشائرية قبيل بدء البطولة، لاسيما وأن البصرة تملك كميات كبيرة من مختلف الأسلحة، في ظل انتشاره بعد سقوط النظام السابق عام 2003، وعدم قدرة الجهات الحكومية والسلطات الأمنية على حصره بيد الدولة.