الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأنبا إرميا يترأس صلاة عشية عيد استشهاد القديس مارمينا

نياف الأنبا إرميا
نياف الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي

ترأس نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي صلاة عشية عيد الشهيد العظيم مار مينا العجائبي من كاتدرائية الشهيد مار مرقس الرسول بطاحونة القديس البابا كيرلس السادس بعزبة خير الله بمصر القديمة. 

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غد الخميس بتذكار استشهاد القديس مارمينا، وهو من أشهر الشهداء المصريين في تاريخ الكنيسة، ونال شهرة لم ينلها أي شهيد مصري سواء في القطر المصري أو خارجه، ولعل السبب في ذلك العجائب الكثيرة التي يجريها الرب بصلواته إلى يومنا هذا لذا يطلق عليه الشهيد مارمينا العجايبي.

وُلد القديس مارمينا حوالي سنة 285 ميلادية ببلدة نقيوس مركز منوف محافظة المنوفية، وكان والده أودكسيوس حاكمًا للمدينة، وكان جده بلونديوس أيضًا حاكمًا، وقد نال أودكسيوس شهرة عظيمة بسبب فضائله وتقواه. حسده أخوه أناطوليوس لأن الجموع كانت تحبه أكثر منه، فوشى به لدى الملك كارينوس. لكن الملك أراد أن يكسب الاثنين، فأرسل قائده هيباتوس ومعه أمر تعيين أودكسيوس حاكمًا على مدينة أفريقيا القديمة (الجزائر) عوضًا عن حاكمها الذي كان قد مات. 

وطلب من القائد أن يرافقه ويطمئن عليه وعلى أسرته، ويُسهل له الطريق في مقره الجديد، وحزن شعب نقيوس جدًا عليه، بل وندم أخوه أناطوليوس على ما فعله، وااشتاقت أوفيميه زوجة أدوكسيوس العاقر أن يهبها الرب نسلًا طاهرًا، وكانت تصوم حتى المساء وتقدم صدقات كثيرة للفقراء والغرباء. وفي أحد أعياد السيدة العذراء في 21 طوبة في كنيسة العذراء بأتريب رفعت قلبها المنكسر نحو الرب يسوع وطلبت شفاعة القديسة مريم. وإذا بها تسمع صوتًا من أيقونة الطفل يسوع المسيح وقد حملته والدته يقول لها "آمين"، فحملت وأنجبت ابن صلواتها الذي قدمه لها السيد المسيح كوعدٍ منه، فدعته مينا أي آمين، وابتهجت المدينة كلها بميلاده وأطلق أودكسيوس كثير من المسجونين، وقدم صدقات كثيرة.

واهتم به والده، فهذبه بتعاليم الكنيسة وغرس فيه محبة الكتاب المقدس والعبادة والسلوك بروح التقوى. ومارس حب المعرفة الحقيقية بفكرٍ كنسي تعبدي بورع وتقوى. ومات والده وهو في الحادية عشر من عمره، ثم والدته وهو في الرابعة عشر، وورث عنهما خيرات كثيرة وبركات روحية مع كرامة.

والتهب قلب مينا الضابط بالجيش بمحبة الله الفائقة، فقام بتوزيع أمواله على الفقراء وتوجه إلى البرية ليتعبد فيها، وصدر منشور من قِبل الإمبراطورين الجاحدين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم قرابين لها.

وترك القديس مينا البرية وانطلق إلى المدينة في ثياب النسك، وكان ذلك اليوم يوافق احتفال ديني عظيم، فصرخ نحو الجماهير معلنًا اشتياق الله أن يعرف الكل محبته وخلاصه وأعلن إيمانه بالمسيحية، ورفضه لعبادة الأوثان، وأخيرًا أمر الوالي بقطع رأسه بالسيف، وفي مكان الاستشهاد ركع القديس وصلي رافعًا يديه إلى السماء فضربه السيّاف وتمت شهادته في اليوم الخامس عشر من شهر هاتور حوالي سنة 309 م.، وكان عمره 24 عامًا.