الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دول الاتحاد من أجل المتوسط|هل تنجح في كبح ما يواجهها من أزمات؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وسط أزمة الطاقة ونقص الغذاء وارتفاع الأسعار، جراء آثار الحرب الروسية الأوكرانية، يعد التكامل الإقليمي أحد الحلول المهمة لا سيما في ضوء رغبة دول الشمال في الاعتماد على دول الجنوب في الطاقة خاصة المتجددة والنظيفة، وخلق سوق إقليمي من شأنه تسهيل تبادل الطاقة.

دول الاتحاد من أجل المتوسط 

انطلقت صباح اليوم الخميس، بمدينة برشلونة الإسبانية أعمال المنتدى الإقليمي السابع لوزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط، بمشاركة السفير إيهاب نصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية.

وترأس أعمال المنتدى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وبحث وزراء الخارجية، خلال اجتماعهم السنوي، آخر التطورات والأزمات الإقليمية، والتحديات التي تواجهها المنطقة، بجانب أولويات الاتحاد خلال الفترة المقبلة من أجل تحقيق أهدافه الأورو-متوسطية، فضلًا عن تشجيع الدول الأعضاء والبالغ عددهم 42 على الانخراط والمشاركة في عدد من اجتماعات وأنشطة الاتحاد لاسيما المتعلقة بالاقتصاد الأزرق والأخضر والبيئة والمناخ.

كما يقوم وزراء الخارجية بتقييم ما تم تحقيقه من الحوار والتعاون بين دول المنطقة، وبحث مستقبل الشراكة الأوروبية المتوسطية، فضلًا عن إعادة التأكيد على التزام الدول الأعضاء بمبادئ عملية برشلونة وبمواصلة المشاركة في الحوار والتعاون الأورو-متوسطي.

وشهد المنتدى الإقليمي أيضًا اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع وزراء خارجية دول الجوار الجنوبي، لبحث سياسة الجوار الجنوبي الجديدة ومدى التقدم في تنفيذ أولويتها، وما يرتبط بها من برنامج استثماري في مشاريع البنية التحتية وغيرها، فضلًا عن الاستماع إلى المقترحات والرؤى والتقديرات المتعلقة بهذا البرنامج.

وكان المنتدى الإقليمي قد بدأ الأربعاء، فعالياته بلقاءات مع الشباب الأورو-متوسطي، من المجتمعات المدنية بمختلف بلدان المنطقة، تحت شعار "شباب من أجل منطقة متوسطية أكثر استدامةً وازدهارًا واندماجًا بحلول 2030".

البيان الختامي ودور جامعة الدول

وقد وقع الاتحاد من أجل المتوسط وجامعة الدول العربية مذكرة تفاهم، اليوم الخميس بمدينة برشلونة الإسبانية، تهدف إلى وضع إطار للتعاون في العديد من المجالات.

وذكر البيان الختامي للمنتدى، أن جامعة الدول العربية والاتحاد من أجل المتوسط سيعملان على تطوير تعاونهما نحو الهدف المشترك المتمثل في إرساء أسس متينة للسلام والتنمية بين الدول الأعضاء.

وتشمل المجالات التي يغطيها هذا التعاون تغير المناخ والطاقة والمياه والبيئة والاقتصاد الأزرق والأخضر والتنمية الاقتصادية والتكامل الاقتصادي والعمالة والشؤون الاجتماعية والمدنية.

من ناحية أخرى، أطلقت المفوضية الأوروبية وبنك الاستثمار الأوروبي مبادرة نظام الكابل البحري ميدوسا (AFR-IX Medusa Submarine Cable System)، وهو مشروع يستهدف الربط الرقمي بين الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط، عبر أحدث كابلات الألياف الضوئية البحرية المتقدمة تقنيًا.

وفي هذا الصدد قال الدكتور أكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المنتدى الإقليمي لدول الاتحاد من أجل المتوسط هو منتدى هام ويضم دول البحر المتوسط ويهدف إلى التنسيق بين هذه الدول بما يعود بالفائدة على الدول والشعوب ويحقق الاستقرار في منطقة البحر المتوسط لما تمثله من أهمية بالغة.

ولفت بدر الدين- إلى أن أهمية مشاركة مصر في ذلك المنتدى نظراً؛ لأن مصر دولة متوسطية وتربطها علاقات طيبة وقوية بالعديد من الدول في البحر المتوسط، فضلاً عن علاقاتها الطيبة مع دول الاتحاد الأوروبي، وبالتالي مشاركة مصر تمثل أهمية كبيرة لتنسيق الجهود في مجالات عديدة سواء وأهمها مجال الطاقة، خاصة النظيفة.

دول البحر المتوسط الأكثر تأثراً

وفيما يخص كيفية التنسيق بين الدول المشاركة في قضية التغيرات المناخية، نظراً لتأثر دول البحر المتوسط بها، أوضح بدر الدين، أن دول العالم بأجمعها متأثرة، ولكن دول البحر المتوسط متأثرة بشكل أكبر، حيث أن التغيرات المناخية تهدد المدن الساحلية بهذه الدول، مشيراً إلى أن الخبراء أكدوا احتمالية زوال بعض المدن الساحلية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة خلال 30 عاما، ولهذا قد تكون هذه اللقاءات فرصة ذهبية للنقاش بشأن مخاطر تغير المناخ.

من جانبه قال الدكتور صابر شاكر أستاذ الاقتصاد الدولي، إن دول البحر المتوسط تربطها شراكة كبيرة للغاية بدول الاتحاد الأوروبي، حيث أن اتفاقية الأورو-متوسطية التي تم تدشينها في بداية التسعينيات، بدأت بضم دول على البحر المتوسط لتحقيق شراكة بين الطرفين، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي كانوا يسعون لتقليل عملية الهجرة غير الشرعية فكان يتم تقديم مجموعة من المساعدات لدول البحر المتوسط لتقليل الهجرة.

وتابع: مؤخراً أصبح هناك شراكات مهمة خاصة فيما يخص ملف الطاقة والغاز، وذلك نظراً للأزمة الروسية الأوكرانية، التي ألقت بظلالها سلباً على العالم وعلى الاتحاد الأوروبي بشكل خاص، حيث أنهم يبحثون حالياً عن مصادر للطاقة وللغاز عوضاً عن الغاز الروسي بعد وقف إمداداته لهم، والذي يمول 50% من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز، وبالتالي يتم البحث في ملف الغاز وكيفية الحصول على إمدادات الغاز من مصر ودول البحر المتوسط.